بؤس المعارضة السورية!

لطالما سعت ما تسمى المعارضة السورية إلى تقديم نفسها على أنها تدافع عن الشعب السوري في وجه النظام المستبد، وطورت أدواتها في التحامل على وطنها، وحولت الصراع الدائر على سورية من صراع غربي تقوده المنظومة الإمبريالية وأدواتها من الرجعية العربية، إلى صراع طائفي!اضافة اعلان
وقد حشدت كل أدواتها لتمرير هذا المشروع الطائفي من أجل تحقيق أهدافها المرتبطة عضويا بالمشروع الغربي. ولكن بدا أن هذا السلوك الطائفي الذي أسست له المعارضة، وعبر أدواتها من فتوى أناس أصبح من الضرورة مراجعة قدراتهم العقلية، وخطباء مساجد وإعلام، لم يحقق النتائج المرجوة.
فقد حزنت المعارضة كل الحزن عندما تراجع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن ضربته التي كان ينتظرها بفارغ الصبر من يريدون تحرير سورية من الطاغية عبر الصاروخ والدبابة الغربية، وطبعا المال العربي الذي يتدفق بسخاء لتحقيق حلم الثورة المصنوع في مختبرات الإدارة السياسية والاستخبارية الغربية والعربية!
لذلك، نشط المعارضون وحلفاؤهم، وكل القوى المؤيدة لمشروع الثورة، لمناشدة فرنسا وأميركا للتعجيل بالضربة، بعد أن استوعب الإنجليز الدرس ورفعوا أيدهم عن المحرقة المقبلة، والتي لم يطل المعارضين في الخارج منها شيء، بل على العكس هم المنعمون، والذين يتنقلون في الطائرات على العواصم العربية والغربية، وينامون قريري الأعين في فنادق الخمس نجوم، ويركبون السيارات الفارهة، والحرس يحيطون بهم في المؤتمرات التي تعقد في هذا البلد أو ذاك.
المعارضة التي تحارب الجيش السوري كل يوم تزداد تفتتا وتشرذما. ومن بوادر بؤسها المبكرة أنها عجزت عن توحيد صفوفها، وأخذت تتبادل الاتهامات. ووصل الأمر إلى الاحتراب فيما بينها، واجتاحتها موجة من الاغتيالات على يد من يريدون تحرير سورية من يد الطاغية!
فكان لابد للممولين لهذه الحرب بالوكالة من مراجعة حساباتهم، والتصرف بسرعة لتدارك الموقف بعد أن فشل الرهان على قدرة هذه المعارضات على تحقيق النصر، رغم تدفق آلاف المقاتلين من شتى أنحاء العالم لتحرير دمشق المحتلة. فسارعت الولايات المتحدة والرجعية العربية إلى التدخل عسكريا، لا لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، بل لتحسين شروط التفاوض فيما بعد؛ وهذا ما تذكره التحليلات الغربية والعربية.
مشهد رئيس الائتلاف الوطني السوري، أحمد الجربا، وهو يقف متراجعا خطوة إلى الوراء بجانب الرئيس الفرنسي، وهو الذي يؤجج الحرب على سورية، ويستجدي ضربها، يؤكد حقيقة حجم هذه المعارضة، وكيف ينظر الغرب إليها؛ إذ لم تعد ورقة التوت تخفي عورتها، ولم يعد هنالك أي خجل من أن تكشف الأوراق كاملة ويصبح اللعب على المكشوف، بعد أن فشلت "التقية" التي أجادت استخدامها المعارضات ومن يلف لفها، في إقناع الكثيرين بحجم المؤامرة التي تحاك ضد الأمة وسورية. فلا ضير بعد أن كشف المستور أن تصبح فرنسا والولايات المتحدة الأميركية "وإسرائيل"، هي المحرر لسورية. وهذا ما لهجت به أصوات بعضهم على شاشات العدو الصهيوني!