سياسيون: ما حدث من انقسامات في "إرادة" مؤشر إيجابي للحياة الحزبية الجديدة

6+54
6+54

غادة الشيخ

عمان- اعتبر سياسيون وخبراء حزبيون، أن ما حدث من انشقاقات منذ يومين في حزب إرادة تحت التأسيس، مؤشراً إيجابياً لحركة الحياة الحزبية الجديدة بعد ولادة تعديلات قانون الأحزاب مؤخراً، داعين للنظر إلى ذلك المؤشر بالتفاؤل جهة هذا الحراك السياسي الحزبي، وليس التشاؤم.

اضافة اعلان


وبينوا في أحاديث لـ"الغد"، أنه من الطبيعي جداً، أن يتبع تأسيس أحزاب جديدة خلافات وانقسامات، فالتكوينات السياسية، عادة ما تتخللها اختلافات تؤدي أحيانا إلى انشقاقات، مرجحين في الوقت ذاته، أن الحالة الحزبية الحالية، وفق قانون الأحزاب الجديد، ستشهد مزيداً من الانقسامات والخلافات في الأعوام المقبلة، ما يعد شيئاً طبيعياً.


وبحسب وجهة نظر الخبير والمحلل السياسي الدكتور ليث نصراوين، فيجب "النظر لما حدث من خلافات منذ يومين في حزب إرادة تحت التأسيس بإيجابية، فما حدث مؤشر لحركة نشطة بعد دخول تعديلات قانون الأحزاب حيز التنفيذ، وإشارة إلى أن هناك حراكا سياسيا حزبيا نشطا في الساحة".


وأضاف نصراوين "إنه من طبيعي جداً أن يتبع تأسيس حزب جديد انقسامات واختلافات في وجهات النظر، لكنني أرى في الوقت ذاته، أنه من الأفضل ظهور تلك الاختلافات على السطح قبل تأسيس الحزب وليس بعده، وذلك من باب عدم إفشال الحركة الحزبية الجديدة".


ويرى الخبير والمحلل السياسي الدكتور إبراهيم البدور، أنه وبغض النظر عن الأسباب التي أدت لحدوث انشقاقات في حزب إرادة منذ يومين، لكن ذلك يعتبر "مخاضا طبيعيا لأي عملية سياسية، تخوض تجربة حزبية جديدة".


الخبير السياسي الدكتور أحمد الشناق، رأى أنه "لا مانع من الخلافات حاليا في الأحزاب، فمن الوارد أن يكون بين أعضائها، تباينات في التوجهات الفكرية والهوية السياسية، لكن ووفق ما تتطلبه مرحلة الإصلاح السياسي وما نطمح له من حكومات ومجالس نيابية حزبية، يجب ألا تغلب انتماءات الهوية السياسية على برامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي".


وأضاف الشناق "إن الشعارات والانتماءات الحزبية ضرورية، لكن هناك ما هو أهم منها وفق متطلبات قانون الأحزاب الجديد، وهي العمل على ما يخدم المواطن"، داعيا الأحزاب الجديدة لـ"إعادة ترتيب بيتها الداخلي على أساس قانون الأحزاب الجديد، وأن تكون بنية الحزب أقرب إلى نظرية التكنوقراط".


وبين البدور أن العملية السياسية الحزبية الجديدة، لم تحدث هرميا مثل باقي الدول تلك التي تبدأ بتشكيل تجمعات، ومن ثم حراكات تليها إرادة سياسية لتكوين ساحة حزبية، بل على العكس بدأت بإرادة من النظام السياسي في الأردن، بإنشاء حكومات حزبية وبرلمانية تلاها ما يحدث الآن من تجمعات وانضمامات لتشكيل أحزاب جديدة.


بالتالي، كما يضيف البدور، أصبح كل من يطمح لأن يكون في الحكومات والبرلمانات الحزبية، يتجه للانضمام إلى الأحزاب، لأنه وبعد ثلاث دورات انتخابية ستصل نسبة مقاعد الأحزاب إلى 104 مقاعد في مجلس النواب مقابل 35-36 فقط لا يضم أحزابا، لذلك من الطبيعي جداً، أن يلحق الانضمامات إلى عضوية الأحزاب وتأسيس أحزاب جديدة اختلافات بين أعضائها.


وقال إن "التجربة ما تزال فتية، وما حدث مؤخراً متوقع، ويرجح ألا تتوقف الانشقاقات عند هذا الحد، بل من الوارد أن تشهد الحركة السياسية الحزبية بحلتها الجديدة، انهيارات لأحزاب وولادة أحزاب جديدة، والكثير من الخلافات التي جميعها تصب في الإطار الطبيعي".

إقرأ المزيد :