العقبة: رمضان فرصة صيادي الأسماك وبائعيه لتحسين أوضاعهم - فيديو

أحمد الرواشدة

العقبة- ينظر صيادو الأسماك في العقبة إلى شهر رمضان المبارك، كفرصة ثمينة لبيع صيدهم من الأسماك على ندرته، نظرا لازدياد الطلب عليها في الشهر الفضيل، وحاجة المائدة العقباوية لوجبة الصيادية كواحدة من الأكلات العقباوية الشعبية المشهورة.اضافة اعلان
وتتسيد الصيادية العقباوية، وهي من الأطباق المفضلة للعديد من العائلات العقباوية، مائدة الإفطار خلال شهر رمضان المبارك؛ حيث يعتبرها البعض موروثا حضاريا عن الآباء والأجداد، نظرا لما ارتبطت به من ذكريات جميلة في حياة العقباويين، وخصوصا خلال رحلات الصيد.
ويقول مواطنون، إن الأسماك والمأكولات البحرية من الوجبات الرئيسية التي يفضلها العقباويون على اختلاف مستوياتهم، خاصة تلك التي يتم اصطيادها مباشرة من البحر.
وتعد أسماك الدنيس والبواصي والناجل والهامور والفارس من الأنواع المفضلة على مائدة الطعام، لدى العديد من الأسر العقباوية خلال الشهر الفضيل.
والصيادية هي الوجبة المشتركة بين سكان المناطق الساحلية العربية، بما تحتويه من مزيج من السمك والأرز والصنوبر والبهارات العقباوية الخاصة.
ويقول المواطن رياض التركي، إنه في كل رمضان يكثر الطلب على الأسماك في المدينة البحرية، مؤكدا أنه خلال الشهر الفضيل تقوم الأسرة بعمل من 4-5 وجبات رئيسية من الأسماك تتنوع بين الصيادية والقلي والشيّ.
وفي كل رمضان تفتح محلات الأسماك في البلدة القديمة أبوابها منذ الصباح الباكر بانتظار ما يأتي من صيادي البحر وعبر قوارب الجسر العربي من مصر، لبيعه لمئات من عشاق الأسماك في مدينة العقبة والمناطق القريبة منها؛ حيث يشهد سوق السمك حراكاً لافتاً في الشهر الفضيل.
وتعد (الصيادية)، في التاريخ العقباوي إحدى أهم الوجبات التي يتناولها العقباويون تحديدا، وارتبطت تاريخيا بالأكلات الشعبية لأهل العقبة، كون الحصول على السمك كان هينا وميسرا، من خلال رحلات الصيد التي اعتمد عليها أهل العقبة قديما كمصدر رزق وحيد، وهي من الأكلات العقباوية المشهورة التي تتميز بها مدينة العقبة عن غيرها من مدن المملكة.
ويشير سكان إلى أنه ورغم ارتفاع الطلب على الأسماك، إلا أن أسعارها هذه الأيام بقيت بدون ارتفاع، بل إن بعض الأصناف انخفض سعرها حتى تمكن الجميع من شرائها، وذلك لتوافرها ورخص سعرها مقارنة باللحوم.
ويبين السكان أن أسعار الأسماك تبدأ من 3 دنانير، فمثلا كيلو سمك الدنيس يصل الى 4.75 دينار، والفارس يصل الى أكثر من 6 دنانير، وبقية الأنواع الأخرى من الأسماك والناجل يصل سعر الكيلو منها الى 9 دنانير.
ويشير المواطن علي أبو كركي، إلى أن الأسماك تعد الوجبة الأسهل والأرخص سعرا والأكثر في قيمتها الغذائية، وتتنوع طريقة إعداد السمك ما بين المشوي وهو يعد الأسهل والأسرع وعادة ما يتم في محلات مخصصة للشي، وأيضا يمكن إعداده كشوربة حيث يتم سلقه، وإضافة البهارات إليه، مع قليل من الزيت، وهذه الوجبة تعد خفيفة للغاية وتتميز بطعمها اللذيذ وسعراتها المنخفضة.
وتقول ربة المنزل تغريد النعيمي، إن وجبة السمك المشوي هي أكثر الوجبات التي تفضلها الأسرة على مائدة الإفطار في رمضان، لكن أسعار الأسماك الأخرى التي تسمى "فواكه البحر" مثل "الجمبري" مرتفعة ولا يقبل عليها الفقراء ومتوسطو الحال.
وأكد صاحب محل بيع أسماك محمد السكاب، أن أسواق الأسماك في العقبة، لاسيما سوق البلدة القديمة الموقع التاريخي لبيع الأسماك العقباوية الطازجة، يشهد نشاطا لافتا في ظل ارتفاع وتيرة البيع والشراء على مختلف أنواع الأسماك.
ويشير الى أن أسماك الفرس وبعض أنواع السلطان ابراهيم والحريدي والدنيس والناجل، تعد الأكثر توفرا في الأسواق والمفضلة في صناعة طبق الصيادية العقباوية، مؤكداً أن المواطنين يقبلون على شراء السمك أكثر في أيام رمضان.
وبين تاجر السمك علاء الرياطي، أن أكثر أنواع السمك التي يفضلها الأهالي هي سمك الفارس والناجل والدنيس والهامور. وبين أن هناك الكثير من المواطنين يعدون الولائم الضخمة للأهالي والجيران والأصدقاء من الأسماك، فالعقباويون يعشقون السمك خاصة على وجبة الصيادية، ويبدعون في إعداده ما بين المقلي والمشوي والصينية.
ويعيش في مياه خليج العقبة، ما يزيد على 450 نوعا من الأسماك من أصل 1300 نوع، تعيش في مياه البحر الأحمر وتنتمي إلى 13 عائلة من الأسماك الغضروفية و78 عائلة من الأسماك العظمية.