ميرا الحوراني.. أردنية تتحدى الغربة بمدونة "كلنا أمهات"

Untitled-1
Untitled-1

إبراهيم المبيضين

عمّان– لم تترك الأردنية ميرا الحوراني للغربة مجالا حتى تتغلب عليها بانعكاساتها السلبية وصعوباتها التي من الممكن أن تعكر صفو حياة الأم العربية العاملة في الغربة، وخصوصا بعد ولادة طفلتها الأولى، فمع بحثها المستمر على شبكة الانترنت لإيجاد محتوى يمكن يفيدها في حياتها كأم عاملة مغتربة، إلا أنها لم تجد الكثير من هذا المحتوى، وخصوصا باللغة العربية، لتبادر بدورها وتطلق مدونة عربية موجهة في الأساس للأم العاملة والمغتربة.اضافة اعلان
المدونة حملت اسم "كلنا أمهات"، وأطلقتها الحوراني أثناء تواجدها وعملها في الامارات في العام 2015، ضمن رؤية عامة سعت من خلالها الى "بناء مجمتع رقمي تتشارك معه هي وغيرها من الأمهات تجارب الأمومة في ظروف الغربة والعمل".
من حاجتها الشخصية دشنت الحوراني موقعا إلكترونيا متخصصا في شؤون الأم المغتربة دعمته بصفحات متخصصة تحمل نفس الاسم على منصات التواصل الاجتماعي، فقد كانت الحوراني كما تقول تبحث "عمن يشبهها" وعن "خبرات ومحتوى ونصائح يمكن أن ترشدها"، وخصوصا بعد أن أنجبت وأصبحت أما عاملة تعيش في الغربة، وتحيط بها صعوبات تتعلق بالاستقرار والأمن الوظيفي وصعوبات الشوق والبعد عن الأهل، فجاءت المبادرة منها، وبدأت ببناء هذه المدونة التي تطورت يوما بعد يوم منذ انطلاقتها.
ووفقا للحوراني فمدونة "كلنا أمهات" -التي يزورها اليوم نحو 10 آلاف زائر شهريا- تنوع في محتواها بين المحتوى المكتوب والصور والمحتوى الفيديوي الذي يعبر في مجمله عن شؤون وقضايا المرأة العربية المغتربة والعاملة، فضلا عن المحتوى التحفيزي وقصص نجاح أمهات استطعن بناء مشاريع ريادية خلاقة، وآخريات نجحن في العودة الى العمل بعد انقطاع، وأمهات نجون من السرطان وأمهات خضن تجارب ناجحة في تربية الأبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة، الى جانب محتوى يقدم ملخصات لكتب أجنبية في التربية، وتقييما لمنتجات وأماكن ألعاب ووجهات سياحية من مطاعم ومحال ألعاب وتسوق الكتروني في كل من الاردن والامارات.
وتقول الحوراني، التي تتواجد في الامارات منذ 9 سنوات وتعمل كمديرة محتوى في احد المشاريع الحكومية هناك، إن هدفها من المدونة بشكل عام هو مساعدة الأم العربية في تطوير نفسها وحياتها الاجتماعية والعملية، عبر صناعة محتوى هادف يسلط الضوء على قصص نجاح أمهات سواء في العمل أو الغربة أو تربية أطفال ذوي احتياجات خاصة، وصناعة محتوى بمساعدة خبراء لتوعية المرأة بحقوقها مثل إجازة الأمومة والحقوق المالية وحق العمل وكيفية التعامل مع التوتر والقلق بسبب العمل، بالإضافة إلى محتوى يتناول ويعرض نصائح تربوية من تلخيص كتب أو مرشدين تربويين، وعرض لقصص موجهة للأطفال تفيدهم في حياتهم وتطوير مهاراتهم وفي التربية ايضا.
وتطمح الحوراني (وهي اليوم أم لطفلين)، لتطوير وتنويع المحتوى في المدونة؛ لتصبح "أكبر مدونة تعنى بشؤون المرأة العربية على شبكة الانترنت"، في ظل ما تعانيه الشبكة العنكبوتية من نقص شديد في المحتوى العربي المتخصص عبر فضاءاتها.
وتقول إنها بدأت مؤخرا الاستثمار في المدونة وتسويقها لتحسين موقعها في البحث على شبكة الانترنت العالمية ومحرك البحث العالمي "جوجل"، مشيرة الى أن الزائرين للموقع يتركزون اليوم في الأردن والإمارات ولبنان ومصر.
وتقول الحوراني (التي تحمل درجة البكالوريوس في اللغات والماجستير في الأعمال الدولية)، "هنالك نقص في المحتوى الموجه للأم العاملة، ونقص أيضا بالمحتوى الموجه للأم المغتربة.. أنا أصلا بدأت هذا الموقع لأني كنت أبحث "عمن يشبهني" من يدلني على طريق أفضل من يعلمني حقوقي وكيف أطلبها.. لم أجد، وقررت أن أكون المبادرة".
وتضيف الحوراني: "أشعر أن الأم بحاجة لمن يرشدها في الحياة الرقمية الجديدة.. من يعلمها كيف تكون قوية وتطالب بحقها.. من يقدم لها النصيحة والتوعية في حقوقها في العمل والمنزل والسوق وكل مكان، ومن يساعدها في مجال تربية جيل جديد يتحلى بمهارات التعاطف بعيدا عن العنف اللفظي والجسدي".
ومع الاستخدام المتزايد لشبكات التواصل الاجتماعي من جميع الفئات بشكل عام، والسيدات على وجه الخصوص قالت الحوراني، إن لها تواجدا ونشاطا على معظم هذه المنصات بحكم عملها في مضمار التسويق الرقمي، إلا أنها ترى أن هذه الشبكات هي سلاح ذو حدين تحمل الجانبين الايجابي والسلبي.
وقالت إن هذه الشبكات الاجتماعية استقطبت الناس بشكل كبير لينفقوا الكثير من الوقت عليها لحد "الإدمان" ، كما أنها أصبحت تشجع الكثيرين، وخصوصا السيدات على متابعة المنتجات والخدمات والشراء والانفاق عليها أكثر.
وللتغلب على سلبيات هذه الشبكات نصحت الحوراني السيدات بـ"تحديد ساعات معينة للتصفح من ساعات اليوم"، و"إلغاء التنبيهات عن الهاتف حتى لا تسرق أجمل اللحظات من حياتهن".
كما نصحت الحوراني السيدات أن يتابعن صفحات ومواقع متخصصة وتحمل محتوى متخصصا ومفيدا يمكن أن يضيف لنا في حياتنا اليومية والعملية، وترك الصفحات التي يمكن أن تبث لنا الأجواء والروح السلبية.
وقالت إن أزمة كورونا وما نجم عنها من اجراءات للحجر المنزلي وبقاء الناس فترات طويلة في المنازل ومنهم السيدات العاملات، حقق فرصة لهن لمتابعة المواقع المتخصصة، والاستفادة منها في تطوير الذات والعمل والحياة الاجتماعية.
وأشارت الى أن مستخدمات الانترنت لا يقتصر اهتمامهن على متابعة مواقع الشراء والتسوق الالكتروني والمواقع التي تعنى بالتجميل فقط، فهناك أيضا من يبحث عن المعلومة والمعرفة، والمواقع المتخصصة مثل، "كلنا أمهات" التي سيجري العمل على تطويرها خلال المرحلة المقبلة، لتكون قبلة لكل السيدات العربيات في المستقبل.