"Runners jo".. طلبة يكسرون ثقافة العيب ويجدون لأنفسهم فرصة عمل

منى أبوحمور

عمان- لم تقف مجموعة من الطلبة الجامعيين الأردنيين مكتوفي الأيدي بانتظار التخرج والبحث عن وظيفة ملائمة للتخصص الجامعي، إنما ابتكروا مشروعا رياديا لكسر ثقافة العيب وخلق فرص عمل تمكنهم من تأمين دخل إضافي، وبهدف تعزيز مفهوم الاقتصاد التشاركي.اضافة اعلان
"Runners jo" مشروع لشباب يهدف لبيع المنتجات وترويجها في الطرق والشوارع بطريقة غير تقليدية، وفق أحد أعضاء الفريق منير بركات.
ويسعى هذا المشروع، وفق بركات، إلى خرط الطلاب والطالبات في سوق العمل أثناء الدراسة وتمكينهم من تأمين دخل يمكنهم من تلبية احتياجاتهم ويحقق لهم استقلالية مالية.
ولا يقتصر دور "Runners jo" التي انطلقت منذ ثلاثة أشهر تحت مظلة شركة "the ware house" على خلق فرص العمل للشباب فقط، وإنما تعمل على صقل الشخصية وتنمية المهارات؛ حيث تمنح الشركة من خلال مجموعة من الخبراء والمختصين دورات تدريبية للطلبة العاملين في مجالات التسويق، والمبيعات، والإعلام الاجتماعي والإعلانات، لتأهيلهم وتمكينهم من إدارة مشاريعهم الخاصة وتسويق منتجاتهم، وفق بركات.
""Runners jo" تساعد الشباب على التفكير بمشاريع خاصة بهم بعد التخرج وعدم انتظار الوظيفة"، وفق بركات الذي يلفت إلى أن الكثير من الفتيات والشباب بعد التخرج يبدؤون رحلة البحث عن الواسطة أو الانضمام إلى قائمة الباحثين عن فرص عمل.
ويضيف "فكرتنا إيجاد مشاريع صغيرة تمنحنا خبرة حياتية وعملية"، لذلك جاء الاستثمار بالأعمال الصغيرة الناشئة، وهي فكرة شبابية تسعى لكسر ثقافة العيب.
ما يقارب خمسين شابا وشابة من مختلف جامعات المملكة، انضموا للمشروع أعمارهم تتراوح بين 18 و22 عاما، يبيعون منتجات مختلفة مثل إكسسوارات السيارات، بطاقات الشحن، والقهوة الأميركية وغيرها من المستلزمات التي يحتاجها المستهلك.
إلى ذلك، تتناسب ساعات الدوام، بحسب بركات، مع أوقات فراغ الطلبة، حتى لا تؤثر بأي شكل من الأشكال على دراستهم.
جودة المنتج ونوعيته المميزة لفتتا الأنظار إلى قهوة "Runners"، بحسب بركات؛ إذ يتم تحضيرها بمشاغل الشركة الخاصة وبطريقة مميزة تنفرد بنكهتها ومن خلال تقطيرها بماكينات خاصة بالمجموعة، فضلا عن اللباس و"اللوغو" المميزين.
ويستدرك بركات، أن دعم مبادرة "حب الأردن" ومجموعة المناصير للمشروع زاد من انتشاره ونجاحه، ومكن الشباب من الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المناطق؛ حيث شاركت "Runners" في العديد من البازارات والمناسبات مثل سوق "كراج" الخيري، معتبرها من أجمل التجارب؛ حيث يذهب ريع هذا البازار لمؤسسات خيرية. ولا تتوقف الفائدة من "Runners" على تحسين الوضع الاقتصادي للعاملين فحسب، إنما خصصت جزءا من أرباح المشروع لمؤسسات خيرية ودعم المبادرات الشبابية والأعمال التطوعية.
إضافة إلى ذلك، شاركت "Runners" بعدد من الفعاليات مثل سوق "عنبر" و"ريدبول" وغيرهما من الفعاليات التي أسهمت في التعرف على فريق "Runners" والإقبال عليه.
ويضيف "الجميل أننا استطعنا فعلا أن نكسر ثقافة العيب، وذلك خلال زيادة عدد طلبات التوظيف في المشروع بصورة ممتازة جدا"؛ حيث لاحظ بركات رغبة العديد من الشباب والشابات في الانضمام للفريق؛ حيث بلغت نسبة الإناث 35 % من العاملين في المشروع.
الدعم الذي تتلقاه "Runners" أسهم في انتشارهم؛ حيث أتاحت "مجموعة المناصير" لهم الفرصة للبيع تحت مظلتها في جميع محطاتها في الأردن، ويقوم الفريق بتقديم خدماتهم للزبائن خلال فترة تعبئة البنزين، من عصير طازج يحضر يوميا وقهوة وخدمات أخرى.
ويضيف "شركتنا بعدها صغيرة عم نسعى نكبرها، بنشارك بمعارض وبازارات وفعاليات ومشاريع شبابية ونطمح لأن نكون حاضرين في كل الأردن".
لم تكن فكرة مشاركة طلاب وطالبات الجامعات بالتوجه للسيارات وبيع الناس في الشارع سهلة عليهم في البداية، لكن مهارة أعضاء الفريق في التواصل مع الناس وطريقة حديثهم مع الزبائن، إضافة إلى شكل الحقائب المميزة لحفظ المشروبات ساخنة لأطول وقت ممكن ولون "اللوغو" واللباس المميز، كلها أمور عززت الفضول لدى الزبائن لمعرفة ما يتم بيعه وتجربته.
ويتمنى أن يصبح المشروع "أكبر مشروع شبابي لخلق فرص للطلاب والطالبات"، فضلا عن استمرار دعم الشركات الأردنية لمشاريع شباب مثابرين ولديهم شغف بالعمل.
وتكمن أهمية هذا النوع من المشاريع الشبابية، وفق أخصائي علم الاجتماع الاقتصادي حسام عايش، في إثراء الحصيلة الاقتصادية للطلاب وتسمح لهم بأن يكونوا أكثر واقعية بالتفكير في احتياجاتهم المستقبلية في الوظائف.
إلى ذلك، تقدم هذه المشاريع تمويلا للطلاب من خلال مصادر أخرى جديدة لهم ولأسرهم، والأهم من ذلك، بحسب عايش، اعتبارها من أشكال الوعي المجتمعي من خلال العلاقة مع الطلاب.
ويجد عايش أن انبثاق مثل هذه المشاريع الشبابية عن مؤسسات وشركات كبرى يعد جزءا من المسؤولية المجتمعية تجاههم؛ حيث ينسجم دورها مع اعتقادها بأن عليها مسؤولية في هذا الاتجاه.
ويقول "هذه النوعية من المشاريع توفر منصة للحوار لمختلف الأطراف بحسب مواقعها، وتعطي فرصة أكبر للتعرف على القضايا الاقتصادية ووضع حلول للمشكلات التي تكون واضحة وبطريقة علمية وليس قائمة على ردود أفعال".
ويضيف عايش "هذه النوعية من العلاقات عمودية وأفقية، بمعنى أنها ستحقق أيضا فائدة لشباب آخرين، تمكنهم من تأسيس مشاريعهم الخاصة بعد التخرج وأن يكونوا قادرين على تلمس العمل المشروع، الفكرة التي تقودهم إلى عدم ربط بحثهم عن العمل بشهادتهم الجامعية، مما يعطي إمكانية لتطوير المهارات والقدرات للقيام بمشاريع ريادية".