فيلم الغزو الصامت.. خطاب كراهية ضد اللاجئين السوريين

د . زايد حماد غيث

الغزو الصامت فيلم تركي قصير مدته 9.23 دقيقة يبث خطاب الكراهية والحقد ويحرض على العنف والعنصرية ضد اللاجئين السوريين في تركيا حيث قامت صحيفة تركية معروفة بإثارة روح العنصرية اتجاه اللاجئين السوريين ببث فيلم تبدأ أحداثه بتاريخ 29/4/2011 عن زوجين تركيين يعيشون في رفاهية وأمن وسلام وينتظرون مولودهم الذكر يتزامن ذلك مع بداية الأحداث في سوريا ووصول اللاجئين إلى تركيا حيث صور الفيلم مستقبل مدينة اسطنبول وقد سيطر عليها اللاجئون السوريون وأن ذلك حال دون تحقيق ابن العائلة لحلمه بأن يصبح طبيبا بل يظهر الفيلم هذا الابن مطارداً من اللاجئين السوريين الذين لهم القوة  كما أظهر الفيلم مستقبل تركيا في 3/5/2043 ولا ندري ما هو المغزى من هذا التاريخ ؟  وقد أصبحت خراباً والسوريون يسيطرون على مرافق الدولة ! ويطاردون الأتراك ! فيما تظهر الأخبار داخل الفيلم تولي أحد السوريين منصب رئيس الجمهورية حتى إن القناة الفضائية التي تبث الأخبار تحمل اسم سوريا بدل تركيا . وينتهي الفيلم برسالة من القائمين على الفيلم بالقول : شرحت وفريقي للجمهور السياسة التي أخطأت وعواقبها المحتملة بهوية وطنية في إشارة إلى احتواء وتوطين اللاجئين وتختم بالقول أنا لست عنصريا أنا وطني . السلطات التركية قامت بإلقاء القبض على صاحب الحساب الذي  نشر الفيلم وقامت باتخاذ إجراءات قانونية بحقه وذلك بسبب تشويهه للحقائق والتلاعب بالمعلومات فيما يتعلق باللاجئين طالبي اللجوء والمهاجرين غير الشرعيين.اضافة اعلان
 خطاب الكراهية من هذه الفئة بالتأكيد لا يمثل الثقافة التركية العامة ولا يمثل موقف الحكومة التركية اتجاة قضية اللاجئين السوريين ولكنه يمثل أقلية تسعى لنشر خطاب الكراهية  ضد القضايا
الإنسانية العادلة.
 من غير اللائق أن يتم الزج  بقضية اللجوء في الصراعات والخلافات السياسية من أجل مكاسب قد يظن البعض بأنها إيجابية ومن غير اللائق كذلك أن يتم وضع أشخاص مستضعفين لا حول لهم ولا قوة في صدارة الأحداث من أجل خدمة أهداف معينة لصراعات حزبية داخلية.
 يبلغ عدد سكان تركيا في آخر احصاء سكاني 86 مليونا وعدد اللاجئين 3.5 مليون أي بنسبة 04. % من عدد السكان فمن غير المعقول أن تقوم الجهة التي تتبني هذا الفيلم من أجل نشر خطاب الكراهية بتصوير الشعب التركي بهذا الوصف غير اللائق أي أن الشعب التركي سيتراجع خلال 32 عاماً القادمة  بطريقة مهولة من الناحية الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأخلاقية ويصل إلى هذا المستوى المتدني بحيث تصبح دولته خراباً . حتى الميكافيلية لا يمكن لها تبرر هذه الوسيلة من أجل تلك الغاية التي يسعى
صانعو الفيلم لإيصالها.  
 قضية اللجوء هي قضية عادلة فكل المواثيق والتشريعات تضمن لهم الحق في الحياة والكرامة وقد تتفاوت تلك المعاني من دولة الى أخرى أو من شعب إلى آخر ولكن تبقى القيم الإنسانية ثاتبة في كل المعاجم والقواميس والمعاني الإنسانية .
 بمقدار ما تقدم  من سمو وعاطفة وقيم  إنسانية في خطاباتك وتصريحاتك وتشريعاتك وقوانينك بمقدار ما تعطي انطباعا عن الهوية الإنسانية التي تؤمن بها وتسعى لتطبيقها في مختلف نواحي الحياة وينعكس ذلك في طبيعة فهم الآخرين لما تتمتع به من ثقافة وحضارة تسعى لترسيخها.
 إن قيام تلك الجهة باصدار هذا الفيلم القصير هى خطوة للخلف لمفاهيم التعايش وقبول الآخر وخطوة في الاتجاه المعاكس للثقافة المعاصرة كما أنها ربما خطوة لإثارة الصراعات الداخلية لا تسجل بطبيعة الحال إلا في قاموس الكراهية