تلوث وادي ناطفة إربد بالمياه العادمة.. مشكلة فنية تستدعي حلولا أمنية (فيديو)

Untitled-1
مياه عادمة تجمعت بوادي ناطفة بإربد-(الغد)

إربد- ينذر استمرار فيضان مياه الصرف الصحي بوادي ناطفة في إربد، وما يرافقه من عمليات تفريغ لحمولات صهاريج النضح بالوادي، بحدوث مشاكل وتلوث بيئي سيدفع ثمنه سكان المنطقة الذين باتوا يعانون من انتشار الروائح الكريهة والقوارض والحشرات.  

اضافة اعلان

 

  ومع استمرار غياب الرقابة عن الوادي، ظهرت مشكلة جديدة تمثلت بتعمد العديد من أصحاب القلابات إلقاء حمولات مركباتهم من الأنقاض ومخلفات البناء في الوادي، ما زاد من حجم الضرر والتلوث الذي يهدد بتحول المنطقة الى بؤرة ساحنة رغم اعتبارها منطقة واعدة في ظل ما تشهده من تزايد لافت في انشاء البنايات السكنية.


في تطور أخير، اتجهت الجهات المعنية وفي خطوة لمعالجة فيضان المناهل ومنع صهاريج نضح المياه العادمة من تفريغ الحمولات بالوادي الى الاستعانة بقوة أمنية تضمن حماية المقاول الذي أحيل عليه عطاء إصلاح المناهل من الاعتداء عليه من قبل أصحاب الصهاريج. 


وكان نفس المقاول قد تعرض قبل عدة أشهر إلى الاعتداء بالضرب من قبل أشخاص أثناء قيامه بأعمال صيانة أحد المناهل الذي تفيض منه المياه العادمة بالوادي. 
واتخذت الحادثة أبعادا مختلفة انتهت بوقف العمل لحين تأمين حماية تضمن عدم تكرار الاعتداء. 


ووفق مجريات القضية، فإن أصحاب صهاريج نضح يعمدون إلى كسر مناهل الصرف وتفريغ الحمولات فيها، ما يؤدي الى فيضانها وتدفقها بالوادي. 


وحسب سكان في المنطقة، فإنهم باتوا لا يأمنون على سلامتهم من الواقع المرير الذي تشهده المنطقة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الأفاعي والحشرات والجرذان في الوادي وما بين أكوام النفايات ومخلفات البناء، الأمر الذي يتطلب حلا جذريا لإنهاء معاناتهم.


وأشار وليد الجراح أحد سكان المنطقة إلى أن مراجعات السكان المتكررة للجهات والدوائر المعنية لتخليصهم من هذه المعاناة، إضافة إلى العرائض الخطية التي تم إرسالها لشركة مياه اليرموك ومحافظ اربد والاتصال مع الخط الساخن في وزارة المياه والري لكن دون إي استجابة لغاية اليوم.


ولفت إلى تحول الوادي بالمنطقة إلى برك آسنة، والطريق المؤدي إلى الوادي باتت تشهد جوانبه أكواما من الأنقاض، مبينا أن المنطقة أصبحت مرتعا للقوارض والحشرات، مؤكدا أن المشكلة مستمرة دون إيجاد أي إجراء لانهائها بشكل جذري.


ولفت إلى أن أصحاب صهاريج النضح يقومون بشكل دوري بتفريغ حمولاتهم ليل نهار في الوادي بسبب غياب الرقابة من قبل الجهات المعينة، الأمر الذي حول المنطقة إلى مكرهة صحية وبات من شبه المستحيل استمرار العيش فيها.


وقال عضو بلدية غرب اربد المهندس محمد أبو عين إن غياب الرقابة والمتابعة من قبل الجهات المعنية أدى إلى تفاقم الوضع البيئي في المنطقة رغم أن المنطقة تعتبر من أجمل المناطق في اربد، وتشهد إقبالا من قبل المواطنين على شراء أرض فيها لغايات السكن لتميزها بالهدوء. 


ولفت أبو عين إلى أن البلدية خاطبت شركة مياه اليرموك أكثر من مرة من أجل إيجاد حل جذري للمشكلة التي باتت تؤرق سكان المنطقة، إلا أنه ولغاية الآن ما زالت المشكلة قائمة وتتفاقم يوما بعد يوم.


بدوره أقر الناطق الإعلامي في شركة مياه اليرموك معتز عبيدات بوجود المشكلة والتي يعود سببها لقيام أصحاب صهاريج النضح بتفريغ حمولاتهم من المياه العادمة في مناهل الصرف الصحي والتعدي عليها بثقب جوانبها الإسمنتية من أجل سهولة استخدامها.


وأشار إلى أن الشركة قامت أكثر من مرة بإغلاق الطريق المؤدي إلى المناهل والوادي بالحجارة والأتربة، إلا أن أصحاب الصهاريج أعادوا فتحها بواسطة جرافات، مشيرا بهذا الخصوص إلى حادثة الاعتداء التي وقعت قبل شهور على أحد المقاولين الذي كلفته السلطة بفتح المناهل وتم تحويل ملف القضية للحاكم الإداري.


وأكد عبيدات أن الشركة لا يمكنها معالجة الوضع القائم دون مرافقة أمنية للموقع بعد الاعتداء الأخير الذي تعرض له المقاول، مبينا انه تم مخاطبة الحاكمية الإدارية لاتخاذ الإجراء وإنهاء معاناة المواطنين القريبين من المنطقة.


من جانبه، قال محافظ إربد رضوان العتوم إنه تم الإيعاز لمديرية شرطة اربد لتوفير الحماية الأمنية اللازمة لتنفيذ أعمال الصيانة لشبكة صرف صحي في وادي ناطفة من قبل أحد المقاولين.


وأكد أن العمل بإصلاح الخط الذي تعرض لاعتداءات من قبل صاحب صهاريج نقل مياه عادمة بدأ منذ يومين وسط تواجد أمني، مشيرا الى أن العمل به سينتهي خلال اليومين القادمين وأنه تم تثبيت محطة أمنية بالمكان لحين الانتهاء من العمل بترميم الخط.


وأشار العتوم الى انه تم طلب صاحب الصهاريج لمكتبه لاتخاذ الإجراءات الإدارية بحقه بما يكفل عدم الاعتداء على الخط الذي تسبب بفيضان الشبكة وتجمع برك من المياه العادمة في المنطقة أدت الى انتشار البعوض والحشرات بالإضافة إلى أضرارها البيئية والصحية.


من جهته، قال رئيس بلدية إربد إن فيضان شبكة الصرف الصحي في المنطقة أدى إلى إعاقة تنفيذ البلدية مشروع إعادة تأهيل طريق العين الذي يمر من المنطقة مؤكدا أن العمل بالمشروع سيستأنف حال الانتهاء من ترميم الخط وضمان عدم تسرب المياه العادمة منه.-(بترا) 

 

اقرأ أيضا:

مشاريع بقيمة 500 مليون دينار لتحسين الواقع المائي في الشمال

;feature=youtu.be&themeRefresh=1