مصر ولاّدة وكذلك الأردن

ما تناقلته أخبار مأزق الرئيس المكلف في اختيار فريقه، خاصة الاقتصادي، وشكواه أن "شخصيات كفؤة إما مريضة أو تحمل جنسية مزدوجة" يذكرني بالمثل الشعبي المصري عميق الدلالة الذي يتناقله المصريون خاصة في الأزمات "مصر ولاّدة يا رجال"، ودعاني للقول أن "مصر ولاّدة وكذلك الأردن"، بدليل مركزه الدولي الرفيع القادم منه في لاهاي، وما عليه إلا أن ينظر خارج النخبة التقليدية وضمن دائرة أوسع مما أحاطه حتى الآن، كي نبقى متفائلين به وبفريقه المرتقب، سيما وأن عناوين المرحلة المقبلة حافلة ببرنامج عمل للرئيس ولحكومته وللسلطة التشريعية وللقوى الوطنية والإعلام، وكلها متداخلة بقوة.اضافة اعلان
فمن مهام الرئيس أولا: حسن اختيار فريقه، وبدونه سيجد نفسه وحيدا وأسيرا، وربما، مطالبا بالرحيل، وثانيا: مكاشفة المواطنين والتواصل معهم بقصد ترجمة أوجاعهم، وأهمها الفساد والفقر والبطالة، لخطط عمل علاجية، وثالثها: تنفيذ رؤياه بالسير على عجلتي الإصلاح، الاقتصادية والسياسية، ورابعها: تأجيل الانتخابات البلدية وتعديل قانونها لتطويره كأداة تنمية محلية، وخامسها: تقليص عدد المؤسسات المستقلة وفقا لمعايير إمكانية إلغائها وأدائها وكلفتها على الخزينة ودمج موازناتها في الموازنة العامة صرفا ورقابة، وسادسها: تعديل قانون الضريبة لتحقيق تصاعديتها وعدالتها، وسابعها: إعداد موازنة موضوعية للعام 2012 منضبطة الإنفاق بدون شطط واقتراض، وثامنها: تغيير سياسات أجهزة الرقابة الاقتصادية وعلاقاتها ببعضها (البنك المركزي وهيئة الأوراق المالية ومراقب الشركات) بهدف حماية حقيقية للاقتصاد الوطني وثرواته العامة والخاصة وإعادة الثقة به وبجذبه الاستثمار وتوليد فرص العمل، وتاسعها: البدء بوضع استراتيجية لقطاعات النقل والسياحة والطاقة تخدم الاقتصاد وأمنه وفرص تنميته، وعاشرها: تحضير ملف التفاوض لدخول مجلس التعاون الخليجي بمهنية وبسرعة.
أما مهام السلطة التشريعية بغرفتيها، فهي تسهيل مهمة الحكومة التشريعية أداء وسرعة، وتفعيل دورها الرقابي، فالتطورات الاقتصادية ووضع الخزينة شديد السلبية لم يلق منها أي اهتمام خلال الأشهر الماضية، ولم نسمع منها تعليقا على تجميد الحكومة لقانون الدين العام وارتفاع البطالة والفقر وعجز الموازنة والدين العام.
ومهام القوى الوطنية تجاه الحكومة ورئيسها والوطن فهي، أولا: عدم الضغط عليهم بحراكاتها في الشارع (بافتراض عدم اتخاذ الحكومة لقرارات مسيئة)، وثانيا: استمرار التواصل الإيجابي مع الرئيس وحكومته، وثالثها: استمرار رقابتها وعدم مجاملتهم تحت أي عنوان.
أما الإعلام، فقد مارس دوره خلال الأشهر الماضية بمهنية وشفافية وحرص على المصلحة العامة، وأثبت قدرته على لعب دور مهني ووطني في آن واحد.
يمر الأردن بمرحلة شديدة الدقة والخطورة، خاصة بعد أن انضم الأردن لأميركا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال في تخفيض تصنيفه الإئتماني وبلوغ دينه العام (18) مليار دولار واقتراب نسبة عجز موازنته إلى مستويات خطرة وارتفاع بطالة شبابه إلى 27 % وتعرّض أمن طاقته لمخاطر متعددة وتراجع تنافسية اقتصاده وجاذبيته للاستثمار وعجز إدارته ما أفقد المواطن ثقته بها.
فهل يتمكن الرئيس المكلف من مواجهة الملفات التي ورثها؟ لننتظر ونر.

[email protected]