الشباطات والعوران ينسجان قصص نجاح لبرنامج "تعزيز التنمية الاقتصادية"

رانيا الصرايرة

الطفيلة – بمنحة قيمتها 40 ألف دينار من برنامج تعزيز التنمية الاقتصادية المحلية، تمكن الشيف سيف الشباطات من تحقيق حلم راوده 10 أعوام لافتتاح مطبخه الإنتاجي ومطعمه الخاص في محافظة الطفيلة.اضافة اعلان
فعلى مدار نحو 30 عاما عمل الشباطات طاهيا محترفا بعدد من فنادق خمس نجوم في العاصمة، كما عمل "شيفا" في نزلي محمية ضانا وفنان التابعين للجمعية الملكية لحماية الطبيعة إلى أن بلغ سن التقاعد مؤخرا.
يقول الشباطات "منذ العام 2006 وأنا اسعى لتنفيذ مشروعي الخاص بتأسيس مطبخ انتاجي في محافظتي الطفيلة، لكن عدم وجود تمويل كافٍ لمشروع كبير من هذا النوع كان يدفع بي لتأجيل المشروع".
ويضيف، "نهاية العام الماضي اعلنت المحافظة عن تقديم منح للمشاريع الانتاجية في مجالي السياحة والمنتجات الغذائية، فتقدمت بطلب وشاركت في الدورات التدريبية، وحالفني الحظ بأني كنت واحدا ممن استفادوا من المنح، وباشرت العمل بتأسيس مشروعي الذي أطلقت عليه اسم زاد البيت الريفي".
في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أعلن برنامج تعزيز التنمية الاقتصادية المحلية الذي تشرف عليه وزارة الداخلية ويموله الاتحاد الأوروبي عن حصول 12 مشروعا رياديا بمحافظة الطفيلة على منح بقيمة اجمالية بلغت 398 الف دينار، تأمل المحافظة في أن تسهم هذه المشاريع في تحريك عجلة الاقتصاد فيها وتشغيل أكبر عدد ممكن من الأيدي العاملة المحلية.
ويبين الشباطات انه "تقدم للمشروع بالشراكة مع صديقيه محمد داودية والذي عمل كمحاسب لفترة طويلة ومحمد القوابعة والذي يحمل درجة الدكتوراة في ادارة الأعمال والتسويق، حيث يرى في توليفة الشركاء أنها ستتيح فرصا أكبر لنجاح مشروع يقوم عليه ثلاثة مختصين في مجالات الطهي والتسويق والمحاسبة.
ويوضح "قبل البدء بالمشروع قمت بمسح المنطقة وتحديد احتياجاتها، واقع الحال أن نسبة كبيرة من المطاعم في الطفيلة تغلق أبوابها بعد فترة قصيرة من الافتتاح لعاملين؛ اولهما أن غالبية الطهاة في تلك المطاعم من خارج المنطقة، أما العامل الثاني فيتعلق بالتسويق للمطاعم وخدمات الولائم".
ويضيف، "في هذا المشروع الذي اخترت اقامته في منطقة وادي زيد فإن جميع الطهاة من السكان المحليين، والتصور المبدئي أن يسهم المشروع في توظيف 7 أشخاص في المرحلة الأولى وزيادة العدد لاحقا".
ويتابع "المشروع لا يقتصر فقط على توفير وجبات الطعام داخل المطعم، إنما أيضا انتاج المصنوعات الغذائية كالمخللات والزيتون وسلطات الزيتون، وتوفير خدمات اقامة الولائم في المناسبات، والضيافة في المؤتمرات الى جانب تقديم وجبات الطعام والساندويشات في المدارس"، مضيفا الى ما سبق "أسعى الى تعزيز ثقافة الغذاء الصحي، فكافة الوجبات تحديدا تلك المخصصة لطلبة المدارس ستكون صحية وفقا للهرم الغذائي".
في جانب آخر من مدينة الطفيلة، وتحديدا في منطقة القصر، وفي قصة أخرى من قصص منح تعزيز الإنتاجية، يشرف مصطفى العوران على لمسات الديكور النهائية لمشروعه المتمثل في إقامة أول معمل لتعبئة زيت الزيتون في المحافظة.
لدى العوران مزرعة نموذجية للزيتون تقع على مساحة 30 دونما وتحوي 700 شجرة، ولفترة طويلة كان يفكر العوران في ايجاد آلية لتوفير زيت الزيتون في عبوات زجاجية بدلا من عبوات "التنك" الحديدية المعمول بها حاليا كوسيلة لتعبئة زيت الزيتون.
يقول العوران، "من ناحية صحية فإن تعبئة زيت الزيتون بالزجاج أفضل بكثير، أما الجانب الآخر  فيكمن في ميزة توفير عبوات صغيرة لزيت الزيتون تتناسب مع  صعوبة الوضع الاقتصادي للعائلات وتراجع القدرة على شراء زيت الزيتون في موسمه بالتنكات والتي يبلغ سعر الواحدة منها 80 دينارا تقريبا".
ويشير، "تقدمت بالمشروع وتمت الموافقة عليه كونه الأول من نوعه في المنطقة كما أنه مطلب شعبي في ظل ضعف القدرة الشرائية".
من ناحيته، يوضح محافظ الطفيلة الدكتور حاكم المحاميد أنه "تم الاعلان عن منح برنامج تعزيز التنمية المحلية في مرحلته الاولى في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 وتم عقد اجتماع في مؤسسة إعمار الطفيلة للاعلان عن المرحلة الاولى والتعريف بها وحضره 350 من مقدمي الطلبات.
ويلفت المحاميد الى ان حاضنة الاعمال وفرت دورات تدريبية، كما وفرت المساعدة في شرح آلية تقديم طلبات الاستفادة من المنح والمساعدة في النشر عن اعلانات التوظيف وغيرها من خدمات المساندة للمشاريع".
ويضيف، "عدد المشاريع مستوفية الشروط التي تقدمت للمنح المقدمة من البرنامج بمرحلته الأولى بلغ 397 مشروعا تم اختيار 12 منها وهي التي تحمل مقومات النجاح والاستمرارية".
ويبين، من تلك المشاريع "4 تديرها نساء بصفتهن الفردية وآخر تديره جمعية نسوية "جمعية جرف الدراويش، وتتوزع تلك المشاريع بواقع 8 في مجال التصنيع الغذائي و4 في مجال السياحة".
ويأمل المحاميد في أن يسهم البرنامج في توفير 150 فرصة عمل، خصوصا وان نسبة البطالة في المحافظة تعد الأعلى في الأردن بنسبة 15.4 % فيما تبلغ نسبة الفقر 17.2%.
ويبين "الأمر اللافت أنه بعد الاعلان عن المشاريع المستفيدة من المنح اصبح هناك دافعية اكبر لدى سكان المحافظة للانطلاق بمشاريعهم الانتاجية الخاصة، وهذا بحد ذاته تحول ايجابي ونأمل ان يساهم بإنعاش الوضع الاقتصادي للمحافظة".
لكن ذلك ليس نهاية البرنامج كما يقول المحاميد الذي اكد أنه بدئ مؤخر بـ "استقبال طلبات المرحلة الثانية وخصصت للجمعيات وتقدمت 22 مؤسسة مجتمع مدني وجمعية خضعت للتدريب في حاضنة الاعمال ونحن الآن في مرحلة تقييم الطلبات".
يشار إلى أن هذه المنح تأتي ضمن المرحلة الاولى لبرنامج تعزيز التنمية الاقتصادية المحلية (بليدج)، الذي اطلق يوم الخميس الماضي، وقيمته 5 ملايين يورو، والممول من قبل الاتحاد الأوروبي، والذي يهدف إلى تحقيق التنمية الاقتصادية من خلال دعم المشاريع التي تديرها منظمات المجتمع المدني أو الأفراد بما يضمن تحقيق تنمية شاملة في المناطق المستهدفة.