معالم دينية تاريخية مهمشة بجرش تنتظر دمجها بالمسارات السياحية

مقام النبي هود في جرش وقد شملته أعمال صيانة وترميم من قبل اللجنة الملكية لرعاية المقامات - (من المصدر)
مقام النبي هود في جرش وقد شملته أعمال صيانة وترميم من قبل اللجنة الملكية لرعاية المقامات - (من المصدر)
جرش – تتعرض العديد من المواقع الأثرية والتي تحوي معالم دينية في جرش إلى العبث والتخريب، حتى تحول بعضها إلى مكبات للنفايات بسبب الإهمال وغيابها عن النشاط السياحي، وعدم استثمارها رغم أهميتها التاريخية والتراثية والدينية ومنها مساجد وكنائس لا تقل أهمية عن المدينة الأثرية ويمكن استثمارها من خلال المسارات السياحية.اضافة اعلان
وتتميز محافظة جرش بوجود العشرات من المعالم الدينية القديمة، من مساجد ومقامات ومزارات دينية وكنائس ومعابد، تضاف إلى ما تتمتع به مدينتها الرومانية الأثرية من حضور على الخريطة السياحية العالمية، لتشكل المحافظة ضمن منظومة معالمها، منطقة سياحية بامتياز، دفعت كثيرا من المعنيين للمطالبة بتنفيذ مسار سياحي للمواقع الدينية فيها.
ولفت مهتمون بالشأن السياحي إلى أن هذه المعالم لا تقل أهمية عن باقي معالم المحافظة الأثرية، وتستحق أن تشمل بمسار سياحي مستقل، أو مدموج مع مسارات موجودة أصلا واستحداث مسار سياحي ديني فيها يساهم في صيانتها وترميمها وحمياتها من العبث وفرضها على خارطة السياحة في محافظة جرش بميزات ومواصفات جديدة.
يقول الخبير السياحي ورئيس لجنة الاستثمار في مجلس محافظة جرش الدكتور يوسف زريقات، إن هذه المواقع ومنها مساجد تاريخية وتراثية والعشرات من الكنائس المكتشفة وغير المكتشفة كذلك ما تزال غير مستثمرة سياحيا لغاية الآن، ومنها مستملك لوزارة السياحة ومنها غير مستملك، ولم يروج لها برغم أهميتها، وإمكانياتها في إتاحة تنوع فريد للسياح في المحافظة ومن الممكن أن تشكل سياحة مستقلة بحد ذاتها لميزاتها التاريخية وعددها الكبير الواسع الانتشار في مناطق عدة. 
ويرى زريقات أن استثمار هذه المواقع واستحداث مسار ديني خاص بها يساهم في حمايتها من العبث والتخريب وينفذ فيها أعمال صيانة وترميم ويتم استغلالها واستثمارها كون السياحة الدينية لها زوار خاصين فيها ويقصدوها من كافة دول العالم ومحافظة جرش فيها مقامات ومساجد وكنائس تكسبها ميزة التنوع الديني المطلوب لكافة الديانات.
وأضاف زريقات، أن هذه المواقع، يجب دمجها بمسار سياحي، يركز عليها ويسلط الضوء على تاريخها وقيمتها، لاسيما وأنها تدل على التنوع الديني والعرقي الذي شهدته المحافظة في حقب زمنية ماضية واستثمارها هو الطريقة الوحيدة في حمايتها من العبث والتخريب والاندثار وضمان بقائها سنوات طويلة كونها مواقع تاريخية وأثرية ومعالم دينية موزعة بانتظام في كافة قرى وبلدات محافظة جرش.
بدوره، قال مصدر مسؤول في سياحة جرش أن المحافظة تستحق بأن يخصص لها مسارا سياحيا دينيا مستقلا، أو دمجه بمسارات موجودة ومفعلة، ما يشجع على تفعيل السياحة في المحافظة، وتمكين السياح والزوار من ارتياد مزيد من مواقعها.
وأكد أن عدد المواقع الدينية التاريخية كبير في المحافظة، وكلها تحمل قيمة آثرية و تاريخية وتراثية مهمة، لأنها بنيت في حقب زمنية بعيدة، وهي بذلك لا تقل أهمية عن باقي المواقع السياحية التي ستشملها خطة تطوير السياحة في المحافظة، والتركيز على تطوير بنيتها التحيتة، والاتفاق بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي على تفعيلها، ومن أهم المواقع الدينية في جرش مقام النبي هود ومساجد الحميدي في بلدة نحلة وريمون القديم ودير السيدة العذراء في دبين وكنيسة زقريط والكنيسة المثمنة وكنيسة جرمل، وغيرها من المواقع التي ما تزال تستخدم، وستشكل عامل جذب سياحي للمحافظة، وتفعل تنميتها سياحيا عند انضوائها في مسار سياحي مستقل أو مسار مدموج. 
وأوضح أن مديرية سياحة جرش ستتبنى فكرة السياحة الدينية في المحافظة، وستتيح للسياح والزوار فرصا فريدة للتمتع بزيارتها، بخاصة وأن بعض المواقع الدينية قريبة من المدينة الرومانية، وهي جزء منها وتمر بها مسارات سياحية أساسا، خاصة وأن المسارات السياحية توفر فرصَ عملٍ لأبناء المجتمعات المحلية، وتدمجهم بالعمل في القطاع السياحي، وتنعش عمل الجمعيات الخيرية والتعاونية والهيئات العاملة في السياحة، لذا سيسهم دمج السياحة الدينية بالمسارات بتوفير فرص عمل جديدة في المحافظة.
وبين أن تشغيل المسار الديني إلى جانب المسارات الأخرى، سيخلق فرص عمل حيوية، حتى لو كانت بنسبة بسيطة، لكنها ستخفض منسوب البطالة، لافتا إلى أن هذا الدمج يحتاج لتدريب وتأهيل العاملين في السياحة بجرش وقد تم إعدادهم من خلال برامج التدريب المهني والمؤسسات التدريبية التي تتخصص بقطاع السياحة.
وقال مدير أوقاف جرش عادل الزعبي، إن جرش ثاني أكبر منطقة سياحية في المملكة، تضم إلى جانب المدينة الرومانية، مواقع دينية تاريخية بعضها يقارب من عمر المدينة الرومانية، ما يصبغها بأهمية كبرى، تتطلب تفعليها في نطاق السياحة الدينية، وشمولها ببرامج المسارات السياحية.
وبين الزعبي، أنه جرى ترميم وصيانة مقام النبي هود في المدينة، عن طريق اللجنة الملكية لصيانة وترميم وتأهيل مقامات الصحابة، كما وتنتشر في بلدات المحافظة مساجد تاريخية في ريمون والكتة وجرش المدينة وغيرها، ويصل عمر بعضها إلى مئات السنين، وما تزال تحافظ على جاذبيتها. 
ويرى أن المعنيين بالسياحة الدينية والسياح الذين يهتمون بالتعرف على مواقع دينية قديمة، يؤكدون على المزايا المعمارية التاريخية الإسلامية والمتنوعة للمساجد ودور العبادة والمقامات التاريخية في جرش، ويتطلعون إلى تنشيطها طوال العام، واستثمار أهميتها التاريخية. 
وطالب الزعبي بتنفيذ مسار مستقل للسياحة الدينية كمسارات وادي الذهب وغابات السنديان وأم جوزة، وغيرها، لافتا إلى أن مديرية أوقاف جرش، طالبت أكثر من مرة، بالتركيز على الجانب التاريخي الديني فيها، والاستفادة من ميزاتها السياحية، في وقت بدأت فيه وزارة السياحة بصياغة أفكار بهذا الخصوص لتطبيق بعضها على أرض الواقع.