حرب حزيران 1967.. رؤية مختلفة (2 - 2 )

جنود احتلال اسرائيلي خلال احتلالهم القدس في حرب العام 1967 (ارشيفية)
جنود احتلال اسرائيلي خلال احتلالهم القدس في حرب العام 1967 (ارشيفية)

د. سمير مطاوع

 بناء على دراسة الوثائق التي توفرت لدي خلال أبحاثي عن الحرب (28) وما وفرته لي المقابلات المطوّلة مع الملك الحسين وبعض القادة العسكريين الأردنيين والعرب (29) يمكن الاستنتاج أن القتال على الجبهة الأردنية لم يكن فقط غير متكافئ مع الهجوم الإسرائيلي، بل إن القيادة العربية الموحدة التي قادت العمليات تجاهلت خطط الدفاع الأردنية الموضوعة مسبقا، والتي كان يمكن لو تمّت العمليات القتالية على أساسها من التصدي بصورة أو بأخرى للقوات الإسرائيلية الغازية ولربما تغيّرت نتائج الحرب.
مركز القيادة المتقدم كما كان يعرف مكتب القيادة العربية الموحدة في عمان تصرّف بالقوات الأردنية بطريقة غير احترافية. فهو من جهة اعتمد على معلومات وردت من القيادة المصرية تتعلّق بسير العمليات على جبهة سيناء من دون أن يتحقّق من صحّتها، من خلال ضباط ارتباط كان يجب تواجدهم في القيادة المصرية يكونون موضع صدقية وثقة. ومن جهة أخرى قام بتحريك القوات الأردنية أثناء القتال وبعكس أدوارها المخطّط لها مسبقا، وأمر بنقلها وتحرّكها تحت القصف الجوي من مواقعها للالتقاء بالقوات المصرية الزاحفة من الجنوب كما زعمت القيادة العامة في مصر (30).
وعندما وقعت المفاجأة بانكفاء الجيش المصري في جبهة سيناء صدر الأمر الثاني بإعادة القوات المدرعة إلى مواقعها الأولى للحيلولة دون انهيار قاطعي العمليات المتوقعين في الضفة الغربية، ومرة ثانية تحت القصف الجوي الإسرائيلي الكثيف. المقصود بهذا تحريك اللواء المدرع الاربعين من قاطع نابلس الى قاطع القدس وتحريك اللواء المدرع الستين من قاطع القدس الى قاطع الخليل ومن ثم إصدار القرار الثاني بإعادتهما لدعم القاطعين المشار إليهما ومنع انهيارهما.
إلى جانب أوامر التحريك التي ثبت ضررها وعدم فاعليتها اضّطرت القوات الأردنية وفقا للوثائق التي أشرت إليها للقتال بأسلوب غير الذي تدربت عليه، ووفق رؤية لم تكن مناسبة لمسرح العمليات الأردنية، وتمّ تجاهل مطالبات الضباط الأردنيين بالقتال وفق خطة الدفاع الأردنية التي تعرف باسم "خطة طارق" في قاطع القدس. ولكن برغم كلّ ذلك قاتل جنود الجيش العربي الأردني بكل كفاءة وبشجاعة غير محدودة.
وفي ضوء عدم معرفة القائد المصري الفريق عبد المنعم رياض - على كلّ كفاءته واحترافيته - بطبيعة الجبهة الأردنية وقدرات الجيش جاء القرار الأكثر كارثيّة في مجريات الحرب، وأقصد قرار الانسحاب من كلّ الضفة الغربية والقدس قبل الأوان (31).
من الضروري التشديد على نقطة مهمة جدا هنا: وهي أن قرار الانسحاب لم يكن صائبا أبدا مثلما كان غير صائب أبدا قرار تحريك القطعات والألوية تحت القصف، حيث جاء الانسحاب بعد صدور قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار رقم 236 بينما كانت القوات الأردنية ما تزال تسيطر على مساحات واسعة من الضفة الغربية، وكان يمكن لو لم يتمّ الانسحاب أن يظلّ الجيش العربي محافظا على مناطق واسعة من الارض بينما تلتزم الأطراف بقرار وقف إطلاق النار، وعندها كان يمكن لعلاقات الحسين مع الغرب أن يستعيد الأرض ويكون في الوقت نفسه قد شارك في الحرب على قدر استطاعة المملكة. ولأن النتيجة كانت بشكل عام الهزيمة فإن الجهد الأردني يكون مشرّفا. لكنّ الذي حصل لم يكن بالحسبان أبدا فكان الانسحاب هدية مجانية للإسرائيليين.
عملية طارق (32):
أجمع كافة الضباط الأردنيين الذين تمت مقابلتهم كما ذكرت أعلاه أنه لو ترك أمر القتال على الجبهة الأردنية للقيادة الأردنية فان القوات المسلحة الأردنية كانت ستعتمد "عملية طارق" لمنع تطويق القدس الشرقية من الشمال والجنوب والغرب.. أولا، لمنع التقدم الإسرائيلي الجارف الذي وقع لاحقا لفصل منطقة الخليل عن الارتباط بقاطع القدس وبالتالي زعزعة القدرات القتالية للواءي المشاة؛ الملك طلال في القدس وحطين في الخليل، والحيلولة دون اندفاع اللواء المدرع الستين إلى شمال القدس ولواء الإمام علي مشاة نحو جنوب المدينة لإسنادهما وتنفيذ عملية طارق.
خلاصة عملية طارق هي وضع القدس الغربية بين فكّي كمّاشة، أي أن تحاصر القوات الأردنية القدس الغربية بدفع اللواء المدرع الستين إلى شمال القدس والإمام علي إلى جنوبها وبالتالي قطع خطوط الإمداد الاسرائيلية من الجنوب والغرب وتأخير أيّ تقدّم للقطعات الإسرائيلية باستخدام الألوية التي كانت قريبة من القدس بينما يكون اللواء المدرع الستون جاهزا في مواقعه الدفاعية للمساندة والتدخل.
كانت عملية طارق جزءا من الاستراتيجية الدفاعية الأردنية للدفاع عن القدس والضفة الغربية. وكانت هذه العملية مركزية في الحسابات العسكرية الأردنية وشكّلت جزءا مهما من حسابات هيئة الأركان الأردنية، وكانت دائمة الحضور في التدريبات والمناورات وكان الجيش قادرا على تطبيقها بنسبة عالية جدا من النجاح.
كان توقع القيادة الاردنية أن الهجوم الاسرائيلي لاحتلال الضفة الغربية إن وقع سيتم على محورين: شمالي (جنين – نابلس – وادي الأردن)، وعندها ستتصدى له ألوية المشاة في ذلك القاطع، وهي لواء خالد بن الوليد (لواء 25) في منطقة جنين، ولواء الأميرة عالية في منطقة نابلس، يدعمهما لواء القادسية مشاة احتياط ومساندة، واللواء المدرع الأربعون المتواجدون في منطقة مثلث المصري وجسر دامية في مواجهة ذلك المحور. أما المحور الجنوبي:  فهو محور الخليل – القدس – رام الله وترابط فيه كما ذكرت ألوية المشاة: لواء الملك طلال في منطقة القدس، ولواء حطين في منطقة الخليل، واللواء الهاشمي في منطقة رام الله وشمال القدس، ويدعم ذلك القاطع في تلال أريحا والخان الأحمر والنبي موسى شرقي القدس لواء مشاة الإمام علي احتياط ومساندة اللواء المدرع الستين. وكان هذان اللواءان في حالة جاهزية قتالية في مناطق استراتيجية مهمة ومستعدين للتدخل الفوري (33).
 وتبقّى ضمن ما كان يعرف بالجبهة الشرقية – أي الضفة الشرقية – لواء الحسين بن علي ولواء اليرموك احتياط شرقي النهر، ولواء الحرس الملكي في منطقة العاصمة عمان (34).
كانت خطة طارق تعني استخدام القوات المسلحة الأردنية في الضفة الغربية على أحسن وجه، وكان يمكن تهديد القدس الغربية تهديدا جدّيا، وبحيث تقوم هذه القوات بمساندة غطاء جوي عربي بمشاغلة الإسرائيليين والحيلولة دون تقدمهم في أراضي الضفة الغربية إلى حين تدخل الأمم المتحدة ووقف القتال وبعدها يترك الأمر للسياسة.
لكن القائد المصري الفريق عبد المنعم رياض، وقد أغراه ما سمع من غير تأكيد او تثبّت، عن دخول قوات مصرية إلى النقب استعجل تحريك لواءي الدبابات الأربعين والستين  فأحدث تخلخلا في انتشار القوات الأردنية، ما أوجد فراغات استراتيجية في خطوط الدفاع الأمامية وبالتالي أمكن للقوات الإسرائيلية استغلال الثغرات واقتحام الضفة الغربية رغم أن الاقتحام كان صعبا كما قال قادة الجيش الاسرائيلي أنفسهم (35).
كان القادة الأردنيون متحمسين لتطبيق خطة طارق لكن الفريق عبد المنعم رياض لم يوافق على ذلك. لماذا؟ لعدم معرفته بتفاصيلها أولا، ولأنه صدّق البيانات المصرية ثانيا، ولم يصدق الوقائع التي بيّنها له القادة الأردنيون. لقد توقع ان محور بئر السبع – الخليل - بيت لحم جنوبي القدس هو المحور الأهم، في ضوء ما زعمت القيادة المصرية عن تقدم فرقة مدرعة مصرية في النقب. لقد كان عليه أن لا يثق بالمعلومات التي وصلته من القاهرة قبل التأكد منها، وأن يقوم بتقييم طبيعة الهجوم الإسرائيلي على كلّ الجبهات لمعرفة حجم القوات المهاجمة في الجبهة الأردنية. وكان ينبغي إعطاء الأوامر للجيش بأن لا يفعل أكثر من مشاغلة إسرائيل بنشاط محدود وفق اتفاقية الدفاع المشترك(36).
في مقابلاتي مع ضابطين كبيرين لعبا دورا رئيسيا في إدارة المعركة(37) كان واضحا لهما أن ثمة تدخلا في الاتصالات السلكية واللاسلكية والبرقية بين قادة المعارك والفصائل القتالية، ما يفسّر التشويش والتخبّط في الحصول على أو إيصال المعلومات الصحيحة والدقيقة خلال مجرى العمليات الحربية. لم يكن القادة أدركوا حقيقة أو مدى التضليل الاستخباراتي الإسرائيلي وما قيل عن محطة الكترونية إسرائيلية كانت تعترض البرقيات المتبادلة بين عمان القاهرة وتغيّرها لصالح إسرائيل، وإن كان هذا هو التصور الذي استنتجه الضباط الأردنيون المتواجدون في غرفة العمليات، وأيضا في ساحات القتال، عند صدور أمر نقل اللواء المدرع الستين إلى منطقة الخليل بحجة الإطباق على تلك المنطقة من النقب في حركة "كماشة" حين تلقى المشير عامر البرقية التي أفادت أن فرقة مدرعة مصرية احدثت اختراقا في صحراء النقب (38).
كانت معارضة الضباط الأردنيين تستند على فهم للعوامل الاستراتيجية ومتطلبات المواجهة العسكرية مع إسرائيل. كما أنهم كانوا يعرفون كلّ شبر من أرضهم  ومزاياها وصفاتها.
جرّاء هذا الخلاف تشاجر الضباط الأردنيون والمصريون من مساعدي الفريق عبدالمنعم رياض في غرفة العمليات (39) لكنهم في النهاية خضعوا لأوامر القيادة العربية الموحدة التي يمكن وصفها بانها كانت وبالا على الضفة الغربية وجلبت الكارثة.
وفي رأي المشير حابس المجالي (40) أنه لو سارت العمليات الحربية على الجبهة الأردنية وفقا للاستراتيجية الدفاعية الأردنية وبموجب الخطط العسكرية التي تمّ التدرّب عليها والاستعداد لها لربما كانت النتائج مختلفة.
أما العامل الآخر المهم الذي ساهم في ويلات الحرب فكان تقاعس سلاح الجو السوري الذي لم تتحرك منه أيّ طائرة باتجاه الجبهة، بينما كانت الطائرات الاسرائيلية تسرح وتمرح في الأجواء، بحجة أنها لم تكن جاهزة للعمليات القتالية عند بدء الحرب. كما أن أقرب قاعدة لسلاح الجو العراقي كانت تبعد ما يقارب ثمانمائة كيلومتر عن الحدود الأردنية الإسرائيلية وبالتالي لم تكن مقاتلاته قادرة على المشاركة المؤثرة في العمليات فتركت القوات الاردنية تقاتل دون غطاء جوي بعد التدمير الكامل لسلاح الجو الأردني الصغير (41).
لن ينسى الأردنيون رغم الهزيمة المرّة برقية الرئيس جمال عبد الناصر للملك حسين بعد انتهاء القتال والتي أكّد فيها على الدور البطولي للجيش العربي الأردني وتقديره البالغ لجرأة وشجاعة هذا الجيش في المعارك، مؤكدا له أن التاريخ لن ينسى المواقف البطولية للملك ولجيشه وبلده.
في الختام لا بدّ من الإشارة إلى أنه عندما تولى الأردنيون زمام الدفاع عن أرضهم بأنفسهم وفق خططهم الدفاعية كانت النتائج بالفعل مختلفة. وأكبر مثال على ذلك كان معركة الكرامة في الحادي والعشرين من آذار (مارس) 1968 (42).
في عملية الكرامة حاولت إسرائيل مواصلة العدوان واستكمال خططها باحتلال المرتفعات الشرقية لغور الأردن وتهديد العاصمة عمان على بعد نحو عشرين كيلومترا . لكن القوات الأردنية في ذلك اليوم استخدمت نموذج عملية طارق بأن تركت القوات الإسرائيلية تعبر نهر الأردن وأطبقت عليها بعملية كماشة مدفعية ومنعتها من تحقيق أهدافها، بل وأعاقت عملية سحب الإسرائيليين لخسائرهم من المعدات أو القتلى والجرحى، فكانت الخسائر الإسرائيلية فادحة على الصعيدين الاستراتيجي والميداني، فمشروع احتلال المرتفعات الشرقية للضغط على الاردن سياسيا وعسكريا أخفق وكانت الخسائر كبيرة وكانت هزيمة اسرائيلية مدوية ونصرا عربيا كبيرا ومشرفا.
الهوامش:
28 -  وثائق القوات المسلحة الأردنية التالية:
1- تقارير العمليات.
2- ملف البرقيات الميدانية.
3- أمر عمليات عسكرية رقم 1/65.
4- أمر عمليات عسكرية رقم 1/67.
5- تقرير مناقشة موضوعية لسير العمليات على الجبهة الأردنية حزيران (يونيو) 1967 مقدم من الفريق عبدالمنعم رياض قائد المركز المتقدم إلى جلالة الملك الحسين ويشار إلى هذا المرجع لاحقا "تقرير مناقشة موضوعية"،    
ويشار إلى هذه الوثائق لاحقا "وثائق القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية 1967".
29-مقابلات مع القادة العسكريين كما أعلاه.. وأيضا مع اللواء محمد أحمد سليم قائد القوات الأردنية القتالية في الجبهة الغربية (الضفة الغربية) والفريق مشهور حديثة بطل الكرامة العميد حينئذ قائد الفرقة الأولى وقائد القوات الأردنية في الجبهة الشرقية (الضفة الشرقية) في فترة حرب 1967، واللواء لاحقا رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأردنية، واللواء (العقيد حينئذ) راكان عناد الجازي قائد اللواء المدرع الأربعين.. ومن مصر الفريق محمد فوزي رئيس هيئة أركان القوات المسلحة المصرية أثناء حرب 1967 القائد العام فيما بعد.
30 -  تقرير سير العمليات الحربية (Log – Book) وأيضا تقرير "مناقشة موضوعية"، وثائق القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية 1967 كما أعلاه، وأيضا كتاب وصفي التل "كتابات في القضايا العربية" كما أعلاه.
31 -  المصدر السابق.
32 -  تقارير العمليات – وثائق القيادة العامة للقوات المسلحة كما أعلاه.
33 -  المصدر السابق، وأيضا مقابلة مع المشير حابس المجالي، طالع أيضا وصفي التل كما أعلاه ص 338.
34 -  وثائق القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أمر عمليات 1/65 و1/67 كما أعلاه، ومقابلة مع الفريق مشهور حديثة كما أعلاه.
35 -  يؤكد الجنرال موشي دايان وزير الدفاع الإسرائيلي أثناء حرب حزيران (يونيو) 1967 في كتابه "قصة حياتي" أو
(The Story of My Life ) منشورات ويليام آند مورو، نيويورك، 1976، ص137: أن خسائر القوات الإسرائلية في معركة القدس زادت عن الخسائر الإسرائيلية على بقية الجبهات العربية، وأيضا مقابلة الكاتب مع الجنرال بنيامين بن اليعازر في القدس في شهر تموز (يوليو) 2004 الذي كان شغل منصب رئيس هيئة الأركان للقوات الإسرائيلية، وكان قائد فرقة "العقدة" في حرب 1967 التي حولت بعد توجهها أولا إلى الجبهة السورية إلى جبهة القدس بعد أن تبين للقيادة الإسرائيلية أن القوات السورية لم تشارك في الحرب في الساعات الأولى من اليوم الأول 5 حزيران (يونيو) 1967، أكد فيها أن معركة القدس كانت صعبة وتسبّبت في خسائر كبيرة في القوات الإسرائيلية المهاجمة.
36– مقابلة مع المشير حابس المجالي كما أعلاه.
37 -مقابلات مع المشير الشريف زيد بن شاكر واللواء يوسف الدلابيح كما أعلاه.
38 – مقابلة مع المشير حابس المجالي كما أعلاه.
39 – طالع وصفي التل – "كتابات في القضايا العربية" كما أعلاه، ص338.
40 – مقابلة مع المشير حابس المجالي كما أعلاه.
41 – وصفي التل كما أعلاه، ص 331.
42 – مقابلات مع الفريق مشهور حديثة  كما أعلاه، وأيضا مع الرئيس الباكساتاني الراحل محمد ضياء الحق رئيس جمهورية باكستان ورئيس البعثة العسكرية الباكستانية التي استعان  بها الملك الحسين لإعادة تنظيم وتأهيل القوات المسلحة الأردنية بعد  حرب 1967، والذي تمت استشارته في خطة الدفاع المعدة لمواجهة احتمال قيام القوات الإسرائيلية بمهاجمة الأردن في الغور الأوسط حيث منطقة تجمع الفدائيين الفلسطينيين في منطقة الكرامة.

اضافة اعلان