استهداف ناقلتي نفط يصعّد نذر المواجهة بالخليج

Untitled-1
Untitled-1

دبي - تعرّضت ناقلتا نفط نرويجية ويابانية أمس، في بحر عمان لما يرجح أنّهما هجومان، ما أدّى لاشتعال النيران فيهما وإجلاء طاقميهما، في تطوّر جديد يزيد التوترات في المنطقة التي تعيش منذ أسابيع على وتيرة التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران.اضافة اعلان
وعلى الفور قفزت أسعار النفط، لا سيّما وأنّها المرة الثانية في غضون شهر التي يتمّ فيها استهداف ناقلات نفط في هذه المنطقة الاستراتيجية، بعد تعرّض أربع سفن بينها ثلاث ناقلات نفط لعمليات "تخريبية" قبالة سواحل الإمارات في 12 أيار(مايو)، قالت واشنطن إنّ طهران تقف خلفها.
وقال الأسطول الخامس الأميركي ومقرّه البحرين في بيان "نحن على علم بالهجوم المفترض الذي استهدف ناقلتي نفط في خليج عُمان"، مشيراً إلى تلقّيه "نداءي استغاثة منفصلين عند الساعة 6,12 صباحا بالتوقيت المحلي والساعة 7,00 صباحا".
وسيلتئم مجلس الأمن الدولي في اجتماع مغلق، بطلب من الولايات المتّحدة لبحث الوضع في الخليج في أعقاب هذا التطور الذي ندّد به الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش.
وإذ قال غوتيرش "أدين أي هجوم على سفن مدنية"، دعا إلى "تقصّي الحقائق" وتحديد الجهة "المسؤولة" عن الهجوم، مشدّداً على أنّه "إذا كان هناك شيء لا يستطيع العالم تحمّله، فهو اندلاع مواجهة كبيرة في منطقة الخليج".
من ناحيته قال البيت الابيض إنّه جرى إطلاع ترامب على ما جرى وإن الإدارة الأميركية "تقيّم الموقف".
وكانت السلطات البحرية النروجية أعلنت أن ناقلة النفط "فورنت ألتير" المملوكة لمجموعة "فرونتلاين" النروجية والتي ترفع علم جزر مارشال، تعرّضت لـ"هجوم" في بحر عُمان بين الإمارات وإيران، وسُمعت ثلاثة انفجارات على متنها، مؤكّدة عدم إصابة أي عنصر من الطاقم بجروح. وذكرت أن الناقلة التي تبلغ سعتها 111 ألف طن، اندلعت فيها النيران.
وبث التلفزيون الرسمي الإيراني صورة وشريط فيديو يظهران، بحسب قوله، النيران تتصاعد من إحدى ناقلتي النفط. وعرضت وكالة "إيريب نيوز" التابعة للتلفزيون الرسمي صورة لناقلة نفط يتصاعد منها دخان أسود كثيف، فيما بثّت شبكة "إيرين" فيديو غير واضح صوّر على ما يبدو بواسطة هاتف نقّال تبدو فيه نيران تتصاعد من سفينة في البحر.
وقالت شركة "كوكوكا سانغنيو" اليابانية، مشغّلة ناقلة النفط الثانية "كوكوكا كوريجوس"، إنّ الناقلة تعرّضت لإطلاق نار، وقد تمّ إنقاذ كل أفراد الطاقم، مطمئنة إلى أنّ حمولة الميثانول التي كانت تنقلها لم تتضرر.
وقال رئيس الشركة يوتاكا كاتادا "يبدو أن بواخر أخرى تعرّضت أيضاً لإطلاق نار".
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" أن "إيران قدّمت المساعدة لناقلتي نفط أجنبيتين"، مشيرة في مرحلة أولى إلى تعرضهما ل"لحادثة" في بحر عُمان.
ونقلت عن "مصدر مطّلع" قوله إن "وحدة إنقاذ تابعة للبحرية الإيرانية في محافظة هرمزكان (جنوب إيران) أغاثت 44 بحاراً من المياه نقلوا إلى ميناء بندر جاسك".
ووفقاً للوكالة الإيرانية، فقد وقع الحادث الأول الساعة 8,50 (4,20 ت غ) على بعد 25 ميلاً بحرياً من بندر جاسك على متن ناقلة ترفع علم جزر مارشال، وتنقل حمولة من الميثانول من قطر إلى تايوان.
وقالت "إرنا" إنّ 23 بحاراً كانوا على متنها قفزوا في المياه وتمّ إنقاذهم، مضيفة أنّه "بعد ساعة من حادث السفينة الأولى، تعرّضت ناقلة أخرى لحريق على مسافة 28 ميلا من جاسك".
وترفع هذه الناقلة الثانية علم بنما وكانت متجهة من أحّد الموانئ السعودية إلى سنغافورة وتحمل بدورها شحنة من الميثانول وعلى متنها 21 بحاراً أنقذتهم أيضاً البحرية الإيرانية، بحسب إرنا.
وأعلنت طهران أنّها أرسلت طائرة مروحية إلى موقع السفينتين للتحقيق، بينما أشار الأسطول الخامس الأميركي الى أنّ "سفن البحرية الأميركية منتشرة في المنطقة وتقدّم المساعدة".
وفي وقت لاحق، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن تزامن "الهجومين" اللذين استهدفا ناقلتي النفط وزيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لطهران أمر "مثير للشبهات".
وكتب ظريف على "تويتر" إن "هجومين على ناقلتي نفط مرتبطتين باليابان وقعا فيما كان رئيس الوزراء شينزو آبي يلتقي (المرشد الأعلى) آية الله خامنئي لإجراء محادثات مكثّفة وودّية. القول بأن هذا مثير للشبهات لا يكفي لوصف ما ظهر هذا الصباح".
وبدأ آبي زيارة إلى طهران الأربعاء الماضي، في مسعى لتهدئة التوتر القائم منذ أشهر بين الولايات المتحدة وإيران على خلفية تشديد العقوبات الأميركية على إيران، والذي يخشى من تداعياته في المنطقة الغنية بالنفط.
وتقع المنطقة التي شهدت الهجومين المفترضين خارج مضيق هرمز الذي تعبر منه يومياً نحو 35 % من إمدادات النفط العالمية المنقولة بحرا والتي تقدّر بنحو 15 مليون برميل.
وارتفعت أسعار النفط بعدما أوردت خدمة معلومات شحن تديرها البحرية البريطانية عن "حادثة" في بحر عمان.
ووصل سعر برميل نفط برنت بحر الشمال إلى 61,55 دولار بزيادة 2,65 %، بينما وصل سعر برميل النفط الخفيف إلى 52,34 دولار بزيادة 2,35 %.
وتعرّضت أربع سفن (ناقلتا نفط سعوديّتان وناقلة نفط نرويجيّة وسفينة شحن إماراتيّة) الشهر الماضي لأضرار في "عمليّات تخريبيّة" قبالة إمارة الفجيرة خارج مضيق هرمز.
واتّهم مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في زيارة قام بها إلى أبوظبي الشهر الماضي إيران بالوقوف وراء الهجوم، مشيرا الى استخدام "ألغام بحرية من شبه المؤكد أنها من إيران".
وقالت الإمارات العربيّة المتّحدة إنّ النّتائج الأوّلية للتحقيق تُشير إلى وقوف دولة وراء تلك العمليّات، من دون أن تؤكد وجود دليل حتّى الآن على تورّط إيران. ونفت طهران شنّ أي هجمات.
وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط إنّ استهداف ناقلات النفط والهجمات على السعودية تعد "تطورات خطيرة".
ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى "أقصى درجات ضبط النفس وتفادي أي استفزاز"، مشددة على أنّ "المنطقة لا تحتاج لأسباب جديدة مزعزعة للاستقرار ومثيرة للتوتّر".-(أ ف ب)