مؤشرات لتعافي السياحة العلاجية.. تسجيل دخول 90 ألف مريض إلى المملكة

محمود الطراونة

عمان- فيما يكافح قطاع السياحة العلاجية الأردني لاستعادة عافيته عقب جائحة كورونا، التي خفضت عدد مرتادي هذا النوع من العلاج إلى النصف تقريبا، بدأت تلوح مؤشرات على بدء تعافي القطاع، مع وصول عدد المرضى العرب والأجانب الذين قصدوا الأردن للعلاج منذ مطلع العام الحالي ولغاية الآن نحو 90 ألف مريض، مقارنة بحوالي 250 ألف مريض كانوا يقصدون الأردن للعلاج سنويا قبل الجائحة، وفق أرقام رسمية.اضافة اعلان
وفي هذا الصدد، أكد مدير مديرية السياحة العلاجية في وزارة الصحة الدكتور سليمان عمارين أهمية السياحة العلاجية في دعم الاقتصاد الوطني، مشيرا الى تميز الاردن بالموقع الجغرافي، والاستقرار الأمني والسياسي، ومرونة التشريعات والقوانين المتعلّقة بالقطاع الصحي.
وقال عمارين لـ"الغد"، إن عدد السياح الذين يقصدون الأردن للعلاج سنوياً يقارب 250 ألف سائح سنوياً، موضحا أن الاردن يحتلُّ مرتبة متقدمة عالمياً كوجهة للسياحة العلاجية، حيث حققّ شهرةً واسعةً ومحوراً مهمّاً بين دول العالم في مجال السياحة العلاجية، بالإضافة إلى تقديم مستوى خدمات علاجية متقدمة بأسعارٍ تنافسية.
وبين ان توفر العديد من المستشفيات الخاصة وتقيدها بالمعايير العالمية، بالإضافة إلى حصول غالبية مستشفيات الأردن الحكومية منها والخاصة على الاعتمادات المحلية والدولية. شجع المرضى العرب والأجانب على القدوم للاردن كوجهة للسياحة العلاجية.
واعتبر عمارين ان وجود قانون للمساءلة الطبية يخدم الطرفين (المرضى والجهات الطبية)، وتوفر الأجهزة الطبية والمعدات المتطورة في المستشفيات الأردنية؛ كالمختبرات المتقدمة، ومراكز الأشعة، ومراكز الطب النووي، ومراكز علاج الأورام، وغيرها، فضلا عن ارتفاع جودة الخدمات الطبية التي يتمّ تقديمها، بالإضافة إلى انخفاض أسعار العلاج مقارنة ببعض الدول، كل ذلك يشجع المرضى على القدوم للمملكة والعلاج فيها.
ولفت الى تميُّز الكوادر البشرية التي تعمل في القطاع الطبي؛ كالطب، والصيدلة، والتمريض، والهندسة الطبية، وتأهيلها لمستوى عالٍ من العلم والمعرفة والدور المهم الذي تؤديه المؤسسات الحكومية والخاصة في تنشيط السياحة العلاجية.
وحول الخطط الحكومية للترويج للسياحة العلاجية، قال عمارين: "تقوم وزارة الصحة بالترويج للسياحة العلاجية بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة، من خلال منصة (سلامتك)، والعمل جارِ لإعداد عروض علاجية (حُزَم) للمرضى بالتعاون مع المستشفيات الخاصة ونقابة الأطباء، اضافة الى تنظيم نشاطات تتعلق بالسياحة العلاجية بين القطاع الطبي الخاص في الأردن والجهات ذات العلاقة في بعض الدول المستهدفة للسياحة العلاجية، اضافة الى التركيز على تنظيم المؤتمرات الخاصة بالسياحة العلاجية.
بدوره، كشف رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي الحموري عن وصول عدد المرضى القادمين إلى المملكة لتلقي العلاج إلى قرابة 90 ألف مريض خلال النصف الأول من العام الحالي 2022.
واعتبر الحموري أن السياحة العلاجية في الأردن حققت نمواً ملحوظاً منذ بداية العام شملت مختلف التخصصات الطبية.
وحول الجنسيات التي ترتاد الاردن، قال الحموري إن الجنسية العراقية احتلت المرتبة الأولى في أعداد المرضى القادمين للعلاج في الأردن، ومن ثم الجنسية السعودية، لتحتل المرتبة الثانية، ومن بعدها الجنسية الفلسطينية في المرتبة الثالثة.
وبين أن تخصص جراحة القلب والأوعية الدموية جاءت بالمرتبة الأولى كأكثر العلاجات الطبية التي قُدمت للمرضى في الأردن، ومن ثم جراحة العظام والمفاصل.
وتحظى السياحة العلاجية بدعم جلالة الملك عبد الله الثاني، والعمل على تعزيز المكانة التي احتلها الأردن في هذا المجال، من خلال تسريع وتيرة تطوير الخدمات الصحية، وتوسعة البنى التحتية، ورفع كفاءة الموارد البشرية، بالإضافة إلى عقد شراكات بين مستشفيات وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة والجامعات لرفع قدرات الكوادر الطبية فيها، اضافة الى رفع قدرات المستشفيات، حيث يوجد في الأردن127 مستشفى عاما وخاصا، بسعة 18614 سريرا.
والسياحة العلاجية التي تلقت ضربة كبيرة خلال جائحة كورونا بدأت تتعافى، حيث انخفض عدد الزائرين للمملكة بقصد العلاج إلى حوالي 111 ألف زائر سنويا في حين كان عددهم قبل الجائحة نحو 235 ألف زائر سنويا، وفقا لاحصائيات رسمية.
ويمتلك الاردن فرصا كبيرة في السياحة العلاجية والاستشفائية، بما يتمتع به من أماكن علاج طبيعي بالمياه الحارة الغنية بالمعادن، والطقس المعتدل.