سكان الخيام بالكرك.. رحلة متكررة لدفء الأغوار محفوفة بالمخاطر

هشال العضايلة

تهرب مئات الأسر التي تقطن خيام الخيش وبيوت الشعر من برودة الطقس شتاء في محافظة الكرك، الى دفء الأغوار الجنوبية، في رحلة لا تخلو من المخاطر والحوادث ليس أقلها تعرض خيامهم للاحتراق نتيجة اضطرارهم لإشعال النار التي يعتمدون عليها في إعداد الطعام وأحيانا لتدفئة وإنارة الخيام.

وتقطن مئات الأسر بالكرك الخيام، وقد اعتادت كل عام ترك مناطق الكرك إلى الأغوار مع أول موسم الشتاء، وهم في أغلبهم من مالكي المواشي التي يعتاشون عليها، إضافة إلى عمل بعضهم في المزارع الشتوية التي يبدأ إنتاجها مع بداية شهر كانون الأول (ديسمبر). وشهدت الأغوار الجنوبية حدوث حرائق لعدد من خيام الرحل أسفرت عن وقوع وفيات، فيما حوادث لم يسجل فيها أي وفيات أو إصابات لكنها أتت على كامل الخيمة ومحتوياتها. وشهدت الأغوار الجنوبية، الأسبوع الماضي، احتراق كامل خيمة راح ضحيتها خمسة أفراد من أسرة آسيوية تعيش بالأغوار الجنوبية وتعمل في البساتين خلال موسم الزارعة الشتوية. وقال متصرف الأغوار الجنوبية عاطف البطوش، إن منطقة الأغوار الجنوبية تشهد كل موسم شتاء قدوم أعداد كبيرة من المواطنين، وهم من الأسر المرتحلة، للسكن بالأغوار هربا من البرد والعمل في موسم الزراعة، لافتا إلى أن هناك متابعة لأحوال هؤلاء المواطنين، وخصوصا في فترة الشتاء والأمطار حرصا على حياتهم. ومن جهته، أكد مدير التنمية الاجتماعية بالأغوار الجنوبية جمعة العشوش “إن هناك أعدادا كبيرة من سكان الخيام تأتي خلال موسم الشتاء هربا من البرد إلى دفء الأغوار الجنوبية، ورعي مواشيهم في مراعي البساتين بالأغوار”، لافتا إلى أن المديرية تتابع هؤلاء السكان. وأشار إلى أن عدد الأسر التي تقدم لها المساعدة من قاطني الخيام يصل إلى حوالي 50 أسرة، لأن أغلبهم ليسوا مدرجين على قوائم المديرية بالأغوار، مؤكدا أن هناك متابعة دائمة لهم وهناك تداخل لدى مواقع ومناطق أخرى في سجلاتهم، حيث يكونون مسجلين لدى سجلات بالكرك وأحيانا في محافظات أخرى. وقال رئيس جمعية التأهيل المجتمعي بالأغوار الجنوبية فتحي الهويمل، إن أعدادا كبيرة من قاطني الخيام يعيشون ظروفا صعبة بالأغوار الجنوبية، وهم في هروبهم من البرد في مناطق الكرك خلال موسم الشتاء يواجهون ظروفا ومخاطر أخرى، من بينها حوادث الحرائق بسبب إشعال النار في خيامهم للطبخ والحصول على الضوء أحيانا. ويؤكد حمدان سويلم، أنه ارتحل من منطقة القصر شمالي الكرك إلى منطقة غور الذراع بالأغوار الجنوبية، مع أسرته المكونة من 10 أفراد، الذين اعتادوا التنقل شتاء إلى الغور وصيفا إلى الكرك هربا من البرد القارس الذي لا يمكن لخيمته أن تحميه منه، لافتا إلى أنه يقوم بنقل أسرته بواسطة مركبات خاصة لحمل كل ما يملكه، وخصوصا المواشي القليلة التي توفر الحليب لأفراد أسرته وصناعة مشتقاته. وأشار إلى أن وسيلة الطبخ والتدفئة الوحيدة بالأغوار في موسم الشتاء هي إشعال النار بالحطب، ما يجعل خيمته عرضة للاحتراق، إلا أنها الوسيلة الوحيدة المتوفرة. ويؤكد مصدر رسمي بالكرك، أن هؤلاء المواطنين من سكان خيام الخيش يقطنون بمناطق يملكها مواطنون بالمحافظة، مشيرا إلى أن عددهم غير محصور بسبب انتقالهم من مكان لآخر طوال أوقات العام وخلال مواسم الزراعة من شرقي المحافظة صيفا الى الأغوار الجنوبية شتاء. وأكد مدير التنمية الاجتماعية بالكرك نصر المعاقبة، في تصريح سابق لـ”الغد”، أنه لا توجد إحصائية رسمية بالكرك بخصوص الأعداد الفعلية لقاطني الخيام وبيوت الشعر والمرتحلين من منطقة لأخرى، لافتا الى أن هناك أعدادا منهم تنتقل مع بداية موسم الشتاء للأغوار الجنوبية، موضحا أن بعضهم يحصلون على معونات وطنية.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان