فيلا الفلسطيني سلامة.. سرقتها "إسرائيل" واختارها لابيد للعيش

فيلا سلامة
فيلا سلامة
في 1932، أقام رجل الأعمال الفلسطيني حنا سلامة فيلا في حي “الطالبية”، لتصبح منذ 1948 جزءا من القدس الغربية. سلامة مسيحي الديانة، كان في حينه وكيلا لشركة السيارات الأمريكية “جنرال موتورز” في مناطق الانتداب البريطاني والأردن. وإثر حرب 1948، اضطر سلامة وعائلته للانتقال إلى العاصمة اللبنانية بيروت، وعلى إثر ذلك فقد تم اعتبار الفيلا “أملاك غائبين”، شأنها شأن باقي الممتلكات الفلسطينية بالقدس الغربية. ويوم الجمعة الماضي، انتقل رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد يائير لبيد، للسكن في هذه الفيلا. وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن لبيد “سينتقل مؤقتًا إلى منزل في القدس أُعلن عنه كممتلكات غائبين، وهو عقار فر سكانه العرب الأصليون خلال حرب 1948، لأن المقر الرسمي لرئيس الوزراء الإسرائيلي يخضع لعمليات تجديد”. وأضافت الصحيفة: “قرار لبيد بالانتقال إلى فيلا حنا سلامة، الواقعة قرب مقر إقامة رئيس الوزراء الرسمي في شارع بلفور، يخالف مبدأ طويل الأمد لبعض رؤساء الوزراء السابقين”. ولفتت أن رئيسين للوزراء على الأقل رفضا في الماضي مقترحات بالانتقال إلى عقارات الغائبين وهما دافيد بن غوريون وليفي اشكول. تصنيف أملاك الفلسطينيين كأملاك غائبين تتم وفق “قانون أملاك الغائبين” الذي سنه الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي عام 1950. “مصادرة” أملاك الفلسطينيين يقول المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل “عدالة”، إن “القانون يعرف من هُجّر أو نزح أو ترك حدود دولة إسرائيل حتى نوفمبر/ تشرين الثاني 1947، خاصةً على إثر الحرب، على أنه غائب، وتعتبر كل أملاكه بما يشمل الأراضي، البيوت وحسابات البنوك وغيرها بمثابة أملاك غائبين، تنقل ملكيتها لدولة إسرائيل، ويديرها وصي من قبل الدولة”. ويوضح المركز (غير حكومي) أن “قانون أملاك الغائبين هذا هو الأداة الأساسية لدى إسرائيل للسيطرة على أملاك اللاجئين الفلسطينيين وكذلك أملاك الوقف الإسلامي في الدولة”. من جانبه ذكر خليل التفكجي، مدير دائرة الخرائط في جمعية “الدراسات العربية” (غير حكومية)، أن حنا سلامة، وهو رجل أعمال فلسطيني بارز في ذلك الحين، أقام الفيلا في 1932 وعاش فيها حتى 1948، حينما اضطر للانتقال إلى لبنان إثر الحرب. وأضاف المتحدث: “مباشرة تم اعتبار هذه الفيلا على أنها أملاك غائبين وبالتالي تم نقلها الى ملكية ما يسمى بحارس أملاك الغائبين الإسرائيلي”. ولفت أنه “في الثلاثينيات أقام أثرياء فلسطينيون أملاكا فاخرة لهم في أحياء تعتبر الآن جزءا من القدس الغربية مثل الطالبية والبقعة والقطمون وغيرها”. وأردف: “بعد حرب 1948 تم اعتبار جميع هذه الأملاك، بما فيها تلك المملوكة لمواطنين من دول عربية عديدة، على أنها أملاك غائبين وبالتالي قام ما يسمى بحارس أملاك الغائبين الإسرائيلي بوضع اليد عليها وبيعها أو تأجيرها”. وتابع: “الأملاك هي عبارة عن ممتلكات فاخرة منها المنازل ومنها ما تم استخدامه لسنوات كمقار لسفارات وقنصليات عربية وغربية”. وزاد: “هذه المنطقة بما بات يعرف بالقدس الشرقية انتعشت بشكل كبير بعد افتتاح محطة القطار التي أقيمت بالعهد العثماني لربط القدس ويافا في الشمال”. واستطرد: “ما زالت الغالبية من هذه الممتلكات، التي يسكنها يهود الآن، تحافظ على طابعها العربي والفلسطيني (..) يحافظ الجزء الأكبر من هذه المباني على طابعه العربي الفلسطيني”. واستدرك: “منذ عقود جرت عشرات المحاولات من قبل مواطنين فلسطينيين وعرب لاسترداد ممتلكاتهم ولكن المحاكم الإسرائيلية كانت ترفض كل هذه المحاولات كما تم رفض حتى محاولات مواطنين شراء أملاكهم التي تمت مصادرتها”. فيلا سلامة تقول “ذاكرات”، وهي مؤسسة إسرائيلية غير حكومية توثق تاريخ ما قبل النكبة، إن حنا سلامة “اختار المعماري اليهودي من أصل هنغاري زولتان شمشون هرمات الذي خطط عددا من البيوت لفلسطينيين ويهود في الطالبية”. وأضافت المؤسسة: “حافظ هرمات على طبيعة العمارة العربية التقليدية مع فضاء مركزي للضيوف منه تخرج غرف السكن”. وتابعت: “حنا سلامة وزوجته التي كانت مسلمة عاشا في البيت ولكنهما تركا القدس في ضوء المعارك عام 1948 وانتقلا إلى بيروت”. وأشارت أنه “عاش في بيتهم بداية جنود أمريكيون حراس السفارة الأمريكية في شارع أغرون ومنذ الخمسينيات انتقلت إليه سفارة غواتيمالا التي انتقلت في 1980 إلى تل أبيب في أعقاب القانون الإسرائيلي بضم القدس”. ولفتت أنه “في عام 1989 تم تأجيره لمديرية السكن الحكومية الإسرائيلية، وخضع في 2011 لعملية ترميم شملت زيادة طوابق”. ويقع المبنى على مقربة من المنزل الرسمي لرئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يخضع حاليا لعملية ترميم. ويقيم رئيس حكومة تصريف الأعمال في إسرائيل يائير لبيد ، بالمبنى حتى انتهاء ترميم المنزل الرسمي لرئيس الوزراء. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه، في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة، في 11 يوليو/ تموز الجاري: “نطالب رئيس حكومة تسيير الأعمال في دولة الاحتلال بتسليم منزل رجل الأعمال الفلسطيني المهجر حنا سلامة الذي بناه عام 1932 في مدينة القدس، أن يعيد هذا البيت لأصحابه”. وأضاف: “كما نطالب بعدم المساس بأملاك اللاجئين الذين هجروا من بيوتهم عنوة ولهم الحق بالعودة إليها وفق القرار الأممي رقم 194”. ولم تعلق الحكومة الإسرائيلية رسميا على طلب اشتية. وقالت “ذاكرات”، “كذكرى أخيرة من صاحب الفيلا الأصلي بقي محفورا على مدخلها “فيلا سلامة”. (الأناضول)اضافة اعلان