رفض أي محاولة لتبرير قتل الأبرياء وتدمير مجتمع بأكمله

الأردن: تجويع الغزيين مدفوع بعقائدية متطرفة

أرشيفية
أرشيفية

قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، إن الحرب الإسرائيلية على غزة، عدوان يضرب بعرض الحائط القوانين الدولية، وترتكب إسرائيل خلاله جرائم حرب، يجب أن يواجه المسؤولون عنها العدالة.

اضافة اعلان


وأضاف في مؤتمر صحفي عقده أمس مع نظيره البرازيلي ماورو فييرا، "بعد أكثر من 5 أشهر من هذا العدوان، نرفض أي محاولة لتبريره، فقتل الأبرياء ليس دفاعا عن النفس؛ قتل أكثر من 12 ألف طفل فلسطيني ليس دفاعا عن النفس، تدمير مجتمع كامل لا يمكن أن يبرر بأي شكل من الأشكال ولا يمكن أن يقبل على أنه دفاع عن النفس".


وقال الصفدي، إن "غزة والكارثة التي تستمر إسرائيل بمفاقمتها كانت محور بحث موسع بيننا أيضا، ونحن متفقان على أن العدوان الإسرائيلي على غزة جريمة، يجب أن تتوقف فورا، وعلى أن المجازر ضد الشعب الفلسطيني في غزة يجب أن تنتهي".


وشدد الصفدي على أن "تجويع الأطفال حتى الموت وأخذ أكثر من مليوني فلسطيني رهينة جريمة إنسانية مدفوعة بعقائدية متطرفة وعنصرية لا إنسانية، تتبدى يوميا في أفعال وتصريحات ومواقف رئيس الحكومة الإسرائيلية والوزراء العنصريين المتطرفين في هذه الحكومة".


وأكد الصفدي أن مواقف الأردن والبرازيل، إزاء العدوان منسجمة تماما، وأن المملكة تثمن عاليا مواقف البرازيل وجهودها المستمرة لوقف العدوان، ولتلبية حق الشعب الفلسطيني في الحياة وفي الحرية والكرامة والدولة المستقلة ذات السيادة على أساس حل الدولتين.


وشكر الصفدي نظيره البرازيلي على مواقف بلده الصارمة خلال ترؤس البرازيل لمجلس الأمن "الذي للأسف ما يزال عاجزا عن القيام بدوره في تطبيق القانون الدولي، وحماية الشعب الفلسطيني وحماية حقه في الغذاء والماء والدواء من بطش الاحتلال ومن همجية هذه الحرب". 


وقال الصفدي "أتطلع للمزيد من اللقاءات والتشاور بيننا بما يضمن أن نحقق الهدف المشترك بتعزيز تعاوننا وتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في منطقتنا حتى تنتهي دوامة العنف وتنتهي دوامة الحروب وتعيش المنطقة، كلها بأمن وسلام واستقرار".


وأكد الصفدي أن هذه الحرب لن تحقق أمنا لإسرائيل ولن تحقق سلاما في المنطقة، وعلى أن الأمن والسلام لإسرائيل ولفلسطين ولكل المنطقة طريقه الواحدة هي إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس المحتلة. 


وقال الصفدي "اليوم كان فرصة لأن نبحث سبل تطوير العلاقات وزيادة التعاون، واتفقنا على أن نجري دراسة شاملة تحدد القطاعات التي يمكن أن نحقق تعاونا أكبر فيها، وأن نبرمج لقاءات دورية لضمان تنفيذ ما يتفق عليه من خطوات تسهم بزيادة التعاون في قطاعات حيوية تشمل التجارة والسياسة والاستثمار والدفاع وقطاع الزراعة، بحيث للبرازيل تجربة متقدمة بتطوير هذا القطاع ولنا في الأردن أولوية".


وأضاف "اتفقنا على أن يبدأ فريق عمل من الوزارتين، التحضير لاجتماعات موسعة نكون قد حددنا فيها الخطوات التي سنتخذها، ونكون أنجزنا أيضا اتفاقات سنوقعها لكي أن نأخذ تعاوننا إلى مساحات أوسع".


وزاد اليوم كان فرصة لتقييم أين نحن في هذا التعاون، وحددنا حوالي 10 اتفاقيات سنوقعها بأسرع وقت ممكن، بالإضافة لاتفاقيات أخرى سندرسها، وسيكون هنالك تحضير لاجتماع قادم لنا للتوافق على خطوات عملية أكثر باتجاه زيادة هذا التعاون، بخاصة في قطاع الزراعة الذي يعتبر أولوية بالنسبة لنا في المملكة وللبرازيل، تجربة كبيرة ومتقدمة في تطويره.


من جانبه، قال فييرا إنه ينقل تحيات الرئيس البرازيلي لويس إناسيو لولا دا سيلفا إلى جلالة الملك عبدالله الثاني، وتهانيه لجلالته بمناسبة اليوبيل الفضي لجلالته، مؤكدا حرص بلاده على تعزيز التعاون مع الأردن، لافتا لأهمية اتفاقية التعاون الفني التي دخلت حيز التنفيذ مؤخرا ونمو حجم التبادل التجاري بين البلدين. 


وقال فييرا إن "زيارتي للأردن ترسل رسالة واضحة تؤكد أهمية الشراكة بين بلدينا، وأهمية دور المملكة بالحفاظ على الاستقرار في المنطقة"، مشيرا إلى أن محادثاته مع الصفدي بحثت الأوقات والتحديات العصيبة في المنطقة، وأنه عبر عن موقف البرازيل الذي يرى بأن الموقف الإنساني الذي يعانيه الناس في غزة لا يطاق، ولا مبرر في ردة فعلها، مضيفا "أكرر مطالبتي بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية لغزة عبر كل القنوات المتاحة وإطلاق سراح الرهائن بأسرع وقت ممكن".


وأشار لجهود بلاده لوقف الحرب خلال ترؤسها مجلس الأمن الشهر الماضي، محذرا من خطر توسع الحرب وضرورة تجنب ذلك، لأن أي خطأ في التقدير يؤدي لنزاع لا يمكن تنبؤ عواقبه. 


وأكد فييرا ضرورة احترام إسرائيل حق حرية العبادة للمسلمين في شهر رمضان للوصول من دون عوائق الى الحرم الشريف في القدس الشرقية، واحترام الوضع التاريخي القائم فيه. 


وشدد على ضرورة منع الإجراءات التعسفية من المتطرفين، وحث إسرائيل على استمرار محادثات السلام مع فلسطين، والالتزام بحل الدولتين حتى تتجسد الدولة الفلسطينية. 


ودان فييرا بناء المستوطنات الإسرائيلية، مؤكدا رفض بلاده أي محاولة لتهجير الفلسطينيين. 


وفي إجابة على سؤال حول التوتر في العلاقات بين بلاده وإسرائيل، قال "لدينا علاقات جيدة مع شعب إسرائيل، ونحن نؤيد وندعم التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وتوفير المساعدات الإنسانية للسكان في غزة، حاولنا خلال رئاستنا لمجلس الأمن الدولي حشد الدعم للموافقة على قرار يهدف لوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات عندما كان عدد الضحايا في ذلك الوقت 3 آلاف، ولكن أصبح عدد الضحايا الآن 32 ألف ونريد إيقاف هذه الخسارة المفجعة للحياة".


وكان الوزيران بحثا قبيل المؤتمر الصحفي، العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، إضافة إلى جهود وقف العدوان على غزة وإيصال المساعدات إليها. 


وأجرى الصفدي وفييرا محادثات مكثفة ركزت على آليات تطوير التعاون الثنائي والبناء على علاقات الصداقة التاريخية التي تربط الأردن والبرازيل منذ أكثر من ستة عقود.

 

اقرأ المزيد : 

هل تنجح "البالونات" بمواجهة سياسة الاحتلال في تعمد تجويع الغزيين؟