الفيصلي.. والأزمة الراهنة

قلناها في مناسبة سابقة، ونؤكدها اليوم، لا تحتاج مكانة النادي الفيصلي وإنجازاته المحلية والخارجية، وتأثيره على مسيرة الكرة الأردنية الى توصيف.. فالتفاصيل الرقمية لتلك العناوين تعتبر “مشاعا” أمام المؤازرين والمنافسين على حد سواء، وعلى امتداد سنوات وعقود طويلة.اضافة اعلان
وما يمر به الفيصلي من أزمة مالية، حاله في ذلك حال كافة الأندية المحلية، يتطلب تضافر جهود أسرة الفيصلي بكاملها من إدارة ولاعبين وجمهور، ليس لإنهاء الأزمة برمتها، فهذا أمر صعب المنال في الظرف الراهن، بل المطلوب هو التقليل من أضرار المشكلة وآثارها السلبية في الحد الأدنى.
لا شك، أن مطلب لاعبي الفيصلي بالحصول على مستحقاتهم المالية المتأخرة، مطلب محق، نظرا للالتزامات التي تثقل كاهل اللاعبين على المستوى المعيشي، لكن احتجاب اللاعبين عن الانتظام في التدريبات، بدافع الضغط على إدارة النادي، ليس الأسلوب الأمثل من أجل معالجة الأزمة، وهو لا شك يفقد موقف اللاعبين المحتجبين الكثير من وجاهته.
ليس مطلوبا من اللاعبين التنازل عن حقوقهم، لكن في ذات الوقت ليس من ثقافة الاحتراف في شيء “تجميد” الفريق من خلال الامتناع عن التدريب، وليس من الحكمة أيضا دفع إدارة ناديهم الى الحائط.
تقع على إدارة الفيصلي المسؤولية الأكبر للخروج من الأزمة الراهنة، من خلال السير في إتجاهين، الأول احتواء اللاعبين عبر التواصل الدائم معهم، والثاني في العمل على سرعة الوفاء بالقدر الممكن من المستحقات المتأخرة للاعبي الفريق، مقابل أن يسارع نجوم “الأزرق” إلى إنهاء حالة الإمتناع عن التدريبات، والالتقاء بإدارة ناديهم في منتصف الطريق، وتفهم حالة “العوز المادي” التي تعانيها أندية المحترفين عموما، ولا يقتصر الأمر على الفيصلي.
تشير المعلومات، الى لقاء إدارة النادي الفيصلي مع قائد فريقها الكروي الكابتن حسونة الشيخ، يفترض أن يكون قد تم الليلة الماضية، ونأمل أن يكون الطرفان قد توصلا إلى الحل المنشود، الذي يتطلب تفهم إدارة النادي لمتطلبات وظروف اللاعبين، والعكس صحيح أيضا.
يعنينا كثيرا، خروج الفيصلي من أزمته الحالية، كخطوة على طريق استعادة “الأزرق” توازنه “الفني والمعنوي” ومكانته الطبيعية والمعروفة، وفي ذلك مصلحة عامة للكرة الأردنية.

[email protected]