جرش: تعثر مشروع المدينة الصناعية يخيب آمال السكان بفرص عمل

Untitled-1
Untitled-1

صابرين الطعيمات

جرش- يحول عدم توفر المخصصات المالية دون الاستمرار في مشروع المدينة الصناعية في جرش، ما خيب آمال المواطنين في توفير آلاف فرص العمل لأبنائهم، لاسيما وأن المشروع متوقف منذ أشهر، فيما شكلت رئاسة الوزراء لجنة فنية لدراسة أسباب تعثر المشروع.اضافة اعلان
وهو ما يؤكده رئيس بلدية جرش الكبرى الدكتور علي قوقزه بأن تعثر مشروع المدينة الصناعية يعود لأسباب مالية، لاسيما وأن مخصصات المشروع كانت 15 مليون دينار كاملة، استهلكتها فقط ثمن الأرض والبنية التحتية، مشيرا الى أن المدينة الصناعية الآن بحاجة إلى 21 مليون دينار لإنجازها.
وأكد قوقزة أن المشروع في المناطق التابعة لبلدية جرش الكبرى، وكان من المفترض أن يوفر الآلاف من فرص العمل لأبناء محافظة جرش، مشيرا الى أن البلدية طرحت مشاريع بديلة عدة ومواقع جاهزة وبتكلفة أقل لغاية تنفيذ المشروع وإيقاف تعثره.
وأكد مواطنون أنهم كانوا ينتظرون المشروع بفارغ الصبر لإحياء منطقة الكفير والمناطق المجاورة لها وتحريك عجلة الاقتصاد في المحافظة وتوفير آلاف فرص العمل، والتخفيف من حدة مشكلتي الفقر والبطالة في المحافظة.
وقال الشاب ثائر الدلابيح "إن العديد من المشاريع الاستثمارية تفشل بشكل متواصل في جرش، وأهمها مشروع المدينة الصناعية ومشروع مجمع القيروان ومشروع السوق الشعبي، فضلا عن ضعف العمل في المشاريع السياحية والقطاع السياحي، على الرغم من أن محافظة جرش تعد أكبر ثاني مدينة سياحية في المملكة".
وقال الدلابيح، وهو خريج تخصص إدارة أعمال من إحدى الجامعات الحكومية وعاطل عن العمل منذ خمس سنوات "إن سبب فشل المشاريع هو سوء التخطيط والتنظيم والواسطة والمحسوبية، وضعف الموارد والإهمال بقطاع الشباب الذين يشكلون نسبة كبيرة في المحافظة".
ويقول رئيس مجلس محلي الكفير فراس الدلابيح "إن أهالي محافظة جرش ينتظرون بفارغ الصبر مشروع المدينة الصناعية التي تم الموافقة على إقامتها في جرش بمكرمة ملكية سامية قبل نحو 5 سنوات، ومن المتوقع أن توفر أكثر من 4000 فرصة عمل لأبناء جرش".
ويعتقد الدلابيح أن وجود المدينة الصناعية في بلدة الكفير، سيسهم في إحياء البلدة والقرى المجاورة، وسيعمل على تنشيط الحركة الاقتصادية فيها ويوفر فرص عمل لأبناء البلدة المتعطلين عن العمل.
وأوضح الدلابيح أن موقع المدينة الصناعية في الكفير مناسب وحيوي وسيسهم في زيادة الخدمات الحيوية في البلدة من شبكة طرق ومياه وإنارة وأرصفة وحركة سير ومشاريع اقتصادية، نظرا للعدد الهائل من أبناء المحافظة الذي سيعمل في المدينة بعد افتتاحها.
ويعتقد الدلابيح أنه في حال فشل مشروع المدينة الصناعية تماما، فمن الأولى أن يتم تحويل المشروع إلى أي مشروع استثماري يوفر فرص عمل لأبناء المحافظة ويحيي المنطقة مجددا، حتى لو كان المشروع البديل سياحيا، لاسيما وأن المنطقة قد جهزت ببنية تحتية كاملة، في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون من أوضاع اقتصادية، وبحاجة إلى خلق فرص عمل جديدة.
ويطالب الدلابيح، اللجان الحكومية، بأن تقوم بدراسة وضع المدينة الصناعية المتعثرة، والتعرف على أسباب التعثر ومحاسبة المقصرين والمتسببين بهذه الخسائر المادية الفادحة فيها وفشلها.
إلى ذلك، ما تزال لجنة حكومية شكلها مجلس الوزراء تنظر في مشكلة توقف العمل في مشروع المدينة الصناعية منذ أشهر، وفق رئيس قسم الإعلام في بلدية جرش الكبرى هشام البنا، الذي بين أن اللجنة سجلت ملاحظات تتعلق بضيق الطريق الموصلة إليه وشدة الانحرافات والانحدارات فيها، وعدم توفر أي بنية تحتية في الموقع، فضلا عن حاجة الموقع لأكثر من 23 مليون دينار لإتمام المشروع.
وقال البنا "إن اللجنة تفقدت الموقع قبل أسابيع عدة واجتمعت مرات عدة كذلك للنظر في أسباب تعثر المشروع، برئاسة أمين عام هيئة الاستثمار المهندس فريدون حرتوقة، واطلعت على أوضاع المدينة الصناعية"، مشيرا إلى أن الوفد بحث الحلول المقترحة والبدائل المتوفرة في ظل تعثر المشروع والظروف التي تحول دون استمرار العمل فيها، لاسيما وأنها تمتد على قرابة 230 دونما بلغت قيمة استملاكاتها، ما يزيد على سبعة ملايين دينار.
وأجرت اللجنة زيارات عدة للموقع للاطلاع على آراء ومقترحات كل جهة، والحلول التي طرحها رئيس بلدية جرش الكبرى د.علي قوقزة لتطوير الموقع، والبدائل المتوفرة معززة بدراسات وتقارير مفصلة أعدتها البلدية للخروج بأفضل الحلول المتاحة للاستفادة من مقومات الموقع، وما يتناسب معه من استخدامات مع إشارة لقناعة اللجنة على ضرورة إقامة مدينة صناعية في جرش بموقع مناسب معزز بالخدمات.
وشارك بالوفد مندوبو هيئة تنشيط السياحة ووزارة السياحة ومدير سياحة جرش ووزارة الأشغال العامة ووزارة الإدارة المحلية وعضوا مجلس مؤسسة إعمار جرش يوسف الدلابيح وريم بدران والخبير السياحي د.يوسف زريقات، إضافة لمحافظ جرش مأمون اللوزي ورئيس بلدية جرش الكبرى د.علي قوقزة وفريق من بلدية جرش الكبرى.
وكان رئيس بلدية جرش الدكتور قوقزة، دعا في تصريح سابق لـ"الغد" إلى ضرورة أن يتم تحويل موقع المدينة الصناعية الذي يتم العمل فيه حاليا في منطقة الرياشي إلى شاليهات واستراحات سياحية، خاصة وأن المنطقة سياحية وفيها حجارة أثرية وكهوف صخرية قديمة، ولا تصلح لأن يقام فيها مدينة صناعية.
ويرى قوقزة أن المدينة الصناعية يجب أن تكون في موقع المدينة الحرفية، التي تعمل حاليا، وهو موقع بديل مناسب مخدوم ولا يحتاج إلى تكاليف مالية باهظة كالموقع الحالي، خاصة وأن المنطقة التي يتم فيها العمل حاليا كموقع للمدينة الصناعية، قريبة من بلدة الكفير ذات الطبيعة الخلابة التي تضم أيضا كهوفا وحجارة أثرية.
وبحسب معلومات شركة المدن الصناعية الأردنية التي حصلت "الغد" عليها سابقا، فإن إقامة المدينة الصناعية في مدينة جرش تأتي تماشيا مع المخطط الشمولي للتنمية في المحافظات تحديدا.