لحظات خطيرة على الجميع

شعار صحيفة يديعوت أحرونوت-(الغد)
شعار صحيفة يديعوت أحرونوت-(الغد)

بقلم: نداف ايال


قبل بضعة أشهر طرح علي مصدر في واشنطن فكرة أن "اجعلوا بيبي سلوبودان ميلوشيفيتش خاصتكم". كان ميلوشيفيتش زعيم صربيا القومية. قاد الى حروب يوغسلافيا، الى إبادة جماعية في صربيا. انتهت حياته في سجن في لاهاي، متهم بجرائم ضد الإنسانية أمام محكمة الجنايات الدولية. المؤسسة إياها التي تفكر هذه الأيام بإصدار أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين. لم يقصد المصدر اتهام إسرائيل أو نتنياهو بالابادة الجماعية أو التمني بتسليمه. نقطته كانت سياسية: يمكن ان تلقى على نتنياهو كل أخطاء إسرائيل في الحرب وهكذا تبدأ مسيرة تنظيفها وتطهيرها من الوصمات التي علقت بها.

اضافة اعلان


لشدة الأسف، فإن التطورات المحتملة حول محكمة الجنايات تذكر بحروب يوغسلافيا. فقد سُلم سلوبودان ميلوشيفيتش بعد أن فرضت عقوبات على صربيا. كان هذا هو خصمه السياسي الصربي الذي قرر تحويله إلى لاهاي، في ظل تجاهل القانون المحلي، "في صالح الدولة". لدي انطباع بان نتنياهو يعرض هذا السيناريو. وهو يعيش في ضغط هائل حول إصدار الأوامر. مؤخرا، ضغط نتنياهو بنفسه على جهاز الأمن المرة تلو الأخرى لان يدخل مزيدا من الغذاء والمساعدات الإنسانية. والادعاء الذي سمع في الساحة السياسية والأمنية هو أن إدخال المساعدات يمكنه أن يساعد في تأخير أو منع الأوامر. رئيس الوزراء دفع في الأسبوعين الأخيرين نحو فتح معبر ايرز على عجل. "الرجل إياه الذي ضغط علينا كل الوقت لقصف المعابر الى قطاع غزة، في بداية الحرب، وقال انه لم تعد هناك صلة بين غزة وإسرائيل، قال لي مسؤول أمني كبير ما، "هو الذي يطالب الآن أن يفتح ايرز بأسرع وقت ممكن".
أول من أمس نشر باراك رابيد في "اكسيوس" ان إسرائيل رفعت رسالة الى الولايات المتحدة تقول انه اذا صدرت أوامر في لاهاي فانها ستعاقب السلطة الفلسطينية وتؤدي الى انهيارها.
نتنياهو يعرض هذه الأوامر كضرر قومي. هو محق. لكن في الساحة السياسية وكذا في الائتلاف، يتساءلون هل دوافعه لا ترتبط أيضا بمصيره الشخصي. أو مثلما قال لي مصدر آخر: "إذا صدرت أوامر كهذه، فإن حرية الحركة الدولية لنتنياهو ستوازي حرية حركة فلاديمير بوتين وهو على ما يبدو يفهم هذا". ضد بوتين يوجد أمر اعتقال من محكمة الجنايات في لاهاي منذ اذار (مارس) 2023.
فضلا عن كل موضوع شخصي، فإن إصدار أوامر اعتقال ضد شخصيات إسرائيلية هو لحظة خطيرة. خطيرة ليس فقط لهم، ليس فقط لمكانة إسرائيل بل وأيضا لجهازها الأمني كله. لجنود الاحتياط الذين يقاتلون وقاتلوا في قطاع غزة.
لفكرة انه يمكن إدارة الحرب لاحقا أيضا. هذا موضوع كان ينبغي معالجته قبل ذلك بكثير. فالهلع الذي ألم بنتنياهو هو مثال جيد على ثقافة "النقص" في ادارته: التجاهل، التأجيل وبعدها الفزع التام وإطلاق النار بكل المدافع. خسارة انه لم يبذل جهودا مشابهة في خلق رؤيا ما لقطاع غزة بلا حماس أو تجنيد حقيقي للأسرة الدولية لتحرير المخطوفين.