"الأحمر السينمائي" يحتفي بالتغيير بدروته الافتتاحية في جدة

عارضة البالية السعودية سميرة الخميس تنهض من أعماق البحر الأحمر اعلاناً عن النسخة الأولى. من تصوير المصور الفوتوغرافي أسامة أسعيد.
عارضة البالية السعودية سميرة الخميس تنهض من أعماق البحر الأحمر اعلاناً عن النسخة الأولى. من تصوير المصور الفوتوغرافي أسامة أسعيد.
رواد التغيير الذين سيكرمهم المهرجان
اضافة اعلان

عمان-الغد- يعقد مهرجان البحرالأحمر السينمائي الدولي  دورته الافتتاحة الشهر المقبل في جدة تحت شعار” تغيير السيناريو“، ويستمر من 12 من آذار وحتى 21 من الشهر نفسه.

وسيكرم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي ثلاثة من روّاد التغيير والابتكار في بلدانهم وأقاليمهم الجغرافية، ممن استطاعوا طبع علامات فارقة في عالم صناعة السينما.

وهؤلا هم جاك لانغ، وزير الثقافة الفرنسي الأسبق، كيم دونغ-هو، مؤسس مهرجان بوسان السينمائي في كوريا الجنوبية، ودانييلا ميشيل المديرة المؤسسة لمهرجان موريليا السينمائي الدولي بالمكسيك.

وعلّق مدير المهرجان محمود صباغ على هذا التكريم الثلاثي بقوله: "يصب هذا التكريم في صميم أهداف مهرجان البحر الأحمر السينمائي، في تقدير الموروث الشخصي والمؤسسي لرواد عالم صناعة السينما، الذين أسهموا في إطلاق قدرات فنية وروائع سينمائية لأجيال كاملة".

وأضاف صبّاغ، "كما ان لهذا التكريم أهمية أخرى، كونه يتزامن مع اللحظة التأسيسية لقطاع السينما في بلادنا، وما يمكن ان يضيفه تقديم مثل هذه النماذج العالمية الى حوار تأسيس قطاع السينما لدينا".

وسوف يتم تقديم ثلاث جوائز يُسر ذهبية للشخصيات المكرّمة، على مجمل مسيرتها العملية، في حفل الافتتاح المزمع إقامته في جدة في يوم 12 مارس 2020.

من المقرر أن يجتمع روّاد صناعة السينما وعشّاق الأفلام في جدة لتبادل الأفكار والآراء، ومناقشة آفاق التغيير والتجديد التي تحملها برامج المهرجان ومبادراته.

وقد تم اختيار هذا الشعار ليعكس لحظة التحوّل التي ولد فيها المهرجان، وقدرة السينما على التوثيق والاستجابة لهذه التحوّلات الاجتماعية. ويرتبط هذا الشعار بالسعودية تحديداً باعتبارها سوقاً سينمائية جديدة، وباعتبار السينما وسيلة للتجديد المجتمعي.

 

الشخصيات المكرمة تضم رواد التغيير في بلدهم وإقليمهم وهم :
- جاك لانغ (فرنسا)
شغل منصب وزير الثقافة الفرنسي في حكومة ميتران منذ عام 1981، وساهم في تغيير المشهد الثقافي والإبداعي في فرنسا. أحدث انقلاباً نوعياً في قطاع السينما، حيث عمل على وضع بنية تحتية ربحية للفيلم الفرنسي، وعلى خلق آفاق جديدة للفيلم الفرنسي.

دفع بإستراتيجية نموذجية في تدخل الدولة في الإنتاج السينمائي، حيث أعاد هيكلة الصناديق القائمة مثل مركز الفيلم الوطني الفرنسي، وصندوق دعم الأفلام المستقلة، كما أسس صناديق عامة جديدة، مثل صندوق أفلام الإنتاج الضخم. وكان ابتكاره المعروف بصناديق السوفيكا، وهي صناديق من المال الخاص، بمثابة درة تاج مرحلته.

ولقد اقتبست نماذجه التمويلية في كثير من الدول، وأفاد من برامجه كل جيل الموجة الجديدة من المخرجين الكبار: غودار، ترافو، ريفيت، شابرول، وروميير.

- كيم دونغ-هو (كوريا الجنوبية)
المؤسس والرئيس السابق لمهرجان بوسان السينمائي الدولي، الذي تحوّل بعد تأسيسه في عام 1996 الى وجهة سينمائية آسيوية هامة على أجندة السينما العالمية.

جيّر دونغ-هو مسيرته الوظيفية السابقة في الشركة الكورية لتسويق الأفلام، الى تأسيس مهرجان سينمائي صلب ثقافيا، ومجدٍ تجاريا، ساهم في رسم ملامح المشهد الثقافي في كوريا الجنوبية، في تعميق قاعدة صناعة السينما الكورية، والى الدفع بالفيلم الكوري الى آفاق عالمية.

ومنذ الدورة الأولى لمهرجان بوسان كانت بصمة كيم هي الانفتاح على الجمهور، وفي قدرته في خلق قاعدة جماهيرية واسعة تتعاطى مع العروض المتنوعة والجديدة للسينما.

- دانييلا ميشيل (المكسيك)

المديرة المؤسسة لمهرجان موريليا السينمائي الدولي، وهو مهرجان سنوي تأسس عام 2003 لدعم الجيل الجديد من المخرجين المكسيكيين، ينسب له الفضل لصعود السينما المكسيكية عالمياً، وتأثيره المباشر في صعود جيل جديد بات يكتسح الجوائز الكبرى وينتزع مكانة دائمة في برمجة المهرجانات الكبرى — فيما يسمى "العهد الذهبي الثاني" للسينما المكسيكية.

ملصق المهرجان
تزين عارضة البالية السعودية سميرة الخميس ملصق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الافتتاحية، من تصوير المصور الفوتوغرافي أسامة أسعيد، وهي تخرج من البحر، في تعبير عن موجة التغيير الثقافي التي تشهدها البلاد، والفرص الواعدة للسينما السعودية الجديدة.

واعتمد المصور أسامة أسعيد على أسلوب” الكولوديون“السائل لمعالجة صورة البوستر الرئيسية، وهو أسلوب تقليدي يعود الى العام 1851، خاص بإعادة إحياء صور الأبيض والأسود عن طريق تلوينها بألوان زاهية نابضة. هذا التعاقب بين ما هو تقليدي ومعاصر يعكس التزام المهرجان بحفظ التراث من خلال الابتكار والتجديد، والاعتماد على الماضي في بناء صورة مستقبل واعد مفعم بالحياة.

وحمل هذا العمل روح التعاون التي تجمع ثلاثة فنانين عرب، حيث اكتمل تصميم الفنان العُماني محمد الكندي بصورة الفنانة الاستعراضية السعودية سميرة الخميس، التي التقطتها عدسة السوري أسامة أسعيد. كما عبّر من خلال التكرار والانعكاسات عن رسالة المهرجان في التركيز على أهمية التبادل الفني والفكري، وتبني وجهات نظر متعددة وجديدة.