الملك: وحدة الأردنيين مصدر قوتنا (صور)

جلالته يلتقي شيوخ ووجهاء وأبناء البادية الشمالية
جلالته يلتقي شيوخ ووجهاء وأبناء البادية الشمالية

اضافة اعلان

البادية الشمالية - أكد جلالة الملك عبدالله الثاني "أن من الواجب علينا كدولة دعم العشائر في شرقي سورية وغربي العراق"، مبينا أن العالم يدرك أهمية دور الأردن في حل المشاكل بسورية والعراق، وضمان استقرار وأمن المنطقة.
كما أكد جلالته أن وحدة الأردنيين وترابطهم كأسرة واحدة "هو مصدر قوتنا وافتخارنا واعتزازنا"، معرباً عن ثقته بالقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية.
وقال جلالته، خلال لقائه الأحد شيوخ ووجهاء وأبناء البادية الشمالية: "أنتم أهلي وربعي وأنتم قريبون من القلب وجزء أصيل من الأسرة الأردنية، وأنا فخور أن أكون بينكم".
وأضاف جلالته، خلال اللقاء الذي يأتي ضمن سلسلة لقاءات تواصلية مع مختلف أبناء وبنات الوطن، "أعرف أن هناك تحديات كثيرة بالنسبة للوضع الاقتصادي، وأطمئنكم أن الوضع سيكون أفضل في المستقبل".
وتابع: "أنتم قريبون من الحدود وتشعرون بمشاكل اللاجئين وما يجري في سورية والعراق أكثر من باقي مناطق المملكة. ما يهمنا هو التعامل مع تحدي الفقر والبطالة، خصوصا في مناطق شمالي وشرقي المملكة التي استقبلت العدد الأكبر من اللاجئين منذ بدء الأزمة السورية".
وقال جلالة الملك: "أنا حريص على تواصلي معكم والاستماع منكم حول مختلف القضايا، ولكل ما فيه مصلحة الأردن ومستقبل أبنائه وبناته الأعزاء".
وأكد أن "الأردن يدرك حجم التحديات التي يواجهها سياسيا وأمنيا وعسكريا، نتيجة التطورات التي تشهدها سورية والعراق، لكننا مطمئنون ونضع في أولوياتنا مواجهة التحديات الاقتصادية".
وزاد "نتحدث مع الحكومة حول كيفية تحسين الوضع الاقتصادي للمواطنين، وهناك برنامج لعشر سنوات، واستثمارات مقبلة، وهذا جزء من الاستراتيجية التي نفكر بها بالنسبة لبلدنا".
وذكر جلالته أن الخطة العشرية للحكومة تتضمن مشروعات استثمارية "سنعمل على أن تكون حصة مناطق شمالي المملكة منها أكبر، لتتمكن من مواجهة مشكلة اللاجئين، وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات المستضيفة لهم، خصوصا البادية الشمالية".
وشدد على توظيف الموارد والإمكانات المتاحة لتنفيذ مختلف المشاريع، وبما يحقق الحياة الفضلى التي يتطلع إليها الأردنيون والأردنيات في مختلف مناطق المملكة.
كما أكد جلالة الملك، خلال استعراضه للظروف والأوضاع السائدة في المنطقة، أن من الواجب علينا كدولة دعم العشائر في شرقي سورية وغربي العراق، مبينا أن العالم يدرك أهمية دور الأردن في حل المشاكل بسورية والعراق وضمان استقرار وأمن المنطقة.
وأعرب عن ثقته بالقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، قائلا "عندي كل الثقة بالنسبة للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية في حماية حدودنا، وأنا مرتاح جدا وكلي ثقة بهم".
وفي مداخلات لجلالة الملك، خلال استماعه لملاحظات ومطالب المتحدثين، أكد أن على جميع الأطراف المعنية متابعتها والتعامل معها بكل جدية، وبما يؤدي إلى حلول جذرية، وفقا للإمكانات المتاحة، لتحسين المستوى الخدماتي والمعيشي لأبناء وبنات البادية الشمالية.
بدورهم، أكد الحضور اعتزازهم بالقيادة الهاشمية والتفافهم حولها، ووقوفهم خلفها في صون مكتسبات ومنجزات الوطن والحفاظ على مصالحه العليا.
ورحبوا بالزيارة الملكية إلى مضاربهم، والتي تؤكد نهج التواصل الذي حرص عليه جلالة الملك مع أبناء وبنات شعبه في مختلف مناطقهم، منذ تسلمه سلطاته الدستورية.
وعرضوا جملة من المطالب التي تحتاج إليها منطقة البادية الشمالية في مقدمتها إنشاء مشروعات تنموية وصناعية ومراكز للتدريب المهني ومنطقة صناعية، ومعالجة مشكلات البلديات وحل مشكلتي المياه والكهرباء في بعض مناطقها.
كما عرضوا جملة من المطالب المتصلة بقطاعي الشباب والرياضة، من بينها إنشاء أندية ومراكز شبابية، إضافة إلى إنشاء مدارس جديدة ورياض أطفال وحل مشكلة الطريق الصحراوي الذي يربط المملكة بالعراق.
ورحب النائب سعد هايل السرور، باسم أبناء البادية الشمالية، بجلالة الملك، قائلا "إن الزيارات الملكية لمختلف مناطق المملكة، والتي يحرص جلالته على القيام بها، تأتي بهدف رعاية مصالح المواطنين وخدمة الوطن، مثلما أنها تأتي والمملكة تحتفل بأعيادها الوطنية وهي أيام مجد وتاريخ تحمل الفخر بالماضي والثقة بالحاضر والتفاؤل بالمستقبل الذي يتراكم فيه الإنجاز وتتقدم فيه المملكة.
وأضاف "نعاهدكم ونحن نقف على هذه الثغور أن نكون فداء للوطن وللملك والعرش، وأن نبقى جيشا خلف الجيش، وأمنا خلف المؤسسات الأمنية، في وجه كل من تسول له نفسه المساس بأمن هذا الوطن، وأن قوى الشر لن تجد لها سبيلا بين أبنائنا الذين نذروا وينذرون أنفسهم من أجل حماية وصون استقلال الوطن والدفاع عن منجزاته".
وأكد السرور أن قوة الأردن، وكما هي قوة لأبناء الوطن جمعيا، هي قوة للأمة العربية والإسلامية.
بدوره، أكد العين نايف القاضي أن أبناء البادية الشمالية يقفون مع جلالة الملك في كل الظروف والأحوال، فهم مع جلالته في الدفاع عن ثرى الأردن وكرامة الأمتين العربية والإسلامية، وفي مسيرة الإصلاح الشامل وفي تحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، ومساعيه للتوصل إلى حلول سياسية توافقية في مختلف قضايا المنطقة.
وقال إنه وفي هذا المكان وصل إلينا مئات الألاف من اللاجئين الفارين بأرواحهم وأجسادهم بعيدا عن آلات القتل التي حصدت الأبرياء وتجنبت خوارج العصر الذي استهدفوا هذه الإمة ديانة وحضارة وتاريخا، وأصبحنا نرى وعلى مد النظر موجات الحاقدين على تاريخنا وحضارتنا التي قامت ونشطت على هذه الأرض وساهمت في بناء صروح الحضارة الإنسانية والتفاعل مع شعوب وأمم العالم دون تمييز أو تفريق، وهم يمعنون في جرائم الذبح والقتل والحرق لكل ما يصادفهم من بشر وحجر.
من جانبه، قال الشيخ ضيف الله الكعيبر إن أبناء البادية ومعهم كل شرفاء الأمة يقدرون عاليا جهودكم المباركة وأنتم تجوبون العالم من أجل الوطن وتستقبلون قيادات الدول وزعمائها في الأردن من أجل رفعة وتنمية المملكة ومكانتها الدولية.
ودعا إلى دعم القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، مؤكدا أن أمن الوطن وصون استقراره هو أولوية قصوى. كما دعا إلى فتح أبواب التجنيد لأبناء البادية.
وأشار الكعيبر إلى ضرورة معالجة الاختلالات التي طالت القضاء العشائري، قائلا "إن الأعراف والعادات العشائرية هي رديف للقضاء، لكن بعض هذه العادات ابتعدت عن مسارها ما يتطلب عقد لقاء للقضاء العشائري وبحث تلك الجوانب التي باتت تؤثر على المجتمع".
من جهته، القى النائب حابس ركاد الشبيب، كلمة قال فيها "نقف خلف قيادتكم الفذة بكل حزم وقوة ونحن أبناء البادية الشمالية سنبقى عند حسن ظنك بنا، جندك الأوفياء، نؤيد توجهاتك وخطواتك في مختلف الظروف والأوقات، ورغم قلة الإمكانات والموارد إلا أن لدينا قيادة لها وزنها على المستويين الإقليمي والدولي ونفاخر بها الدنيا بأكملها".
وعرض مجموعة من المطالب التي يحتاجها أبناء البادية الشمالية في مختلف القطاعات، خصوصا في المناطق النائية منها، وبمقدمتها تعزيز البنية التحتية في مجالي المياه والكهرباء، وحل الخلافات المتعلقة بموضوع تفويض أراضي خزينة الدولة، وشمولها بالتنظيم، والمشاكل التي يواجهها قطاع الزراعة.
بدوره، عرض الشيخ سلامة صالح الخشمان المعيقات التي تواجه المزارعين في المنطقة ومن أبزرها مشكلة المياه والآبار الجوفية، التي تعد المصدر الوحيد للمياه للمزارعين في المنطقة.
في حين أشار هزاع مسند العيسى إلى دور وجهود جلالة الملك في رفعة الوطن والنهوض به قدماً، تعزيزاً لقوة الأردن ومنعته ليكون الوطن الأنموذج الذي روت ترابه دماء الشهداء وتضحياتهم.
وقال "لن يكون أبناء البادية رهينة لما يشاع، بل سيبقون كما كان أجدادهم على المدى معكم على العهد باقون وعلى الوطن محافظون".
فيما أشار العين السابق كليب سعود الفواز إلى ضرورة معالجة منظومة التعليم في البادية، ومواجهة مشاكل تدني مستوى التحصيل في مدارسها، وضرورة البدء بتنمية المناطق الحدودية، وإنشاء مشاريع مدرة للدخل للمواطنين.
بينما دعا النائب السابق صوان طلب الشرفات إلى تشكيل فريق عمل لمتابعة قضايا ومشاكل أبناء البادية الشمالية، خصوصاً في مجال تنمية الشباب وتأهيلهم في مواجهة محدودية فرص العمل وتحصينهم فكرياً وثقافياً ضد كل ما من شأنه التغرير بهم.
في حين لفت سعود هاشم الزيادي إلى أن الأردنيين يحملون في قلوبهم الأردن أولاً ويرفعون رؤوسهم بقيادتهم، وكما أنهم أهل كرامة هم أيضاً لا يعرفون الخوف ولا يترددون في حماية وطنهم.
وتحدث الدكتور موسى أحمد الطوال عن بعض المشاكل التنموية، وقلة الفرص التي تواجه أبناء البادية، لا سيما في قطاع التعليم، مشيراً إلى دراسات متخصصة أجريت حول واقع البادية، يمكن أن تشكل للجهات المعنية منطلقاً لاتخاذ الخطوات الصحيحة باتجاه التخفيف من هذه التحديات.
إلى ذلك، لفت سلطان هايل الدحيم إلى أن البادية الشمالية تواجهه، تحديات في الفقر والبطالة، ما يتطلب البدء بإنشاء مشاريع تحد مما يواجهها من أعباء معيشية.
وقال العميد المتقاعد محمد عويد البري إن أبناء الأردن يستذكرون الاستقلال الذي سطرتم فيه أروع معاني البناء وأصبح الأردن بفضل قيادته الهاشمية يشهد تطورات نوعية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبناء المؤسسات وتعزيز وصون حقوق الإنسان.
وتطرق رئيس بلدية أم الجمال حسن فهد المساعيد إلى الآثار السلبية التي خلفها مخيم الزعتري على المنطقة والقرى المجاورة له، مشيراً إلى ضرورة تنمية وتطوير الموقع الأثري في أم الجمال وإنشاء مركز للشابات والشباب في المنطقة.
ورحب عميش السميران بزيارة جلالة الملك إلى منطقة البادية الشمالية، مؤكدا على عدد من المطالب التي عرضها بعض المتحدثين في القطاعات التنموية والشبابية.
واستعرض رئيس بلدية حوشا محمد بني خالد عددا من المشكلات والتحديات التي تواجه قطاع البلديات والتي تحول دون قيامها بدورها في تقديم الخدمات الفضلى للمواطنين.
وأشار اللواء المتقاعد محمد زامل الفحيلي إلى أهمية دعم القوات المسلحة الأردنية والتي وصلت إلى مستوى متقدم من الاحتراف بفضل القيادة الهاشمية، مؤكدا دعم أبناء البادية للجهود المبذولة في مكافحة الإرهاب والتطرف.
وتحدث حسين الغيث، رئيس تجمع شباب البادية، عن التحديات التي تواجه الشباب وبعض احتياجاتهم لتحقيق التنمية المنشودة ومن بينها إنشاء منطقة صناعية، ودعم الأندية، وإنشاء ملاعب واستحداث مديريات لمختلف الوزارات.
وأشار الدكتور عودة المسحان المساعيد إلى أهمية إيجاد سلطة لتنمية البادية الشمالية يتم إدارتها من قبل أبنائها لتحقيق التنمية المستدامة، وطرح مشروعات نوعية تحقق التنمية التي يسعى لها أبناء البادية.
وقال رئيس بلدية دير الكهف زايد سميران إن هناك حاجة لمعالجة البنية التحتية في مناطق البادية خصوصا الطريق الدولي الذي يربط المملكة بالعراق، وإنشاء مصانع مشتركة بين البلديات، وتوفير فرص عمل لحملة الشهادات العليا.
ودعا رئيس بلدية الخالدية عايد بني خالد إلى إنشاء مركز للتدريب المهني لمعالجة تحديات الفقر والبطالة ودعم البلديات لتمكينها من تقديم خدمات أفضل للمواطنين.
بدوره، قال محمد بخيت المعرعر إن النهوض بمناطق البادية يتطلب تحسين نوعية التعليم والتوسع في البعثات الخارجية، مشيرا إلى حاجة منطقة البادية الشمالية إلى مديريات أشغال وصحة وغيرها من المؤسسات التي تعنى بالتنمية والتطوير والتحديث، وتلبي حاجات المواطنين المباشرة.
وألقى محمد الشرفات، رئيس بلدية بني هاشم، قصيدة أشار فيها إلى جهود جلالة الملك في تعزيز البناء وشحذ الهمم ودعوته لرفع الرؤوس فخرا بهذا الوطن الذي قدم أروع صور البطولة والتضحية رغم شح الموارد.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشار جلالة الملك للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة، ومدير مكتب جلالة الملك، ووزير الداخلية، ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر، ورئيسة مجلس أمناء الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي، ومدير الأمن العام، ومحافظ المفرق، وعدد من المسؤولين. -(بترا)