فدوى: سيدة أعمال تستثمر في تربية الأجيال بقرية الثنية

حضانة الأطفال في الكرك - (الغد)
حضانة الأطفال في الكرك - (الغد)

حلا أبو تايه

الكرك- لم تكن فدوى عربيات تعلم ان انتقالها للعيش من عمان الى الكرك بعد زواجها العام 1997 سيجعل منها مربية أجيال وسيدة أعمال بعيدا عن العاصمة بنحو 150 كيلومترا.
فدوى، التي تحمل الشهادة الجامعية في الادب العربي، اثبتت لنفسها ولمن حولها ان النجاح لا يرتبط بالفرص المتاحة في عمان فحسب، بل بالارادة والتصميم وقبلهما بالرغبة الجامحة لتحقيق النجاح.
ففي بلدة الثنية بمحافظة الكرك، لن يعجز أي شخص عن الاستدلال على حضانة نموذجية اسستها فدوى العام 2002، بعد ان اقترضت 15 ألف دينار من صندوق التنمية والتشغيل فرع الكرك.
فالسمعة التي انتشرت بين سكان الثنية وما حولها حول إدارة فدوى للحضانة، جعلا منها منارة على بعد بضعة كيلومترات من اقدم جامعة في جنوب الأردن، جامعة مؤتة، التي تخرجت منها فدوى قبل ان تعود اليها مجددا بعد الزواج.
وشعار فدوى في الحياة "أن تكون منتجا لا مستهلكا" جعل منها صاحبة مشروع خاص انعكس نجاحه على أسرتها الصغيرة من جهة وتوفير فرص عمل لفتيات المنطقة من جهة أخرى.
وتسعى فدوى جاهده للتميز في حضانتها التي حظيت بسمعة "ممتازة" في محافظة الكرك فمن يدخل الحضانة يلمس الدفء الذي تحرص فدوى على إيجاده في أركان الحضانة، كما ينبهر زائروها بالنظافة الظاهرة للعيان، فضلا عن الاطمئنان الذي يشعر به الأهالي على أطفالهم حينما يرون أجهزة المراقبة الموجودة في غرف الأطفال.
وتمكنت فدوى من خلال عملها بالحضانة من شراء منزل في العاصمة عمان وآخر في محافظة الكرك غير ناسية دعم زوجها لها في بدايات مشوارها.
وتتحدث فدوى عن بدايات مشروعها بعد الحصول على قرض من صندوق التنمية والتشغيل جهزت من خلاله المبنى بالأسرة والموكيت والمكتب ثم قامت بعد ذلك بتجهيزه كاملا من إيرادات الحضانة.
وتتابع فدوى "ثم بعد أن نجحت حضانتي وحظيت بثقة المجتمع المحلي تمكنت من فتح روضة الثنية النموذجية والتي لا تبعد عن الحضانة سوى مئات الأمتار".
وها هي فدوى تطمح لفتح مدرسة ثانوية في منطقة الثنية لتحسين المستوى التعليمي لأبناء المنطقة وتخريج أجيال على مستوى عال من العلم والمعرفة.
نجاح فدوى اصطدم بداية بعقبة ثقة السكان في الكرك بالحضانات بعد فشل العديد منها في الاستمرار لعدم قدرتها على كسب ثقة الأهالي.
وتحتوي الحضانة على عدة غرف مقسمة حسب أعمار الأطفال وقد جهزت بكل ما يلزم الطفل حسب فئته العمرية.
نجاح فدوى لم يقتصر فقط على الحضانة وإنما تبعتها الروضة التي تميزت بوجود كادر مدرب من المعلمات وتغيير مفهوم المدرسة لدى الطفل فلم تقتصر فقط على تلقي المعلومات فحسب وإنما تنمية موهبته.
وصندوق التنمية والتشغيل هو مؤسسة حكومية تنموية تهدف إلى تمكين الأسر والجماعات الفقيرة وذوي الدخل المنخفض أو المتعطلة عن العمل من ممارسة العمل والإنتاج من خلال توفير الدعم المعنوي والمعرفي والمهارات اللازمة لإنشاء مشاريع صغيرة توفر لهم ولأفراد عائلاتهم حياة كريمة وتسهم في محاربة الفقر والبطالة.

اضافة اعلان

 

[email protected]