‏جاريد كوشنر يذهب للتسوق في غزة‏

جاريد كوشنر، المستشار السابق للرئيس دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط - (أرشيفية)
جاريد كوشنر، المستشار السابق للرئيس دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط - (أرشيفية)

سيزار شيلالا* - (كاونتربنش) 2024/3/21‏
لو كان لرؤية جاريد كوشنر أن تتحقق، فيغلب أن الواجهة البحرية لغزة ستكون، في المستقبل غير البعيد، مشغولة بفنادق ومنتجعات ترامب، المبنية على دماء وعظام وأشلاء الأطفال الفلسطينيين.‏

*   *   *
كان من بين إحدى العواقب السلبية العديدة التي تخلفها الحرب الإسرائيلية على غزة، فقدان كل حس بالأخلاق أو الكياسة. ولا شيء يجسد هذا الفقدان أفضل من تصريح جاريد كوشنر، الذي عمل مستشارا رئيسيا للرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، لشؤون الشرق الأوسط، على الرغم من افتقاره التام للخبرة السياسية.‏

اضافة اعلان


في مقابلة أجراها معه في 8 آذار (مارس) 2024 طارق مسعود، رئيس هيئة برنامج "مبادرة الشرق الأوسط" في جامعة هارفارد الأميركية، قال كوشنر: "إنك قد ترغب في إخراج أكبر عدد ممكن من المدنيين (الفلسطينيين) من رفح. أعتقد أنك تريد التخلص من هذا.

 

أعلم أنه بالدبلوماسية ربما يمكنكَ أن تدخلهم إلى مصر. وأعلم أن ذلك قد رُفِض، ولكن بالدبلوماسية الصحيحة أعتقد أنه سيكون ممكنًا. ولكن بالإضافة إلى ذلك، فإن الشيء الذي سأحاول القيام به لو أنني كنتُ في مكان إسرائيل الآن هو أنني سأقوم بتجريف شيء ما في النقب، وسأحاول نقل الناس إلى هناك. أعلم أن هذا لن يكون الشيء المقبول شعبيًا الذي يجب فعله، لكنني أعتقد أن هذا خيار أفضل لفعلِه حتى تتمكنَ من الدخول وإنهاء المهمة".‏


‏هذا تصريح قاسي القلب بشكل لا يصدق يصدر عن رجل فاقد للحساسية ولا ينطوي على أي اهتمام بالآخرين. وكأنما هو غير راض بما يكفي عن هذا التصريح، وعلى الرغم من مقتل أكثر من 32.000 فلسطيني على يد جيش الدفاع الإسرائيلي، من بينهم 13.450 طفلاً؛ والتهجير القسري لأكثر من 1.5 مليون شخص، علق كوشنر بأن "ممتلكات الواجهة البحرية (في قطاع غزة) يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة"، وربما شرع مسبقًا في تصوُّر بعض الصفقات العقارية المربحة على الأراضي الفلسطينية.

 

وأضاف: "إنه وضع مؤسف بعض الشيء هناك، ولكن من منظور إسرائيل كنت لأبذل قصارى جهدي لإخراج الناس ثم تنظيف (القطاع)". إذا لم يكن هذا التصريح مثاليا للتعبير عن دعم إبادة جماعية، فإن من الصعب التفكير في ما يمكن أن يكون عليه بيان يدعو إلى الإبادة الجماعية.‏


بينما أقرأ مرة أخرى قصيدة الشاعر الإسرائيلي، أهارون شبتاي، "الأشجار تبكي"، التي ترجمها عن العبرية بيتر كول، فإنني أدرك أن شبتاي لا يرقى إلى مستوى أحلام كوشنر في بناء العمائر العالية على الواجهة البحرية لغزة:‏
‏"وعلى هذه القطع من الأرض، ستُمنح الامتيازات لـ’برجر كينغ‘ ‏‏و’كنتاكي فرايد تشيكن‘".‏


‏يحدث هذا عندما تشير تقارير (اليونيسف) إلى أن المجاعة الكاملة في غزة باتت وشيكة، حيث يعاني 1.1 مليون شخص -نصف السكان- من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي. وكانت المديرة التنفيذية لمنظمة (اليونيسف)، كاثرين راسل، قد صرحت لبرنامج "واجه الأمة" على شبكة (سي بي إس) في 17 آذار (مارس): ‏"أعتقد أن هذه الأرقام التي نراها في غزة مذهلة. لم نر مثل هذا المعدل من الوفيات بين الأطفال في أي صراع آخر تقريبًا في العالم".


‏كان ما يجعل هذا الوضع غير مقبول، وفقًا لراسل، هو أن "السرعة التي تكشفت بها أزمة سوء تغذية الأطفال الكارثية هذه في غزة صادمة، خاصة عندما تكون المساعدة التي تمس الحاجة إليها جاهزة لدخول القطاع على بعد أميال قليلة.

لقد حاولنا مرارًا وتكرارًا تقديم مساعدات إضافية ودعونا المرة تلو المرة إلى معالجة التحديات التي تعترض الوصول، والتي واجهناها منذ شهور. وبدلاً من القيام بذلك، يزداد وضع الأطفال سوءًا يومًا بعد يوم. وما تزال جهودنا لتوفير المساعدات المنقذة للحياة تعوقها القيود غير الضرورية، التي تكلف الأطفال حياتهم".‏


لو كان لرؤية جاريد كوشنر أن تتحقق، فيغلب أن الواجهة البحرية لغزة ستكون، في المستقبل غير البعيد، مشغولة بفنادق ومنتجعات ترامب، المبنية على دماء وعظام وأشلاء الأطفال الفلسطينيين.‏


*د. سيزار شيلالا‏‏ Cesar Chelala: الفائز المشارك بـ"جائزة نادي الصحافة الخارجية الأميركية للعام 1979، عن مقاله المعنون: "مفقودون أو مختفون في الأرجنتين: البحث اليائس عن آلاف الضحايا المختطفين" Missing or Disappeared in Argentina: The Desperate Search for Thousands of Abducted Victims.‏

 

*نشر هذا المقال تحت عنوان: Jared Kushner Goes Shopping in Gaza

 

اقرأ المزيد في ترجمات:

غزة.. المرافقة الإعلامية للإبادة الجماعية