إربد: "المن القطني" يفتك بأعداد كبيرة من نبات الصبار

figuur-i
figuur-i

احمد التميمي

إربد – فتكت الحشرة القرمزية أو ما يعرف بـ"المن القطني" بأعداد كبيرة من نبات الصبار في محافظة إربد، مما بات يهدد بانقراض هذا النبات بالمحافظة، في ظل لجوء المزارعين إلى ازالته وحرقه لوقف انتشار المرض، لعدم وجود علاجات له في الوقت الحالي.اضافة اعلان
وحسب عدد من المزارعين فأن هذه الطفيليات قضت على أعداد كبيرة من نبات الصبار، بالرغم من استخدامهم العديد من العلاجات خلال الفترة الماضية دون أي نتيجة.
وطالب رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة الأردنية الدكتور أحمد جبر الشريدة، بتشكيل لجنة طوارئ لمعالجة المرض وخصوصا وان المرض بدا يستفحل في جميع مناطق إقليم الشمال عن طريق الهواء.
ويتخوف الشريدة من تفشي المرض بمساحات واسعة في لواء الكورة، وخصوصا ان المساحات المزروعة تتجاوز 400 دونم، لافتا إلى أن المرض بدأ بالانتشار ببعض نبات الصبار ببلدات اللواء.
وأشار إلى أن بلدة تبنة تضم أكثر من 150 دونما مزروعة بنبات الصبار، فيما المرض أتى على بعضها وبدأ ينتشر بشكل لافت، مما أصبح الصبار مهددا بالانقراض في ظل انتقاله عن طريق الهواء، مؤكدا أن نبات الصبار الذي يمتد عمره لأكثر من 80 عاما أصبح مهددا بالانقراض ما لم يتم علاجه بشكل فوري.
ودعا الشريدة، وزارة الزراعة الاستعانة بخبرات الدول المجاورة لمكافحة هذا المرض في ظل استفحاله في مناطق عديدة في إقليم الشمال.
وأشار إلى ارتفاع أسعار كيلو "اكواز الصبار" الى الضعف في السوق المحلية، حيث بات يباع سعر الكيلو بدينار بعدما كان يباع في السابق بنصف دينار نظرا لمحدودية الإنتاج.
وأكد الشريدة أن موسم الصبار يشكل مصدر دخل للعديد من الأسر الفقيرة في محافظة إربد، مؤكدا انه في حال استمر الوضع على ما هو عليه الآن، فان العديد من الأشجار مهددة بالزوال، وخصوصا وان هناك مناطق في المحافظة كانت النباتات فيها غير مصابة بالمرض وهذا العام أصيبت.
وحسب المزارع خالد جرادات، فان لوح الصبار ينزف مادة حمراء أشبه ما تكون بالدم في حال تم لمسها، وبعدها تبدأ النباتات المجاورة بالموت واحدة تلو الأخرى، بالرغم من محاولته انقاضها خلال الأشهر الماضية لكن بدون أي فائدة.
وأشار إلى انه قام بشراء العديد من المبيدات الحشرية وبأسعار مرتفعة لوقف موت نبات الصبار، لكن بدون فائدة، مما اضطره إلى إزالتها وجمعها وحرقها.
وقال المزارع محمود التميمي إنه قام بزراعة حوالي دونمين من نبات الصبار في أرضه قبل 15 عاما، مؤكدا انه كان يجني منها أموالا بعد أن يتم تضمينها إلى أحد الأشخاص، إلا أن هذا العام مختلف فالمرض فتك بكافة ألواح الصبر ولم تعد هناك أي جدوى مالية للاستمرار بزراعة الصبر.
وأشار إلى انه اضطر قبل أسبوع إلى إزالة جميع ألواح الصبر وجمعها وحرقها، بعد أن فشل في الحصول على علاج لها طيلة الأشهر الماضية.
وطالب وزارة الزراعة إرسال مهندسين لفحص الصبار لمعرفة نوعية الأدوية المضادة المطلوبة وتوفيرها، لمكافحة هذه الحشرة التي تفتك بالصبار.
وأشار إلى أن الحشرة الموجودة على ألواح الصبار صغيرة ورقيقة بيضاء تنتقل عند ساعات الصباح قبل شروق الشمس وترى بالعين المجردة.
ولفت التميمي إلى سرعة انتقال الحشرة من الشجرة المصابة إلى السليمة، الأمر الذي يتطلب من الجهات المعنية إيجاد العلاج المناسب قبل أن تقضي الحشرة على كافة نباتات الصبار في المنطقة.
وقال محمد المستريحي، انه قام بشراء مبيد حشري بأسعار مرتفعة ورش نبات الصبار به، إلا انه وبعد أسبوع عاودت الحشرة لتفتلك بالصبار من جديد، الأمر الذي يتطلب من الحكومة دعم المزارعين في عمليات الرش للقضاء على هذه الآفة.
كما طالب الحكومة بالإسراع في فحص المرض وتأمين العلاج الكامل لشجرة الصبار، وإلزام جميع مزارعي الصبار برش الأدوية، أو تكليف لجنة لفحصه ومعالجته.
وأكد أن هذا المرض حرمه من تحقيق أكثر من 5 آلاف دينار بسبب إصابة صباره بالمرض، موضحا أن جميع أشجار الصبار مهددة بالزوال ما لم يتم إيجاد علاج فوري لهذا المرض.
ولفت إلى انه كان يعتمد على موسم الصبار لتحقيق دخل لأسرته، مؤكدا أن هذا الدخل ذهب إلى الأبد بعد أن فتك المرض بجميع أشجار الصبار لديه بعد أن تم حرقها بالكامل.
يشار إلى أن هذه الحشرة تلتصق بالثمرة، وتفرز مواد سامة إلى داخل نبتة الصبار وتؤدي إلى موتها.
بدوره، قال مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية، نزار حداد، أن هذا المرض قضى على مساحات واسعة من نبات الصبار في محافظة اربد وإقليم الشمال بشكل عام، فيما كان تأثيره بسيطا بباقي محافظات المملكة.
وأشار إلى أن أفضل طريقة للعلاج في الوقت الحالي هو الإزالة والحرق، مؤكدا أن هذا النوع من الحشرات الذي يصيب ألواح الصبر يؤدي إلى إصابة قشرة ألواح الصبر بمادة حمراء.
ولفت إلى انه وبعد إزالة الشجرة بشكل كامل وحرقها لا ينصح بزراعة الصبار مره أخرى إلا بعد 3 سنوات، مؤكدا أن المركز الوطني قام بتوزيع ألواح جديدة من الصبار ذات أصناف محسنة هذا العام والعام الماضي.
وقال حداد، إن العلاجات مكلفة جدا وفي كثير من الأحيان لا تنجح ويبقى المنتج ضعيفا، مؤكدا أن أفضل طريقة في الوقت الحالي للقضاء على هذا المرض هو الحرق والإزالة.
يشار إلى ان فوائد مادة الصبار تتمثل بتزويد الجسم بالحديد والبوتاسيوم وغني بمادة البكتين التي تذوب في الأمعاء ويساعد على خفض الوزن، إضافة إن الصبار يستفاد منه في إزالة الطفيليات من الأمعاء، ويحد من الإسهالات، ويخفض ضغط الدم والسكر والدهنيات في الدم، وينصح المصابون بالسكري أن يأكلوا أوراق الصبار الخضراء (الألواح الطرية) كخضار مع (السلطة) أو شرب عصيرها أو حتى أكلها بعد غليها.
والصبار فاكهة صيفية شوكية معروفة تحتل مكانة بارزة لدى الأردنيين، نظرا لثماره الشهية، وهو نبات صحراوي يعيش في الظروف والبيئة الصحراوية.
وعادة ما يقوم المواطنون بزراعته لعدم حاجته إلى رعاية، كونه ينمو بسرعة، مشكلا مصدر رزق للعديد من المواطنين والفقراء بعد أن يتم قطفه وبيعه في الأسواق المحلية.
ويتم قطاف "اكواز" الصبار في ساعات الصباح الأولى، نظرا لخطورته وخوفا من تطاير أشواكه على عيون قاطفها، مما يؤدي إلى إصابته بحساسية مؤلمة.