مخلفات المتنزهين.. هم ينهك عمال الوطن بالبلقاء

1686226942195613700
عمال وطن بحملة نظافة في الغابة الاسكندنافية بعين الباشا-(الغد)

البلقاء- فيما ينتظر متنزهون أيام العطل وخصوصا عطلة نهاية الأسبوع بشوق للتوجه الى مناطق التنزه الطبيعية لقضاء أوقات ممتعة، تشكل هذه الأيام "هما" بالنسبة لعمال الوطن كما يصفها لـ"الغد" عدد منهم في محافظة البلقاء، بسبب إلقاء المخلفات من قبل البعض بشكل عشوائي.

اضافة اعلان

 

  وقالوا، إن النفايات ومخلفات الرحلات تكون متناثرة في أماكن التنزه وأحيانا بكميات كبيرة، مما يتسبب بإنهاكهم ببذل جهد مضاعف يكون غالبا تحت أشعة الشمس المباشرة، مشيرين إلى أن الأمر يزداد صعوبة وعناء عندما تكون أعدادهم في المكان قليلة أو محدودة.


وفي محافظة البلقاء، يلجأ غالبية المتنزهين إلى مناطق الطبيعة المفتوحة، بسبب قلة المتنزهات والحدائق العامة بشكل عام، وتعد الغابة الاسكندنافية في لواء عين الباشا واحدة من أبرز الوجهات، وكذلك الأمر بالنسبة لما تُعرف بـ"المطلات"، بالإضافة إلى منطقة "الميدا" في لواء ماحص والفحيص، ومناطق أخرى عديدة في السلط، بينها جلعد وزي ومرتفعات إسكان المغاريب وطريق وادي شعيب، فضلا عن الوجهة صوب شلالات إرميمين.  


أبو سعد الذي يعمل في بلدية عين الباشا، يقول إنه وزملاءه يعانون من ظاهرة ترك أماكن التنزه مليئة بالمخلفات كون جمعها يتطلب وقتا وجهدا كبيرين، معتبرا أن من يقومون بذلك السلوك لا يلقون بالا لعمال الوطن وظروف عملهم الصعبة.


وأضاف، أن هناك من يلتزمون بإلقاء مخلفات التنزه في أماكنها المخصصة ولو قدوة لغيرهم ممن يستسهلون إبقاء النفايات في مكان جلوسهم قبل مغادرته.


وبالإضافة إلى ما ذكره أبو سعد، يركز زميله الشاب أسامة، في حديثه على الغابة الاسكندنافية في لواء عين الباشا، مشيرا إلى أنها تصبح أشبه بساحة نفايات كبيرة بعد مغادرة المتنزهين منها، خصوصا كل يوم جمعة.


وتبعا لذلك، يضيف أسامة أن عمليات النظافة تستمر لساعات طويلة وبعدد كبير من العمال، لافتا إلى أنه يتم جمع كميات كبيرة من النفايات، ومبديا في الوقت ذاته استغرابه مما اعتبره "استهتارا" يتمثل بإلقاء النفايات بشكل عشوائي. 


أما الشاب أحمد الذي يعمل في بلدية السلط الكبرى، فيطالب بضرورة وجود رقابة على المتنزهين وفرض عقوبات على من يلقي النفايات بشكل عشوائي، قائلا، "بعض المتنزهين يلتزمون في رميها بالأماكن المخصصة بسلوك ايجابي رغم علمهم بعدم وجود أي رقابة أو مساءلة، بينما هناك من ليس لديه أي رادع ويجب أن يشعر بوجود رقابة وعقوبة في حال ألقى النفايات عشوائيا أو تركها في مكانها".


من جهته، قال المدير التنفيذي في بلدية عين الباشا، المهندس أحمد الفاعوري، إن البلدية تقدر الجهد المضاعف الذي يبذله عمال الوطن بشكل عام وليس فقط فيما يتعلق بمخلفات المتنزهين، مشددا على أن البلدية تحرص على ألا يتحمل عمال الوطن فوق طاقتهم.


وشدد الفاعوري أيضا على أهمية المسؤولية الدينية والأخلاقية التي يجب أن تردع من يقومون بإلقاء النفايات عشوائيا وتشويه الطبيعة والإضرار بالبيئة، لافتا إلى أن البلدية تنشر عبر صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، رسائل توعوية بشكل مستمر حول ملف النظافة بشكل عام، ودور وجهد عمال الوطن وضرورة تعاون الجميع في المحافظة على النظافة.


وأضاف، أنه وبشأن الغابة الاسكندنافية، قامت البلدية كثيرا بتنفيذ حملات نظافة واسعة فيها، بالإضافة لقيام العديد من الجهات والمؤسسات المعنية بالبيئة بالأمر ذاته، مشيرا إلى أن الحملات تتم بين الفترة والأخرى بشكل مستمر.


مصادر في بلديات أخرى بالمحافظة، تحدثت عن وجود تحديات تتعلق بأعداد عمال الوطن والحاجة إلى تعزيزها، بما يمكنها من إدارة ملف النظافة على نحو أفضل، مشيرة فيما يتعلق بجزئية مخلفات التنزه، إلى اضطرارها في الكثير من الأحيان لإرسال عدد من العمال إلى مناطق واقعة خارج التنظيم بهدف الحد من تراكم النفايات فيها كونها تعد مقصدا للمتنزهين طيلة فصل الصيف.


يشار إلى أن القانون الإداري لإدارة النفايات، نص على أنه "يعاقب بغرامة لا تقل عن 50 دينارا ولا تزيد على 500 دينار كل شخص قام بطرح أي نفايات أو أي أشياء أخرى في غير الاماكن المخصصة أو في الشارع العام أو في الحدائق أو في مجاري السيول أو بالقرب من السدود أو مصادر المياه أو الآبار الارتوازية أو في المناطق الخاصة السياحية الأثرية الدينية أو غيرها أو حتى في المباني العامة والدوائر والمؤسسات والمنشآت الرياضية أو في أي مكان آخر".

 

اقرأ أيضا:

 مخلفات التنزه في غابات عجلون.. هل من حلول جذرية لوقفها؟