الحكة الجلدية.. أسباب مختلفة وعلاجات مناسبة

Untitled-1
Untitled-1

الصيدلي إبراهيم علي أبورمان/وزارة الصحة

عمان- إن مجرد التكلم بموضوع الحكة يجعل عند الإنسان الرغبة بالحك، كأنها عدوى على غرار التثاؤب، فموضوع الحكة يتعدى الظاهرة المكانية لمنطقة الحك. وقد أظهرت النتائج من دراسة في محاضرة عامة بأن الحك والخدش هما بسبب المحفزات النظرية بحتيًا. والإحساس بالألم قد يولد أيضًا بسبب المحفزات السمعية؛ أي الاستماع إلى مواصفات إصابة ما. لا يوجد الكثير من التفاصيل عن التفعيل المركزي للحكة المعدية، ولكن مفترض أن نظام مرآة الخلايا العصبية البشرية موجود لتقليد إجراءات محركة معينة عندما نرى الآخرين يؤدونها.اضافة اعلان
إن للألم والحكة ردود سلوكية نمطية مختلفة؛ فللألم سحب منعكس، ما يؤدي إلى التراجع وبالتالي محاولة حماية الجزء من الجسم المعرض للخطر. أما الحكة تؤدي إلى دفع الإنسان إلى حك منطقة الجلد المتأثرة. الحكة تولد حافزًا لجسم الإنسان بإزالة الجسم الغريب تحت أو على الجلد، مثلا: إزالة حشرة جالسة على اليد. لقد اعتبر الخدش طريقة مريحة لإزالة شعور الحك المزعج؛ لأن هناك جانبا من الحك الذي يجلب المتعة للإنسان. قد تجلب هذه المتعة بعض المشاكل لمريضي الحُكاك المزمن، لأنهم قد يقلعوا المنطقة التي تجلب لهم ذلك الشعور (المتعة)، وينتهي بشعور مؤلم وحاد. لقد تم الافتراض بأن محفز فعل الحك في الدماغ هو الباحة الجبهية لاتخاذ القرار والمكافآت.
تسبب الحكة الجلدية شعورا بعدم الراحة، وذلك بسبب الرغبة في حك الجسم بشكل دائم، التي قد يكون سببها الإصابة بمرض جلدي أو الإصابة بمرض باطني، كما وقد ناتجة بفعل تحليل الجهاز العصبي الخاطئ للحكة، حيث يعاني الحكة تقريباً 280 مليون نسمة من العالم (4 %).
تنقسم الحكة إلى أربعة أنواع حسب أماكن توزعها وانتشارها في الجسم ومسبباتها: أولها الحكة الجلدية العامة التي تصيب جميع أجزاء الجسم. الحكة الموضعية تصيب مواضع وأماكن محددة من الجسم مثل حكة فروة الرأس، والحكة في المناطق التناسلية وفتحة الشرج. الحكة الناتجة عن مرض باطني فلا تكون مصحوبة بطفح جلدي، لأن المسبب الرئيسي لها أسباب داخلية في الجسم، وأخيرا الحكة المصاحبة لمرض جلدي حيث يصحبها طفح جلدي وحكة شديدة في المكان المصاب.
أسباب الإصابة بحكة في الجسم متعددة، منها: الإصابة بحشرات القمل الجلدي التي تسبب الحكة الشديدة حيث تظهر بقع حمراء تكون صغيرة الحجم تحتوي في وسطها على دم متجمد، حيث تتغذى هذه الحشرات على الجلد ثم تختبئ في الملابس، ما يحول دون مشاهدتنا لها بالعين المجردة.
والإصابة بحشرة الجرب التي تسبب الحكة الشديدة والمزعجة مع ظهور الطفح والبقع الجلدية ويمكن أن تنتقل عدوى الجرب من شخص مصاب إلى آخر سليم. وعند من يقومون بتربية الحيوانات تكون الإصابة الجلد بالقراد حيث يتواجد القراد في ريش الطيور والدواجن والحمام، وفي صوف الأغنام ووبر الجمل والقطط والكلاب، كما وينتقل القراد إلى الجسم عن طريق ملامسة هذه الحيوانات أو عن طريق لمس قطع الأثاث القديمة والتعرض لغبار المستودعات والغلال الزراعية المخزنة لفترات طويلة.
الحكة الناتجة عن الجرب الذي قد ينتقل من إنسان الى آخر، وكذلك من الحيوانات الى الإنسان عندما تنعدم أسس النظافة العامة وعند عدم استخدام المطهرات اللازمة؛ حيث يكون انتقال حشرة داء جرب الحيوانات من الحيوان إلى الإنسان عن طريق القطط والأغنام والخيل وغيرها من الحيوانات المصابة بهذا النوع من الجرب، ويشفى المصاب في هذه الحالة من دون علاج وبعد مدة من الإصابة بهذا الجرب.
الإصابة بالأكزيما التماسية الناتجة عن الخساسية لمواد معينة تسبب تحسس في الجلد التي تصيب الأطفال في مرحلة الرضاعة بعد الشهر الثالث من الولادة الذي ينتج بسبب عوامل وراثية مكتسبة من الوالدين أو أحدهما ويسبب الحكة الشديدة، ومن المواد التي يمكن أن تسبب الحكة الحليب المتبقي على الجلد وبشرة الوجه بعد انتهاء الطفل من الرضاعة وعدم قيام الأم بغسل وجه الطفل من متبقيات الحليب على الوجه، وكذلك بالنسبة لباقي المواد التي من الممكن أن تستعمل من قبل الأطفال كالبودرة والعطور ومواد الترطيب وغيرها، إضافة الى الملابس.
الإصابة بالداء الجلدي الحزاز المنبسط الذي يظهر على شكل بقع جلدية مسطحة وصغيرة الحجم ذات لون أزرق أو بنفسجي، ويؤدي للإصابة بالحكة الشديدة.
الحكة الناتجة عن لسع الحشرات مثل البعوض والناموس، التي بدورها تسبب التورم في المكان الملسوع، خصوصاً عندما يكون الشخص لديه تحسس من إحدى المواد الموجودة في لعاب الحشرة، وتسبب هذه اللسعة الحكة الشديدة المصحوبة بالتورم.
أظهرت دراسة علمية نشرتها دورية "نيورون" أن مجموعة من العصبونات الدماغية المسماة Tac1 هي المسؤولة عن إحساس الشخص بالرغبة في "الهرش".
وقالت الدراسة "إن هذه العصبونات الدماغية ترسل مجموعة من الإشارات لمنطقة في وسط الدماغ تحيط بالقناة الدماغية وتحتل عمودًا من جذع المخ بطول 14 ميلليمترًا تقريبًا، وتسمى بالخلايا الرمادية "PAG"، وهي التي تتحكم أساسًا في الإحساس بالألم".
استخدم الباحثون قياسات خاصة لتتبع الإشارات الصادرة عن العصبونات الدماغية عن طريق الضوء، وتكشف الدراسة عن الآليات الخلوية الدماغية المسببة للحكة، وهو الأمر الذي يجلب رؤيةً جديدةً لعلاج الحكة المزمنة، مشيرين إلى أن السيطرة على نشاط تلك العصبونات، عن طريق تغير تركيز مستويات الكالسيوم فيها، أدت إلى انخفاض الإحساس بالحكة.
تحدث "الحكة" عادةً بسبب جفاف الجلد، وتنتشر في كبار السن؛ إذ يتزايد الجفاف مع التقدم في العمر، ويمكن أن تساعد المستحضرات الصيدلانية المرطبة على علاج الحكة.
وعلى الرغم من كون الحكة إحساسًا غير سار، إلا أنها تؤدي دورًا مهمًا في اكتشاف المواد الضارة، خاصة تلك المرتبطة بالجلد؛ إذ تسمح بتخليص جلود الحيوانات من المواد الضارة، وبالتالي، فإن الإحساس بالحكة أمر حاسم لبقاء الحيوانات.
إلا أن الحكة المزمنة التي تظهر لدى بعض البشر قد تكون مؤشرًا على وجود أمراض خطيرة، مثل الإصابة بأمراض الكبد والجلد، وتمثل الحكة في تلك الحالة مشكلة سريرية صعبة؛ إذ يسبب خدش الجلد ضررًا شديدًا في الأنسجة.
وعلى مدار سنوات، عانى المرضى الحكة بسبب التطور البطيء في ابتكار العلاجات التي لها القدرة على منعها؛ بسبب نقص المعرفة حول الآلية العصبية التي تسبب الإحساس بالحكة.
العلاج
تتوفر مجموعة متنوعة من أكثر من وصفة طبية وأدوية مضادة للحكة. تم العثور على بعض المنتجات النباتية على أن تكون فعالة (أي مضادة للحكة)، والبعض الآخر لا. وتشمل العلاجات غير الكيميائية التبريد، وارتفاع درجات الحرارة، وتحفيز التليين.
إن العلاجات الموضعية المضادة للحكة التي تأتي شكل الكريمات والبخاخات تتوفر دون وصفة طبية في الكثير من الأحيان. وتوجد أيضًا أدوية المضادة للحكة عن طريق الفم وعادة ما تكون الأدوية موصوفة من قبل طبيب. تنتمي المكونات الفعالة عادة إلى الفئات الآتية:

  • مضادات الهيستامين مثل كلوفيرامين وسيرزين ولوراتيدين وغيرها بمسميات صيدلانية مشهورة مثل اليرفين وكلاريتين وهيستال وسيرين وغيرها وتباع في الصيدليات من دون وصفة طبية.
  • كريمات محتوية على الكورتيزون بأنواعه مثل البيتاميزون وغيرها erirritants.
  • كروتاميتون (الاسم التجاري يوراكس) هو عامل مضاد للحكة متوفر على شكل كريم أو غسول، وغالبا ما تستخدم لعلاج الجرب. وما تزال آلية عملها غير معروفة.
  • المخدرات المحلية، مثل كريم موضعي بنزوكاين (Lanacane).
  • العلاج بالضوء مفيد للحكة الشديدة، خصوصًا إذا كان سببها الفشل الكلوي. نوع شائع من الضوء المستخدم هو UVB.
  • الخدش أحيانا يخفف الحكة المعزولة، وبالتالي وجود أجهزة مثل هرش الظهر. في كثير من الأحيان، ومع ذلك، يمكن تكثيف الخدش والحكة وحتى يسبب مزيدًا من الضرر على الجلد، ويطلق عليها اسم "دورة حكة للخدش".