المكتبة الوطنية تحتفي بديوان "دوائر حيرى" للجداية

متحدثون في ندوة المكتبة الوطنية أول من أمس - (الغد)
متحدثون في ندوة المكتبة الوطنية أول من أمس - (الغد)

عمان-الغد- ضمن نشاط كتاب الاسبوع الذي تقيمه دائرة المكتبة الوطنية مساء كل يوم أحد، استضافت الدائرة الشاعر د. عبد الرحيم جداية للحديث عن ديوانه "دوائر حيرى"، قدم قراءة نقدية للديوان كل من نضال القاسم والشاعر حسن البوريني وادار الحوار محمد خضير.اضافة اعلان
رأى نضال القاسم أن الديوان يضم بين دفتيه ستاً وستين قصيدة كتبت على الشكل العامودي تنم في مجملها عن صبوة هذا الشاعر العاشق المتمسك بمباهج الحياة والمتمرد على حالة الرتابة التي تفرضها القيود الاجتماعية ويمكن القول ان قصائد الديوان تنقسم الى الابواب الآتية "القصائد الدينية، الوطنية، الطبيعة، الاجتماعية، العروبة، ووجدانيات".
واضاف القاسم ان الجداية لم ينوع كعادته في اشكال القصائد ما بين عامودية في بحورها الخليلية وقصائد تفعيلة، فقد اعتمد على بناء واحد للديوان من خلال محافظته على البناء الاصيل للشعر العربي الكلاسيكي وانما نوع في فضاء النص الكتابي، مشيرا إلى عناوين قصائد المجموعة التي تحمل اشارات واسعة ودالة على ما تشكله المعرفة والثقافة لدى الشاعر من طقوس تتبنى وجه الكتابة الشعرية ومآل دورانها في الحياة.
ورأى القاسم أن المجموعة الشعرية تشكل مرحلة جديدة بالغة الأهمية في تجربة جداية الشعرية فهي تتميز ببراعة الاستهلال التي تجمع نواصي معنى القصيدة من أول بيت فيها، ويمكن لقارئ ان يلمح ان عناصر القصيدة كلها جعلت الفعل الشعري يعتمد فيها هيئته التلفيظية على اساس خلق توتر بين بنايات دلالية وايقاعية، كما يشعر المتلقي لقصائد بالحضور المتألق للذات وتدفق المشاعر والاحاسيس للالتماس ما هو حيوي وبتلقائية الشعر، فالشاعر قادر على استعمال تراكيب جديدة ليستوطنها في قصائدة، والجري وراء اشتقاقات لغوية ولهى بقيمة الحب، وبعث مفردات خافية او مركونة على رفوف الذاكرة المنسية لها ثقلها الدلالي.
واوضح القاسم أن الشاعر يمسك جيداً بأدواته ومواده البلاغية والنحوية ولا يسمح بجمله بالمرور الى الورقة دون رقابته الفنية الصارمة، وأن مجموعة الشاعر تثير لدى المتلقي اسئلة لا حصر لها وبهذا فأن ديوانه محطة جديدة من مسار القصيدة الأردنية اليوم في اسئلتها وصيغها الادبية والجمالية وفي رؤاها فهو جزء من سيرة تشكل هذه القصيدة اليوم بخصوصيتها الشعرية التي تعمق من افق ورهانات الشعر الأردني المعاصر، ويمتاز الديوان بإشراقاته الشعرية المتوهجة وبراعة تشكيله الفني.واشار القاسم الى ان المستوى التقني عند الجداية يعيد الاعتبار الى العناصر الأكثر فنية في القصيدة. وبالنسبة للمستوى الرؤيوي ترصد القصيدة هذا الارتحال القلق في الفضاءين الزماني والمكاني، فالديوان جديد في بنيته عن الدواوين التي صدرت للشاعر فهو يقيم ديوانه على اركان وتشكيلات بنائية تم انتقاؤها بعناية.
ولفت إلى ان الجديد في هذه المجموعة هو الموضوعات المتجددة نوعياً في العديد من القصائد اضافة الى ان النص عند الشاعر يتميز بالرؤية واشار أن اغلب قصائد الديوان تحمل بين جوانحها لغة شاعرية ولهى بقيمة الحب ودلالات ايحائية مرتبطة بالأحاسيس والمشاعر المختزنة في ذات الشاعر.
في سياق اخر رأى الشاعر حسن البوريني أن الجداية ارسى سفائن بوحه على مسطحات شفيفه تتبدى من خلالها كل الشعب المرجانية التي كمنت وتكمن في مضارب العمق العميق وبوضوح صارخ ، فقد منح اللفظ بالنص هويتها التي لا تدخلها في عوالم الغرابة والغربة، وهو شاعر مجبولة روحه بالهدأه ومسكونة جوانجة بالدعة والسكينة حتى فاض بحر ذاته على سواحل منتجة الادبي حاملا موجة الخير الوفير وهو الرسام بالكلمات والرسام بالريشة كما هو الرسام بماء الروح التي تضفي على الجمال جمالاً، فهو الشاعر والناقد والراصد الفذ بكل ما يدور في مدارات الادب والثقافة.
تلا ذلك قرأ جداية بعض من قصائده، منها قصيدة بعنوان "جياد الحروف" يقول فيها: "على عيني تلوح لك المرايا/ وتحني رأسها عند اللقاء/ كسنبلة بارض الله مالت/ وسنبلة تحن الى الفداء/ امد يدي واقطفها اشتهاء/ فكم نضجت بلقب الاشتهاء".
وقرأ قصيدة اخرى بعنوان "قلبي فيك مفقود"، تقول القصيدة: "سهام عينيك نار ام بواريد/ وفي جبينك لحن ام اغاريد/ امنت عينيك في خوفي ازورهما/ كم تلفت قلبي حيثما السود/ انا ربيب الهوى والوجه اسكرني/ في المقلتين صفاء منك معقود".