ظلال المفاتيح لإبراهيم نصر الله.. تحولات الملهاة الفلسطينية

20190708T135715-1562583435057577900
20190708T135715-1562583435057577900

الدوحة - صدرت حديثا عن الدار العربية للعلوم (ناشرون) الرواية الأولى لإبراهيم نصر الله من سلسلته الروائية الجديدة "ثلاثية الأجراس" التي تعد نوعا من استكمال مشروعه "الملهاة الفلسطينية" الذي شمل ست روايات غطت 250 عاما من تاريخ فلسطين الحديث.اضافة اعلان
وتبدأ الرواية التي تقع في 138 صفحة في تناول قصة "مريم" التي تتجسد فيها ذاكرة القضية الفلسطينية منذ النكبة وحتى الوقت الحاضر، وتتناول أحداث 1948 وتهجير الفلسطينيين وقتلهم ومحاصرة قراهم وهدم بلداتهم. وتتبع الرواية ظلال مفاتيح البيوت ورنات أجراسها التي هجر منها أصحابها قسرا، وتحكي عن فرارهم من قراهم على أمل العودة وتمسكهم بالمفاتيح وإيمانهم بأن ما حدث هو مجرد سحابة صيف وسرعان ما تعود الأمور لنصابها وتدور المفاتيح في الأبواب إيذانا بعودة أصحابها الغائبين.
وتتناول الرواية الشتات الفلسطيني في الداخل والخارج، وتنقل عن أحد أبطال الرواية وصفه بأن "أكثر الأمور قسوة هو أن تشعر أنك بعيد عن وطنك، في الشتات وأنت ما زلت تعيش في ذلك الوطن".
وقسم إبراهيم نصر الله روايته لثلاثة فصول بدأت بالشهور الأخيرة قبل النكبة، ثم زمن النكسة 1976، وأخيرا زمن الانتفاضة الفلسطينية 1987، وتعيش عائلة مريم وزوجها أبو جاسر هذه المراحل الزمنية الثلاث على أمل العودة إلى قريتهم التي هجروا منها.
وتسير الرواية بتتابع زمني لا يخلو من "فلاش باك" وتكشف عن قصة ناحوم وانقلابه على جميل مريم وقيامه بتفجير القرية ثم زيارته لها بعد عقدين من الزمان.
وعلى خلاف ما اعتاده القراء في رواية نصر الله غابت الرموز عن الرواية لكن لم تغب اللغة الرشيقة ونكهة "الملهاة الفلسطينية".
وتتناول الرواية بشاعة الاحتلال وقسوته على أبناء قرية رأس السرو الفلسطينية، وملحمة الأسى التي تصف علاقة الإنسان الفلسطيني بأشجار الزيتون والبرتقال والحجارة والتراب والبيوت، وحرب الذاكرة.
وفي لقاء سابق مع المؤلف، قال نصر الله إن "القضايا الكبرى تلزمها مستويات فنية عالية للتعبير عنها"، مضيفا أن "من حق القارئ أن يشتري كتابي لأنه جيد، لا لأن يده أو قلبه في النار معي باعتباره فلسطينيا أو عربيا، ولا لأنه متعاطف معي كأجنبي لأنني أكتب عن فلسطين". واعتبر نصر الله أن فلسطين امتحان يومي لضمير العالم، مضيفا أنه "لو كان هذا الكيان العنصري مقاما في آخر جزيرة في شرق هذا الكوكب أو غربه لكان علينا أن نكون ضده، ضد دمويته، وضد رخص القتل الممنوحة له من الغرب والشرق وما بينهما من هلام عربي".- (الجزيرة نت)