عندما يزعج برلماننا إعلام الكيان

من قال لوسائل الإعلام الصهيونية إن الشعب الأردني بكل أطيافه يمكن أن يقبل يوما بسلام حقيقي مع الكيان الصهيوني؟!، ومن قال لهم إن الأردني الجالس في معان والرمثا والبقعة والمفرق والوحدات، قد نزع من صدر بيته يوما صورة الأقصى أو الحرم الإبراهيمي الشريفين، وإن الأردني في عمان والفحيص والحصن ومادبا والكرك، لا يزيّن بيته بصورة للأقصى يعانق كنيسة القيامة، او صورة للمهد في بيت لحم؟! هل يعتقد أولئك ولو في أحلامهم أن سلام الحكومات يمكن ان ينعكس على الشعوب؟، ولو توهموا ذلك فعليهم أن يتيقنوا ان هذا لا ينطبق على الأردنيين بمختلف مكوناتهم، فالأردنيون ما يزالون على موقفهم من الكيان لم يتغير، ولن يتغير يوما ما، وهم يرون ان حيفا ويافا والناصرة وام الرشراش وتل الربيع وبيسان لهم كما هو حال الخليل والقدس وبيت لحم وغزة. الأردنيون لا يعنيهم ما يقال في السياسة عن حدود ما قبل 5 حزيران 1967 او بعدها، وانما يرون ان هذا الكيان المصطنع وجد على أرض عربية العام 1948، ولا حق له فيها، وان كل المواقف الاميركية او غيرها لا يمكن ان تغير من المعادلة التي يؤمنون بها، وهم مقتنعون انه طالما يوجد شعب مقاوم على ارض فلسطين يستطيع فيه شاب لم يتجاوز 19 عاما قتل مهاجرين محتلين بمفرده، والوقوف بوجه جنود محتلين مدججين بالسلاح، فإن الحق والنصر حليفهم بالنهاية، والأردنيون هم انفسهم من يحزن ويفرح ويتأثر لما يحدق بفلسطين، ويقيمون بيوت عزاء وفرح على ارواح شهداء قدموا ارواحهم ثمنا لعدالة قضيتهم. وايضا، من قال للاعلام الصهيوني المهاجر لفلسطين المحتلة من كل اصقاع العالم إن البرلمان الأردني الذي قرأ الفاتحة على روح الشهيد عمر ابو ليلى سيتردد لاحقا بقراءة الفاتحة على روح ابطال مقاومين آخرين؟!. ومن قال للإعلام الصهيوني العنصري، إن الهجمة المسعورة من قبله على مجلس النواب الأردني من شأنها أن تجعل نواب الشعب يعيدون النظر بمواقفهم أو رؤيتهم لعدالة القضية الفلسطينية التي يرونها قضيتهم المركزية ويعتبرونها قضية أردنية خالصة؟! ومن قال لأولئك القتلة أن وصفهم للبرلمان الأردني بأنه (برلمان إرهاب) سيغير من المعادلة الراسخة والواضحة التي لا لبس فيها ولا ضبابية أو رمادية، ولا ينزع عن القاتل والسارق الحقيقي صفة الإرهاب. ترى من اقنع أولئك أن مقاومة المحتل إرهاب!، وأن الدفاع عن الأرض والعرض إرهاب، وأن المطالبة بكنس الاحتلال إرهاب، فمتى كانت مقاومة الجنود المحتلين للأرض الذين يمنعون الصلاة ويقتلون الاطفال ويعتقلون الرجال ويعذبون الفتيات، ويدنسون المقدسات إرهاب؟!، ومتى كانت المستعمرات الصهيونية المقامة على أرض فلسطينية محتلة لها حماية قانونية؟!. خاب ظن الكيان الصهيوني، فمهما فعل إعلامه ومهما استخدم من اوصاف ومرادفات وعبارات طنانة، فانه لن يستطيع ابدا اقناعنا، أو اقناع شعوب العالم بان الشعوب ليس لها حق بالمقاومة، ولن يتمكن من ترهيبنا وجعلنا نؤمن بان العين اليمنى ليس من حقها ان تدمع على اختها اليسرى، أو اخراج الأقصى والقيامة والمهد والإبراهمي من وجدان الأردنيين وقناعاتهم، فلن يكون مجلس نوابنا يوما إلا منحازا لقضيته المركزية، ولن يتورع عن كشف ممارسات الاحتلال وجرائمه في المناطق المحتلة، ولن تثنيه هجمات إعلامية صهيونية بائسة ومضللة عن متابعة تعرية الكيان وجرائمه. إن ظن الكيان الصهيوني وزمرته يوما أن الهجوم على برلماننا سيضعفه فهو واهم، وأن اعتقد يوما أن موقف البرلمان الأردني والبرلمانيين سواء الحاليين او اللاحقين سيتغير يوما فهم ايضا واهمون، فالشعوب، رغم اكثر من 25 سنة من المعاهدات والاتفاقيات ما تزال عند موقفها، والبرلمانات كذلك.اضافة اعلان