مترابطة المياه والطاقة والغذاء والبيئة تحقق التنمية المستدامة

فرح عطيات– ناقش ممثلون حكوميون وخبراء من دول فلسطين والأردن ولبنان تصوراتهم حول كيفية تبني الحلول القائمة على نهج مترابطة المياه والطاقة والغذاء والنظم البيئية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومواجهة تغيرات المناخ. هذه التصورات، التي صاغها نحو 14 مشاركاً على مدى ثلاثة أيام ماضية، جاءت بعد مناقشات استندت على تدريبات تلقوها لبناء قدراتهم في كيفية إضفاء الطابع المؤسسي على العلاقة بين المياه والطاقة والغذاء والنظم الإيكولوجية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وخلُص المشاركون، في الورشة التي عقدتها الشراكة العالمية للمياه، وبالتعاون مع الاتحاد من أجل المتوسط، وبتمويل من الوكالة السويدية للتعاون الدولي (سيدا)، إلى أن “الترابط بين المياه والطاقة والغذاء والنظم البيئية يُسهم بتقديم حلول خاصة تُحقق الأهداف الاقتصادية، والبيئية، والاجتماعية طويلة الأمد لدول المنطقة”. وفي رأي هؤلاء الممثلين عن جهات حكومية وأكاديمية وإعلامية، ومنظمات بيئية، ومؤسسات مجتمع مدني فإن “المترابطة تعزز من الأمنين المائي والغذائي في المنطقة، وتُحسن من إنتاج الأغذية وتوزيعها في الدول، بل وتساعد في تحقيق الإدارة المستدامة للنظم البيئية”. وقدمت المستشارة البيئية كوليت لينتون، خلال الورشة نبذة عن نهج مترابطة المياه والطاقة والغذاء والبيئة، وكيفية إدارة الموارد المتاحة من قبل أصحاب المصلحة، وصولاً لتبني مشاريع تُقدم حلولاً لمواجهة تغير المناخ، وتحقق أهداف التنمية المستدامة، بالاعتماد على تلك المترابطة. وأكدت لينتون أن “نهج المترابطة يلعب دورا مهماً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بتوفير المياه النظيفة والصرف الصحي، والطاقة النظيفة وبأسعار معقولة، مع القضاء على الجوع”. كما يُسهم النهج ذاته، بحسبها بـ”تحقيق أهداف العمل المناخي، والوصول إلى مدن ومجتمعات مستدامة، وتعزيز أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامين”. وتمكن المشاركون من تعزيز مهاراتهم في استخدام ذلك النهج بالعمل على نماذج قضايا تتعلق بتحويل النفايات إلى طاقة والنظر إلى الزراعة العضوية، وكيف يمكن تنفيذ أنظمة تكاملية تربط بين المياه والطاقة والغذاء في منطقة تعاني من ندرة المياه. وبالاستناد على نماذج حالات واقعية، وأحداث شهدتها دول الأردن ولبنان وفلسطين في قطاعات المياه والطاقة والغذاء والأنظمة البيئية، كان لها انعكاسات سلبية على الواقع المعيشي للأفراد، حدد المشاركون التحديات والأسباب التي ساهمت في حدوثها، وما هي الحلول التي ممكن تبنيها لمعالجتها وضمن نهج المترابطة. ومن بين الحلول المقترحة لمواجهة ندرة المياه تبني مشارع حصاد مائي، وزراعة نبات الأزولا كبديل لأعلاف الماشية، والاعتماد على معالجة المياه العادمة لري المزروعات. ولكن ومن أجل نجاح تلك المشاريع فإن هنالك حاجة لتوفير التمويل من قبل الداعمين، مع تغيير السياسات المتبعة لصناع القرار في قطاعات المياه والطاقة والغذاء والأنظمة البيئية، بحيث تعتمد بشكل أكبر على تلك المترابطة في تنفيذ برامجها، وخططها المستقبلية، بحسب رأي المشاركين. وتلك الحلول التي قدمها المشاركون نفذت من خلال مشروع للشراكة العالمية للمياه تم تدشينه يوم الاثنين الماضي من قبل السفارة السويدية، في منطقة وادي شعيب الواقعة في محافظة السلط. هذا المشروع، الممول بواسطة الاتحاد من أجل المتوسط، نفذ كذلك في دولة فلسطين، والقائم على استخدام نهج مترابطة المياه والطاقة والغذاء والأنظمة البيئية. وعبر استخدام ألواح الطاقة الشمسية تم معالجة المياه العادمة واستخدامها في ثلاث مزارع لري المحاصيل مع الحفاظ على الأنظمة البيئية في تلك المنطقة. وما زال نهج التوقع والتنبؤ القائم على رسم الخطط، والسياسات الحكومية، أو تلك التي تتبناها مؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص ووفقاً لدراسة البيانات التاريخية، والأنماط السابقة والحالية المتبعة من الحكومة يعد خطوة لتحقيق أهدافها في معالجة مشكلات المياه والطاقة والغذاء والأنظمة البيئية، والتقدم في مجال التنمية المستدامة. هذا ما أكدت عليه الخبيرة لينتون الى جانب ما يسمى بنهج البث العكسي الذي يعد خطوة إستراتيجية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. اقرأ أيضاً:  اضافة اعلان