"السلبيون" في حياة الإنسان كيف يعيقونه عن تحقيق أهدافه وأحلامه؟

1692969088710277100
"السلبيون" في حياة الإنسان كيف يعيقونه عن تحقيق أهدافه وأحلامه؟

على أنقاض الحلم الذي لطالما تمناه، يستعيد هاشم (45 عاما) كل ما مر به من خسارته لمشروع العمر. هو لم يقتنع يوما بأن الكلام السلبي المحبط كفيل أن يغير كل الوجهة ويعيده إلى الصفر.

اضافة اعلان


هاشم كأي شخص كان يطمح لتحسين وضعه وتأسيس مشروعه الخاص وفعلا بجدارته ودراسته لكل الخطوات تمكن من أن يضع قدمه على أول الطريق معتمدا على خبرته وعلاقاته الكثيرة، لكن وبغمضة عين وبمدة لم تتجاوز العام تقريبا أفلس المشروع وانتهت معه كل الأحلام التي قضى الليالي في التخطيط لها.


ورغم أنه كان حذرا ودقيقا ويحسب حساب لكل خطوة يخطوها، لكن ذلك لم يكن كافيا لسبب وحيد هو إحاطته بأشخاص سلبيين سمموا حياته بكلماتهم المحبطة وأفكارهم العاجزة عن رؤية الفرج في كل عقبة كانت تعترضه. 


هاشم أمام سلبيتهم واتهاماتهم له بالفشل انهزم وفقد الأمل في إنقاذ المشروع وخاصة بعد تراكم الديون. يقول "أخطأت عندما اعتقدت أن الناس جميعهم يحبون لي الخير والخطأ الأكبر هو أنني كنت أخبرهم بخططي وأشاركهم حتى أفكاري"، حيث لم يكن يحتفظ بشيء لنفسه لذلك لم يتمكن من حماية أحلامه وإبعادها عن أعين المحبطين.


أحلام يغتالها الإحباط وأخرى تفقد شرعيتها نهائيا حتى قبل أن تبصر النور، وذلك لأن عددا من الأشخاص يفسدون كل شيء يعرفونه فعندما يضع الشخص حياته وكل أسراره وتفاصيله على العلن من دون أدنى خصوصية فطبيعي أن يحيط نفسه بالسلبية من كل مكان. 


أن تنجح وتحقق أحلامك يعني أن تكون قويا وكتوما في الوقت نفسه، وذلك يتطلب عدم الكشف عن الخطط والأفكار أمام المحبطين، بل مفاجأتهم بالإنجاز.


وتطبق سدين (29 عاما) قاعدة "لا تخبرهم إنما فاجئهم" على كل جوانب حياتها.

 

تقول "لتكن سعيدا اجعل كل ما يخصك سرا فليس كل شيء يقال"، مبينة أن الحياة مليئة بالأشخاص الذين يكرهون نجاح الآخر بل ويتصيدون له الأخطاء لإيقاعه، فنوايا الناس تختلف ولا يمكن معرفة ما الذي يضمرونه، لذلك يجب الانتباه لمن نتحدث عن خططنا وأحلامنا أمامه. 


 الأختصاصي الاجتماعي الدكتور محمد جريبيع يبين أن كل إنسان في الحياة معرض لأن يقابل أنماطا مختلفة من الناس منهم من يقدم له الدعم والتشجيع والثقة ويعلمه كيف ينجح ويحقق أهدافه من خلال نصائحه وأقواله المحفزة ومنهم من يسمم حياة الآخر، وخاصة الناجح بأفكار سلبية ومحبطة قد تغتال أحلامه وتمنعه من أن ينجز ويكون أفضل.


 ويلفت إلى أن الخصوصية مهمة جدا لتكون الحياة منظمة ومستقرة، فليس كل شيء يمكن مشاركته مع الآخرين. الخطط والأحلام وحتى الأفكار هي ملك الشخص لا يحق لأحد التدخل فيها أو تسميمها بأفكار سوداوية من أجل إفشال الآخر وتدمير معنوياته. 


 ويرى جريبيع أن الحل لتجنب المحبطين هو "إبعادهم تماما عن كل ما يخصك لأنهم بالتأكيد سيحاولون إحباطك بالتحدث عن المخاطر والعوائق والعراقيل" مما يسبب معاناة الشخص وتأثره، وبالتالي سيترتب على ذلك كله مضاعفة الوقت والجهد للتخلص من الطاقة السلبية.


ومن الحلول الأخرى تجاهل هؤلاء الاشخاص وعدم الدخول معهم في نقاش فهدفهم الأساسي هو تحطيم آمال وأحلام من حولهم.


ولمحاربة الأشخاص السلبيين يجد جريبيع أن الشخص الناجح يعرف كيف يحيط نفسه بالإيجابيين وقضاء وقت كاف معهم والاستفادة من نصائحهم. وأخيرا التمسك بالتفاؤل والأمل ليستطيع الوصول إلى ما يريد. 


ويتفق معه الأخصائي النفسي الدكتور موسى مطارنة الذي يبين أن وجود الأشخاص الإيجابيين وأخذ الطاقة والثقة منهم هو أمر في غاية الأهمية كونهم يرون الزوايا المضيئة في كل عقبة ولديهم القدرة على التجاوز والنظر للحياة بشغف وحب. 


وبحسب مطارنة فإن النجاح يتحقق عندما يثق الشخص بقدراته ويحدد خطواته ويدرسها بعيدا عن أعين المحبطين وسلبيتهم في رؤية الأمور. "لا تخبرهم فاجئهم"، تبقى قاعدة حياتية تحمي من الخسائر والفشل وتجعل الشخص أقوى في مواجهة الصعوبات كما يبين مطارنة فتكتمه عن كل ما يريد فعله لمن حوله يساعده على التفكير بهدوء والسير ضمن خطة منظمة ومدروسة بعيدا عن التشكيك وتلك المخاوف التي يطلقها السلبيون دون مراعاة لنفسية الشخص وحجم الأذى الذي يتسببون به.


يقول "لا تفسدوا حياتكم بأيديكم ولا تسمحوا لأحد باقتحام خصوصيتكم كونوا أمناء على أحلامكم"، مؤكدا مطارنة أن السلبية تهزم بالأمل والثقة، وأن الصعوبات لا تمنع الإنسان من الحلم والنجاح بل هي تجعل له طعما مختلفا. 

 

اقرأ أيضاً: 

لماذا تؤثر علينا التعليقات السلبية بشكل كبير وتدوم آثارها طويلا؟