مسؤول إسرائيلي: غالبية الحكومة ترفض دولة فلسطينية

برهوم جرايسي

الناصرة - أكد نائب وزير الحرب الاسرائيلي داني دنون في تصريحات صحفية نشرت أمس الأحد، أن الغالبية الساحقة من وزراء حكومة بنيامين نتنياهو ترفض اقامة دولة فلسطينية، وأن نتنياهو يدعو الى استئناف المفاوضات لمعرفته المسبقة بأنها لن تفضي إلى شيء، وحاول نتنياهو الرد بشكل غير مباشر على هذه التصريحات، إلا أن تصريحاته لم تنقض جوهر ما قاله دنون.اضافة اعلان
وجاءت تصريحات اليمين المتطرف من حزب الليكود، داني دنون، في مقابلة مع الموقع الاخباري الاسرائيلي "تايمز اوف يسرائيل"، وقال في المقابلة، "انظروا الى الحكومة، فهي لم تجر أبدا نقاشا، تصويتا أو قرارا في موضوع حل الدولتين. إذا ما طرحت الموضوع على التصويت في الحكومة، فان أحدا لن يطرح الموضوع على التصويت. فليس من الحكمة عمل ذلك. ولكن اذا ما طرحت هذا على التصويت، فسترى بان معظم وزراء الليكود، الى جانب حزب "البيت اليهودي" سيعارضون ذلك".
وواصل دنون فقال إن نتنياهو يدعو الى استئناف المفاوضات، رغم معارضة حكومته، وهو يعرف أنها لن تفضي الى شيء، "لان اسرائيل لن تصل الى اتفاق أبدا. اليوم نحن لا نقاتل في سبيل ذلك ولكن اذا ما حصل حراك نحو تقدم حل الدولتين فانك سترى قوى داخل الحزب وفي الحكومة تصد ذلك".
ودافع دنون عن البناء الاستيطاني في القدس المحتلة، وقال ان "الاسرة الدولية يمكنها أن تقول ما تشاء، ونحن يمكننا أن نفعل ما نشاء".
ولم يكن دنون الأول الذي يكشف حقيقة نتنياهو، فقد سبقه بذلك والد نتنياهو ذاته، الذي قال قبل سنوات، إنه يعرف ابنه وحقيقة مواقف ابنه، حتى وإن تحدث عن اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح.
وادعت مصادر في مكتب نتنياهو أمس، أن أقوال دنون "لا تعكس موقف نتنياهو وموقف حكومة إسرائيل. فرئيس الوزراء معني باستئناف المفاوضات دون شروط مسبقة".
وفي كلمته لدى افتتاح جلسة حكومته الاسبوعية امس، اختار نتنياهو الكلمات التي لا توضح موقفه الحقيقي مما قاله دنون، إذ قال نتنياهو إنه سيبحث مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، "في محاولة لايجاد مخرج لاستئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، من أجل التوصل إلى تسوية. وهذه التسوية ستكون مبنية على دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بالدولية اليهودية وعلى تدابير أمنية راسخة تعتمد على جيش الدفاع. ولكي نستطيع أن نتعامل مع هذه التحديات ومع تحديات أخرى نواجهها، يجب على الحكومة أن تعمل كفريق واحد" حسب تعبير نتنياهو.
ولاحقت تصريحات دنون انتقادات محدودة في الحلبة الاسرائيلية، فقد قال النائب عمرام متسناع من حزب "الحركة" الشريك في الائتلاف، إن دنون لا يعي مكانة منصبه الجديد، وأنه ليس عضو كنيست عادي، ولهذا على رئيس الوزراء نتنياهو أن ينتفض على تصريحات نائب وزير الحرب.
وقال رئيس كتلة حزب "العمل" المعارض، يتسحاق هيرتسوغ، "على رئيس الوزراء ان يحيل دنون من منصبه فورا بسبب الضرر الجسيم الذي في تصريحاته لمساعي وزير الخارجية الاميركي لتحريك المفاوضات الجارية في الاتصالات اليومية المكثفة مع نتنياهو ومع ابو مازن. تصريحات دنون تنم عن نبرة استخفاف وتعالٍ تجاه تصريحات رئيس الوزراء في الكنيست قبل بضعة ايام فقط بشأن الحاجة الى اتفاق مع الفلسطينيين. لقد حان الوقت لان تقرر الحكومة ما هو موقفها الحقيقي في هذه المسألة الحرجة وأن توضحه للشعب في اسرائيل وللأسرة الدولية".
والى ذلك دعت رئيسة المعارضة ورئيسة حزب "العمل" شيلي يحيموفيتش نتنياهو الى التقدم في العملية التفاوضية ووعدته بشبكة أمان من جانب حزبها.
وقالت يحيموفيتش في خطاب لها في الليلة قبل الماضية، موجهة الكلام لنتنياهو، "نحن نعطيك الدعم السياسي، توجد أغلبية في الكنيست للتسوية. تقدم وانطلق بشجاعة. لديك شبكة أمان من جانبنا. في كل نبضة تتخذها نحو التسوية لن نتصرف كمعارضة وسنصوت في صالحك. واذا هددت محافل اليمين لترك الحكومة فسننظر من جديد في الانضمام الى الحكومة. سنواصل الكفاح ضدك وطرح بديل سلطوي لك لاننا نعتقد أن طريقك الاقتصادي والاجتماعي هدام، ولكن اذا ما اخترت التقدم فاننا لن نسمح باسقاطك بسبب هذا الأمر".