الأفكار السلبية.. "سجن" يغلق منافذ الحياة

الأفكار السلبية سبب بتأسيس شخصية هشة وضعيفة- (ارشيفية)
الأفكار السلبية سبب بتأسيس شخصية هشة وضعيفة- (ارشيفية)
أمل الكردي* عمان- ربما أن الأفكار السلبية تشكل جزءا ولو بسيطا من حياتنا، وربما تسهم في جعل الإنسان أكثر يقظه وانتباهاً وتوقعاً لحدوث ما هو سيئ بالتالي السعي لتجنبه، غير أن ذلك في حال كانت بسيطة جدا، ولم تصل الى مرحلة أن تصبح جزءا من بنية شخصية الفرد. لكن ماذا يحصل لو زادت هذه الأفكار؟ - سوف تتكون لدينا شخصية هشة وضعيفة تعتنق الفشل حتى قبل أن تحاول السعي للنجاح. - أسلوب تفكير يعطي انطباعا للمحيط أن هذا الشخص الضحية ذلك دائما ينسحب من كونه مسؤولا عن الأخطاء التي يرتكبها حتى ويعزوها في بعض الأحيان لوقوع ظلم عليه. - ربما يتطور الأمر ويصل به الحال الى أن يقع فريسة سهلة لبعض الاضطرابات النفسية مثل اضطراب الوسواس القهري "o.c.d". - تأثر المحيط الأقرب له مثل الأسرة والأصدقاء بطبيعة أفكاره السلبية، مما يولد أحد أمرين لديهم وهما: - أن يتأثروا بأفكاره فيكتسبون نمط التفكير السلبي. - أن ينفروا منه ويعتزلوه فيصبح وحيدا. أبرز صفات الشخصية السلبية إنه شخص متمتع بأفكار سلبية لابد أن تأتي لحظة يتحول سلوكه الى سلوك لأن الأفكار بالنهاية، إن لم تعالج، سوف تتحول الى سلوكيات سلبية، وهي تتلخص بالآتي: - شخص متشائم ومتردد في الوقت نفسه لديه نظرة سوداوية. - غالبا ما يسيء الظن بالآخرين مهما كانوا مقربين منه. - من الصعب أن يقتنع بوجهة نظر الآخرين ويتشبث برأيه بطريقة مبالغ بها. - يميل الى الحزن والدراما في أغلب أوقاته حتى أن الأمر يظهر جليا في سرد الأحاديث أو تتبعه المستمر للأخبار والقصص المحزنة. - دائما وأبدا وفي أي موضوع يتوقع حدوث الأسوأ، ولا نلمس وجود بصيص أمل ولو بسيطا لديه. - يعمم تجاربه السلبية ويجعلها الأساس وبناء عليه يغرق بكل ما هو سلبي وينسى تماما أي تجربة إيجابية مر بها. - لا يهتم غالبا بالتعزيز المقدم اليه سواء مادياً أو معنوياً فهو صاحب نظره تشاؤمية. من الصواب أن ننظر الى أنفسنا بطريقة عميقة بهدف أن نتغير للأفضل، ونتبع بعض الأسس والقواعد التي من شأنها أن تعيد إلينا التوازن النفسي، وتجعلنا مقبلين على الحياة، بالتالي نتخطى كل ما هو صعب بكل عزيمة وإرادة، لذلك أقدم بعض النصائح لمن وجد في نفسه بعضا من هذه السلبية: - بناء علاقة قوية ومتينة مع خالقنا والتوكل عليه دائما وأبدا والإيمان المطلق بالمعتقد الذي ننتمي اليه. - وجود نشاطات وهوايات نمارسها بشكل منتظم ولو لمرة واحدة في الأسبوع على الأقل. - التحدث عن مخاوفنا لشخص ثقة، وإن لم يوجد هذا الشخص كتابة كل مخاوفنا على ورقة والتخلص منها فورا. - الدخول في تحديات مع النفس والإصرار عليها لأن من شأنها تعزيز الثقة بالذات، بالتالي تشكيل أفكار إيجابية. - إحاطة أنفسنا بأشخاص ناجحين ومنتجين "إيجابيين" لأن السلوك بشكل عام معد فعلياً، وذلك عن طريق اكتسابه من شخص أو مجموعة أشخاص يشكلون البيئة المحيطة. - اتباع أسلوب ومنهج من شأنه تعزيز مفهوم الذات ورفع الدافعية "من الممكن طلب مساعدة معالج سلوكي". - ممارسة تمارين التأمل التي من شأنها تهدئة النفس، والتأثير بلغة الجسد، بالتالي تغيير أسلوب التفكير بطريقة سلبية. السلبية هي مصدر لكل ما هو مزعج للشخص نفسه، ومن ثم المحيط، لذلك لابد أن يبذل قصارى جهده للتخلص منها لينعم بحياة هادئة ومستقرة، وكما أشرنا في بداية المقال، لا بأس بالقليل القليل من السلبية أحيانا بقصد الحذر والانتباه وتجنب الوقوع بالإشكالات ومعالجة الأمور بشكل منطقي متزن، ولكن حذار من الغرق والاسترسال بتلك السلبية ليقع بعد ذلك ما لا تحمد عقباه. *أخصائية الاحتياجات الخاصة والعلاج السلوكياضافة اعلان