إربد: البيوت البلاستيكية ملجأ جديد لمتعطلين لمواجهة ضغط الحاجة

بيوت  بلاستيكية في إحدى الأراضي الزراعية في إربد - (الغد)
بيوت بلاستيكية في إحدى الأراضي الزراعية في إربد - (الغد)

أحمد التميمي

إربد - الحاجة أم الاختراع، ولأنها كذلك، اتجه متعطلون عن العمل في قرى محافظة إربد لاستغلال الأراضي الفارغة بإنشاء بيوت بلاستيكية عليها، وزراعة بعض أصناف الخضار لتحقيق مصدر دخل لهم، في ظل عدم قدرتهم على الحصول على وظائف في بلد تجاوزت فيه نسبة البطالة بين الشباب 50 %.اضافة اعلان
وعلى الرغم من تواضع تلك البيوت البلاستيكية من ناحية التجهيزات وصغر حجمها، إلا أنها، وحسب متعطلين جربوها، تفي بالغرض المطلوب في الوقت الحالي بتحقيق مصادر دخل تكفيهم لسد احتياجات أسرهم، في ظل ارتفاع تكاليف الحياة وعدم وجود خيار آخر.
ومن هؤلاء أحمد جمحاوي، الذي عمد إلى شراء بيت بلاستيكي وتركيبه في قطعة أرض ملاصقة لمنزله في إحدى قرى محافظة إربد، وزرعه بأشتال البندورة والخيار والفلفل والبصل الأخضر، موضحا أنه يقوم بجني المحاصيل بعد نضوجها، ومد بسطة لبيعها على الشارع الرئيس مقابل منزله.
ويعترف أن المردود المتأتي متواضع، نظرا لقلة الإمكانات وعدم كفايتها لتوسيع المشروع، خصوصا بعد أن تقدم بطلب قرض لمؤسسة الإقراض الزراعي، غير أن الشروط لم تنطبق عليه.
ويرى أن الاستثمار في القطاع الزراعي بات الخيار الأفضل، في ظل عدم وجود وظائف في القطاعين العام والخاص، داعيا الحكومة إلى دعم مثل هذه المشاريع بإقراض أصحابها أو إعطائهم منحا لتطوير مشاريعهم لما لها من أثر في تخفيف حدة البطالة والفقر.
وبدوره، يشير أحمد بني خلف إلى أن ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية يحول دون تمكن العديد من المواطنين من استثمار أراضيهم، إضافة إلى غياب الدعم الحكومي لتشجيع المواطنين على إقامة مشاريع إنتاجية.
ويضيف أن أسعار مستلزمات الزراعة تضاعفت عما كانت عليه سابقا بشكل يفوق بكثير عوائدها، إضافة إلى عدم قدرة المزارعين على بيع منتجاتهم لعدم وجود أسواق، مؤكدا أن البيت البلاستيكي الذي أنشأه قبل سنوات كان يشكل مصدر دخل له ولأسرته، لكن بعد الارتفاعات الكبيرة اضطر إلى إغلاقه.
ومن جهته، يؤكد رئيس جمعية كفرسوم التعاونية الزراعية لمنتجي الرمان المهندس عاهد عبيدات، أن العديد من المشاريع الزراعية تنتشر في البلدة، والتي قامت بإنشائها مجموعات من السيدات، فيما تشكلت المجموعات الإنتاجية من خلال الجمعية.
ويتابع أن الجمعية قامت، من خلال أحد مشاريعها، بعمل دورات تدريبية متتالية للسيدات وتدريبهن على سائر الأعمال الزراعية، بدءا من الزراعة ورعاية النباتات وحمايتها من الآفات، وعمليات القطف، وانتهاء بآليات التسويق والترويج التي تتضمن شؤون الفرز والتعبئة والتغليف.
ويشير عبيدات إلى أن انتشار هذه المشاريع يعد حافزا لبقية أفراد المجتمع المحلي للبدء باستثمار الحديقة المنزلية وإنشاء مشاريع إنتاجية صغيرة، ما يسهم في تحفيز الإنتاج وتعزيز منظومة الأمن الغذائي التي تعد من أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات والدول.
ويكشف أن الجمعية تدعم إنشاء المشاريع الجديدة والقائمة من خلال تقديم مبالغ نقدية كقروض حسنة من دون أي فائدة، ويتم تسديدها على أقساط، حيث تنتشر عشرات البيوت البلاستيكية في المنطقة لسيدات وشباب متعطلين عن العمل، كما قامت سيدات باستئجار أراض زراعية لتحقيق مصادر دخل.
أما مدير زراعة إربد الدكتور عبدالوالي الطاهات، فيؤكد أن جميع المشاريع التي تقدمها المديرية للمزارعين موقوفة لعدم وصول موازنة مجلس المحافظة المخصصة لقطاع الزراعة حتى الآن، مشيرا إلى أن المديرية كانت تقدم في سنوات سابقة دعما ماليا للمزارعين لاستصلاح أراضيهم وتسييجها، وحفر آبار ارتوازية، وغيرها من الخدمات، إلا أن تلك المشاريع موقوفة هذا العام.
ويلفت إلى أن خدمات المكتب تقتصر حاليا على تقديم الإرشادات والدعم الفني للمزارعين، مؤكدا أن جميع مستلزمات الإنتاج الأساسية معفية من رسوم الجمارك خدمة للمزارعين.
ويبين أن البيوت البلاستيكية بدأت بالتوسع في مواقع مختلفة في المحافظة، ولزراعاتها مردود إيجابي على المواطنين من خلال تحقيق مصدر دخل لهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.