"تغيير صفة الاستخدام".. هل ينقذ مشاريع متعثرة في الأغوار؟

1686157042935018700
مشروع المدينة الحرفية المتعطل في الأغوار الشمالية - (الغد)

الغور الشمالي - بين فشل تشغيله ووعود تغيير صفة استخدامه، أضيف مشروع المدينة الحرفية في لواء الغور الشمالي إلى قائمة المشاريع المتعثرة، فيما تشير أكثر السيناريوهات تفاؤلا إلى استمراره على هذا الحال، لا سيما وأنه مضى أكثر من 8 أعوام على إنشائه دون تشغيله تبدو لدى العديد كافية باعتبار المشروع ولد ميتا.

اضافة اعلان

 

  المشروع الذي كلف 300 ألف دينار وجاء حينها بآمال عريضة، شهد بعد أقل من 5 أشهر على إنشائه تشققات وتصدعات بالبناء أظهرت نتائج الكشف الرسمي حينها أنها خطرة وتهدد السلامة العامة إذا ما تم تشغيل المشروع على هذا الوضع. 


وحتى مع تجاوز مشكلة التصدعات والتشققات التي تبين لاحقا أنها نتيجة طبيعة التربة المقام عليها المشروع، فإن افتقار المشروع لخدمات الكهرباء والمياه عقّد الأمور أكثر. 


في توجه لإنقاذ الموقف، كانت بلدية معاذ بن جبل المسؤولة عن إدارة المشروع قد طرحت قبل عامين، فكرة تحويله إلى مصنع حمضيات، لتكون بذلك قد حققت هدفين، الأول: إخراج المشروع من دائرة التعثر، والثاني: إنقاذ مواسم الحمضيات من خسائر معضلة التسويق وتدني الأسعار. 


مضى عامان، وأحلام تحويل المدينة الحرفية إلى مصنع أصبحت تتلاشى، في أوضاع تفتقر لعنصر الانتظار، وفق تأكيد مزارعين قالوا: "لم يعد بمقدورنا أن نتحمل المزيد من الخسائر، معظمنا يفكر ببيع أرضه وقليل منا يمكنه مواصلة العمل الزراعي". 


وأضافوا، كانت فكرة البلدية بتحويل مشروع المدينة الحرفية إلى مصنع للعصائر قد أحيت فينا آمال تجاوز العديد من مشاكل الزراعة، لكن يبدو أن فكرة البلدية من حيث التنفيذ لا تختلف عن مشروع المدينة من حيث الفشل. 


البلدية ووفق ما يؤكده رئيسها المهندس ساري العبادي، كانت قد وعدت مزارعي وادي الأردن بإنشاء مصنع حمضيات في اللواء يمكنهم من حفظ المحصول واستغلاله بعدة أشكال متنوعة كعمل العصائر والمربيات والعطور الزيتية ولكن ذلك المشروع لم ينفذ جراء عدم وجود المكان المناسب وكلفه العالية.


وبين أن البلدية تفتقر لأي مخصصات حاليا، مستدركا "مشروع المصنع موجود ضمن الخطط البلدية".


وقال العبادي، "كان من بين اقتراحات المجلس أن يتم تحويل المدينة الحرفية التي تم إنشاؤها قبل حوالي 8 أعوام بمنحة بلغت حوالي 300 ألف دينار إلى مصنع عصائر، إلا أن منشآت المشروع شهدت تصدعات وتشققات وهبوطات، كما يخلو المشروع من عناصر السلامة العامة، ومن الخدمات التي يجب أن تتوفر في أي مدينة حرفية كالماء والكهرباء".


وأضاف، "من الصعب جدا بالوقت الحالي أن يستغل الموقع في أي مشروع آخر حفاظا على سلامة المزارعين والعاملين والمستثمرين".


في موازاة ذلك، يكشف مصدر من بلدية معاذ بن جبل، أن البلدية غير قادرة على إقامة مشروع المصنع في أماكن أخرى لعدم امتلاكها أي مساحة أرض، كما أن مشروع المدينة الحرفية يشكل خطرا بوضعه الحالي، وفكرة صيانته ليست من اختصاص البلدية، بل من اختصاص مهندسين وجيولوجيين وأصحاب قرار، وتم تشكيل لجنة للبت بالموضوع ولكن لغاية الآن لم يصدر أي قرار بهذا الشأن.


المزارع محمد البشتاوي ينتظر منذ سنوات طويلة تنفيذ مشروع مصنع الحمضيات في لواء الغور الشمالي، فيما فكرة تحويل المدينة الحرفية إلى مصنع جعلته يشعر بأن الحلم اقترب، غير أن بقاء الفكرة على طاولة النقاش بالبلدية أعادته إلى عتمة الانتظار.   


يقول البشتاوي، إنه يملك آلاف الدونمات المزروعة بالحمضيات، وفي كل عام يتعرض إلى خسارة كبيرة لأسباب عدة أهمها تدني الأسعار وصعوبة التسويق.


ويتساءل البشتاوي عن الوعود التي أطلقتها بلدية معاذ بن جبل قبل حوالي عامين، حول تحويل المدينة الحرفية التي لم يتم تشغيلها لمصنع حمضيات في المنطقة لحماية المنتج من التلف وتوفير فرص عمل لأبناء اللواء. 


ويقول المزارع والمستثمر علي الدبيس إن فكرة إنشاء مصنع حمضيات تراوح مكانها منذ سنوات طويلة، وفي كل دورة بلديات تعد مجالسها بتنفيذ الفكرة، لافتا إلى أنه مضى عليها أعوام ولغاية الآن لم تنفذ، ما دفع ذلك ببعض مزارعي الحمضيات إلى بيع أراضيهم أو تحويلها إلى برك مائية ومشاريع سياحية تدر دخلا.


وأشار الدبيس، إلى أن جهات معنية تتذرع بعدم تنفيذ ما وعدت به قبل عدة سنوات بعدم وجود التمويل اللازم، فيما المكان المقترح وهو المدينة الحرفية خالية منذ سنوات طويلة ولم يستغل المكان في مشاريع أخرى.


من جانبها، تقول رئيسة جمعية تلال المنشية تهاني الشحيمات وهي ناشطة اجتماعية في مجال حقوق المرأة، إن وجود المصنع سيعمل على استغلال ثمار الحمضيات إذ يمكن الاستفادة من القشور في صناعات متنوعة، كما أنه من الممكن استغلال الحمضيات في صناعة عصائر طبيعية يمكن توريدها إلى الفنادق، والمطاعم، والمنشآت السياحية وبيع المنتج بأسعار مناسبة تحقق أرباحا وفوائد لكافة الأطراف، كما أن المصنع إذا تم تنفيذه سيشغل الأيدي العاملة في اللواء وخصوصا الفتيات اللواتي يبدعن في الصناعات اليدوية.


وتشير عضو المجلس البلدي في اللواء وداد العامري إلى أهمية إنشاء المصنع باعتباره من المشاريع الاستثمارية التي يحتاجها اللواء لحل أزمة الاختناقات التسويقية التي يواجهها القطاع الزراعي، مشيرة إلى أن المصنع لا يقتصر على إنتاج عصائر فقط، حيث يمكن استغلاله في إنتاج أنواع من الكحول التي تستخدم في مواد التنظيف لاحتواء الحمضيات على زيوت طيارة، إضافة إلى إمكانية الاستفادة من قشور الحمضيات لإنتاج أسمدة عضوية.

 

اقرأ أيضا:

"دورات المشاريع" بالغور الشمالي تنشل أسرا من الفقر ومطالب بتوسعتها لتعميم الفائدة