"صحتك بنفسيتك".. مبادرة يطلقها طلبة مدارس للإضاءة على المشاكل النفسية

تغريد السعايدة عمان – في دلالة على الوعي والقدرة على حماية النفس من المشاكل الاجتماعية النفسية المحتملة؛ اجتمع طلاب وطالبات في مبادرة تطوعية تختص بموضوعات تمس المجتمع بشكل مباشر وحساس. وأطلق طلاب مدرسة أم السماق والمونتيسوري الحديثة مبادرة “صحتك بنفسيتك”، ضمن برنامج “شبك وبادر” هو برنامج مدته عام دراسي واحد مصمم لخلق شراكة فاعلة بين طلاب المدارس الحكومية والخاصة. وفي هذا البرنامج، يتم تعليم طلاب المدارس من الصف التاسع إلى الصف الثاني عشر كيفية إطلاق المبادرات المجتمعية، لإفادة المجتمع المحلي بشكل مباشر، وفق مؤسسة مبادرة “وصل” لين ملكاوي. ومن خلال هذا البرنامج التفاعلي، تبين ملكاوي أن الطلاب يحصلون في كلتا المدرستين على فرصة للعمل مع بعضهم بعضا والالتقاء بشكل منتظم لايجاد مشاريع تفيد المجتمع وحل المشكلات التي تواجهه. وباجتماع 30 طالبا وطالبة من المدرستين، انطلقت مبادرة “صحتك بنفسيتك”، والتي عمل الطلبة على إطلاقها بعد دراسات معمقة، وتمخض عن تلك المبادرة انتاج كتيب يعالج كيفية التعامل مع المشاكل النفسية، والحماية منها قدر الإمكان، خاصة لدى فئة الشباب والمراهقين. ووفق ملكاوي، فإن التركيز في الكتيب كان عن أثر الصحة على المجتمع من حيث النظرة لبعض الأمراض النفسية بطريقة سلبية وخاطئة، حيث اجتهد الطلاب القائمون على المبادرة وأقدموا على السير خطوات كبيرة باتجاه الوعي المجتمعي، وبخاصة بين فئاتهم العمرية. وعبر هذا الكتيب الذي تم اخراجه بطريقة فنية علمية تربوية، أثبت الطلبة أنهم نواة مؤثرة للعمل الجماعي وفي مجال الجانب النفسي. فيصل نصر الله، أحد الطلبة المشاركين في المبادرة يقول “نحاول من خلال هذا الكتيب ان نسلط الضوء على الصورة النمطية التي تحيط بالصحة النفسية بشكل عام، وذلك بتناول بعض الأمراض الأكثر شيوعاً في المجتمع والصور النمطية المتعلقة بها، ونأمل أن يكون هذا الكتيب الخطوة الأولى لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع”. نور الجعفري كذلك، طالبة مشاركة في مبادرة “صحتك بنفسيتك” تقول عن مشاركتها مع زملائها إن هناك الكثير من الصور النمطية السلبية حول التوعية بالصحة النفسية، وهذا يدفع الإنسان إلى عدم الإقبال على العلاج الطبي المناسب، ما يؤثر على المجتمع، بالتالي الحكم المسبق على الشخص الذي يعاني من المرض النفسي. عمر الرحاحلة، شارك زملاءه في الحديث عن “صحتك بنفسيتك” ويبين أن الطلبة من خلال مبادرتهم استطاعوا أن يصدروا 500 كتيب، ويتمنى مع فريقه من الطلبة من بيعها جميعها، ذلك لأن الريع سيكون سبيلاً لتقديم الدعم لإحدى عيادات الصحة النفسية في الأردن. وكانت الملكاوي قد أشارت إلى أن الهدف كذلك إشراك اليافعين من مدارس مختلفة “خاصة وحكومية” بنشاطات واحدة، ويساهم باجتماع الأطفال بشكل دوري ليخرجوا بمبادرات مشتركة وتزيل الحواجز فيما بينهم، وبالتالي تعزيز روح المبادرة بينهم ومفهوم الخدمة في المجتمع والمواطنة الفاعلة، ضمن آلية متوازنة في اختيار مدرستين يتم التواصل فيهما بين الطلبة من الصفوف من مرحلة التاسع ولغاية الثانوية العامة. كما تحدثت الطالبة سديل العساف عما توصلت إليه من خلال مشاركتها في المبادرة بالتوافق مع زملائها من أن نسبة العناية بالصحة النفسية بين المراهقين والشباب لا تتجاوز 10 % وذلك لإعتقاد أن غالبية الشعب الاردني بما نسبته 40 % يعتقد أن الحديث عن الصحة النفسية وعلاجها هو وصمة عار لهم، مع الإشارة إلى تسجيل 593 محاولة انتحار في عامنا الحالي، والغالبية العظمى منهم من الشباب. كما توصل الطلاب إلى أن البحث والتحري في موضوع الصحة النفسية في المجتمع، يحد من الابتعاد عن العلاج النفسي، ما يتطلب تكاتف جهود العديد من المؤسسات والجهات التي تُعنى بالعلاج النفسي والتوعية، ومن الأهمية بمكان أن تعمل الجهات المختصة على توفير مراكز مخصصة ومتطورة في المحافظات ومن ضمنها المراكز التي تُعنى بالصحة النفسية تحديداً. كما طالب الطلاب بضرورة إدراج أدوية الأمراض النفسية تحت مظلة التأمينات الطبية، ودعم الحكومة لأدوية الأمراض النفسية المستوردة، بسبب ارتفاع أثمانها وحاجة المرضى لها، كون الارقام تُثبت أن %5 فقط منهم لديه القدرة على تلقي العلاج المناسب، وأن أكثر فئة عمرية متأثرة من تلك الأمراض هم الشباب والمراهقون وأن أكثر الأمراض الشائعة هي التوتر والقلق والخوف. وتشير ملكاوي إلى أن كل شخص يرغب بدعم المبادرة وشراء الكتيب يمكنه ذلك من خلال مراكز البيع في موقع مؤسسة وصل للتوعية والتثقيف- حي الكمالية، ليتمكن الطلبة من اتمام هدف المبادرة وهو دعم مركز صحة نفسية ومتخصص، ومساعدة مجتمعهم المحلي.اضافة اعلان