قرارات قد ترهق دماغك وتصيبك بالندم لاحقا!

عمان- تمتلئ حياة المرء اليومية بسلسلة متواصلة من القرارات التي يقوم باتخاذها. معظم هذه القرارات يمكن وصفها بأنها عادية وروتينية، لكن باقي القرارات تحمل الكثير من الأهمية التي يمكن أن تؤثر على المرء باقي حياته، لذا عليه أن يحسن اتخاذها بالشكل الصحيح. وجدت دراسة أجرتها جامعة كولومبيا الأميركية، أن المرء بالمتوسط يتخذ حوالي 70 قرارا يوميا. هذا العدد الضخم يقود لإرهاق الدماغ. وفي دراسة حديثة أجريت في جامعة تكساس الأميركية تبين أنه حتى لو لم يتعرض الدماغ للإرهاق، فإنه يمكن، مع كثرة القرارات التي عليه اتخاذها، أن يضلل المرء، وبدلا من أن يبني قراراته على معلومات سليمة تجمعت لديه، نجد الدماغ يبني قراراته بناء على ذكريات قديمة مخزنة داخله، مما يؤدي لتشويش الذهن وعدم قدرته على اتخاذ القرار الصائب.اضافة اعلان
وبالتالي فلو افترضنا أن المرء أراد أن يشتري سيارة لكنه احتار هل يشتريها بمقاعد جلدية أم قماشية. وبما أن المقاعد الجلدية أغلى سعرا فإن المنطق أن يفكر بمسألة أنه لا يستطيع تحمل مصاريف زائدة وأنه من الأفضل شراء السيارة التي تناسب ميزانيته. لكن الذي يحدث أن ذهنه المتعب من اتخاذ القرارات يعتمد على ذاكرة المرء عن الراحة التي توفرها المقاعد الجلدية التي جربها في سيارة صديقه، مما يجعله يبني قراره على معطيات خاطئة.
كما ذكرت بداية، فإن معظم القرارات اليومية التي نتخذها تكون روتينية كأن يختار المرء ماذا يأكل أو أي طريق يسلك للذهاب لعمله. لكن في بعض الأحيان تكون القرارات مهمة ومصيرية كاختيار شريك/ة الحياة أو المفاضلة بين وظيفتين وما إلى ذلك. فيما يلي سنستعرض أهم القرارات التي تتسبب بندم أصحابها لاحقا:

  • اتخاذ القرارات بناء على آراء الآخرين: لعل أكثر ما يصيب المرء بالندم هو قيامه بوضع آراء الآخرين أولوية مقدمة على آرائه وطموحاته. فعلى سبيل المثال، هناك من يخطئ بالتضحية بأحلامه بالنجاح في مجال معين ويعتمد على والديه لاختيار المجال الذي يدرسه. دائما يجب على المرء أن يدرك أن البشر أيا كانوا لهم آراء خاصة قد تصلح لهم ولمفاهيمهم لكن ليس بالضرورة أن تصلح له. من الجيد الاستماع لنصح الوالدين أو لمن لهم خبرة ما، لكن في النهاية يجب أن يكون القرار نابعا من داخل المرء ومن قناعة تولدت لديه.
  • الإفراط في العمل: اتخاذ قرار العمل بجد واجتهاد يعد خير وسيلة لنمو المرء وتوسع مداركه وتأمين الاحتياجات والرفاهية له ولمن يحب، لكن هذا لا يجب بأي حال من الأحوال أن يكون على حساب الوقت الذي يمضيه المرء مع من يحب. اللافت في الأمر أن المرء يمضي حياته في العمل بكل طاقاته لتأمين المال الذي يسعد عائلته، بدون أن يدرك أن الوقت الذي يمضيه مع تلك العائلة يعد أثمن لهم من المال كله.