"فالس الغراب".. مجموعة قصصية ليوسف ضمرة

عمان-الغد- يوظف القاص الأردني يوسف ضمرة، في مجموعته القصصية "فالس الغراب"، أجواء الفانتازيا والغرائبية، حيث الأحداث مزيج من التشكيل والرسم والدراما والخرافة والسخرية السوداء، وتقترب القصص من مناخات الكابوسية، وتتحرك ضمن أطر غير واقعية وإن امتلكت منطقها الخاص.اضافة اعلان
وتتسم المجموعة الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون" بعمّان، بلغة مرنة قادرة على الجمع بين الحقيقة والخيال، وبقدرتها على نقل ما وصفه ضمرة بأنه "مكتوب في مكان ما"، في إشارة إلى الخيط الشفيف الذي يجمع القصص جميعها، وينهل من أحداث تكسر أفق التوقع عند القارئ، وتنقله إلى مستويات حسية غير مألوفة.
وتضم المجموعة 33 قصة تتوزع على 150 صفحة وتتنوع في طبيعة المشاهد التي تقدمها، وإن بقيت منتظمة ضمن إطار بمنحها هوية مشتركة. وجاءت أكثر القصص في صفحتين لتقدم صوراً خاطفة تحدث فيها المفارقة قبل أن يختتم المشهد لينتقل القارئ إلى قصة جديدة ومشهد خاطف جديد.
ويقول في مشهد آخر يظهر الجانب الأسطوري الذي كان له حضور في أكثر من مكان داخل المجموعة: "إن الصرخة تأتي من ملاك يرافق الطفل آن الولادة لحراسته، وإن الوليد ما إن يخرج إلى الحياة حتى يرى وجه الملاك فيشعر بالخوف ويصرخ. ربما لهذا السبب أُشيحُ بوجهي عن الجدار ليلًا حين تتحرك الظلال. قلت لزوجتي: إنني لا أريد ستائر للنوافذ، ولا أريد صورًا أو أي شيء يُعلَّق على الجدران. وبعد محاورات وسجال وصراخ صمتت زوجتي مكرهة، واضطُرت المسكينة كلما زارنا أحد أن تقول بعتب كبير إنني أنا الذي أمنعها من تركيب ستائر، وتعليق لوحات وصور وشهادات".
وتنقل القصص كذلك مشاهد تمس الحروب والشيخوخة والسفر والفقد والحنين، وتمزج بين الموت والحياة، والمدن والمقابر، فبدت غنية بالتحولات، وفّاضة بالأسئلة التي تُركت صياغتها واستنتاج إجاباتها للقارئ.
ويذكر أن يوسف ضمرة عمل في الصحافة منذ نهاية الثمانينيات، أعد مجموعة من البرامج الثقافية في الإذاعة الأردنية، نال جائزة محمود سيف الدين الإيراني للقصة القصيرة من رابطة الكتاب الأردنيين العام 1993 عن مجمل أعماله، وجائزة الدولة التشجيعية في مجال القصة القصيرة من وزارة الثقافة العام 1995 عن مجموعته "عنقود حامض"، وجائزة وزارة الثقافة للإبداع العام 2016 عن مجموعته "دوزان"، صدر له العديد من المجموعات القصصية منها: "العرَبات"، "نجمة والأشجار"، "المكاتيب لا تصل أمي"، "اليوم الثالث في الغياب"، "ذلك المساء"، "مدارات لكوكب وحيد"، "عنقود حامض"، "أشجار دائمة العري"، "طريق الحرير"، "مراوغون قساة".
وفي مجال قصص للأطفال صدر له "مذكرات قطة"، ورواية "سُحب الفوضى"، وصدرت "الأعمال الكاملة" له العام 2005، إضافة إلى أنه أعد حوالي 100 تمثيلية إذاعية مقتبسة عن أعمال عربية وعالمية مشهورة.