حماية خط مياه الديسي

منذ بداية العام وحتى شهر حزيران الماضي وقع 61 اعتداء على خط مياه الديسي، بحسب وزارة المياه والري، ويضاف اليها الاعتداء الأخير الذي وقع أول من أمس الخميس على الخط في منطقة الجفر، ما يجعلنا نشعر، ونستنتج أن هذا الخط الاستراتيجي والحيوي مستهدف بشكل خطير.اضافة اعلان
ويعزز هذا الشعور والاستنتاج، أن الإعتداء الأخير، تم وفق الوزارة بطريقة احترافية، وأدى إلى تسرب نحو 100 متر مكعب من المياه في الساعة، ماسبب انقطاع المياه بشكل كلي أو جزئي عن مناطق واسعة من العاصمة عمان وإربد وعجلون والمفرق والرزقاء وجرش والرصيفة لمدة أربعة أيام .
إن قطع المياه نتيجة وقف ضخ مياه الديسي عن هذه المناطق الواسعة والكبيرة في المملكة، ومنها العاصمة عمان، يجب أن يدق ناقوس الخطر، فهذا الاعتداء والتخريب المتعمد قطع المياه كليا أو جزئيا عن مناطق عديدة في 6 محافظات ولواء.
إن حصول مثل هذا الاعتداء الخطير على الخط الاستراتيجي بالرغم من الإجراءات الأمنية المتخذة من قبل وزارة المياه والعديد من الجهات المختصة، يؤشر إلى امكانية حدوث اعتداءات بنفس الخطورة، أو أكثر من ذلك، أو أقل ما يجعل حاجة ملايين المواطنين للمياه تحت رحمة "المعتدين".
لم يكن هذا الاعتداء الأول، فهو ضمن سلسلة من الاعتداءات التي وقعت منذ بداية هذا العام، ولكنه الأخطر، ما يدل على أن هناك استهدافا حقيقيا ومتواصلا لهذا الخط، لم تنجح الإجراءات الأمنية من منع هذه الاعتداءات، وقد تكون حدت منها، ولكنها لم تحل دون وقوع 61 اعتداء في 6 أشهر.
لذلك، وبحسب ما يمكن استنتاجه، فان الإجراءات الأمنية لوحدها غير كافية، مع أنها عديدة ومتواصلة على مدار الساعة، وتشمل 350 كيلو مترا طول الخط من المدورة الى عمان.
وهذا يتطلب من الحكومة ووزارة المياه والري والجهات المختصة كافة البحث عن أسباب هذه الاعتداءات والتي تزايدت خطورتها في الأونة الأخيرة، ودوافع المعتدين. ففي الاعتداء الأخير، وبحسب وزارة المياه والري، فإن الدافع له هو "سقاية الماشية والمزروعات في المنطقة المجاورة". إذن هناك أسباب ودوافع واضحة لهذا الاعتداء، ومن المؤكد أن هناك اسبابا ودوافع وراء الاعتداءات الاخرى، ما يوجب على جميع الجهات المختصة البحث بهذه الأسباب والدوافع ومعالجتها.
يجب أن تتزامن وتترافق عملية تشديد الإجراءات الأمنية لحماية خط الديسي، واتخاذ أشد وأغلظ العقوبات بحق منفذيها وفق القانون، مع الإجراءات الحكومية للبحث عميقا في دوافع وأسباب هذه الاعتداءات، والعمل على معالجتها، قبل أن تتفاقم، وتزداد حالات الاعتداء على الخط الاستراتيجي، ويصبح من الصعوبة بمكان ايقافها.