"قصة حب".. مشاعر إيجابية وحالمة تفقد واقعيتها في لحظة

Untitled-1
Untitled-1

إسراء الردايدة

عمان- هي لحظات محملة بكل أنواع المشاعر، الحب والاشتياق، الضعف والانكسار، التضحية والايثار، كل ذلك وأكثر من أجل محطات إنسانية اجتاحت الشخص بكل ما فيها.اضافة اعلان
قصة يغلفها الحب، وأوقات مفصلية تقلب مجرى الحياة، وتغيرات تجعل الإنسان يعيد تفكيره من جديد بكل ما حوله، ويرسم طريقا آخر.
هذا كله، وأكثر، كان يتجسد بالفيلم المصري "قصة حب" للمخرج المصري عثمان أبو لبن، إذ تميز بحبكته الرومانسية التي تختلف عن قالب الأفلام التي تعرض في السينما منذ فترة، خاصة المصرية.
قصة بسيطة يتمحور حولها الفيلم الذي تلفه أجواء دافئة وعواطف ترسم حياة الشخصيات، لا تخلو من المواقف الطريفة واللحظات الصعبة.
القصة تبدأ بشاب اسمه يوسف يعمل مهندسا في إحدى الشركات، ويجسد دوره الممثل أحمد حاتم، يتعرض لحادث سير تسبب بفقدانه لحاسة النظر، فيخبر طريقا آخر في الحياة، ليقع في حب فتاة جميلة وهي الممثلة هنا الزاهد.
يواجها تحديا كبيرا، ومحطات عديدة تكون اختبارا حقيقيا لمشاعرهما ورغبتهما الدائمة في البقاء معا، بالرغم من كل الظروف المحيطة.
ويشارك معهما في البطولة الفنانة فرح يوسف، ياسر الطوبجي، حنان سليم، وتأليف أماني التونسي بالتعاون مع ابو لبن.
وتقوم فكرة الفيلم على كيفية نمو الحب بين شخصين، واحد منهما لا يرى الآخر، وما يرافق ذلك من تفاصيل صغيرة وعلاقات تسودها الاحترام، العاطفة، التعاطف الانساني البعيد عن الشفقة، الانتماء الذي يعد المحرك الرئيسي لكل المشاهد بين الممثلين بمواجهة تحد واحد هو تقديم عمل بسيط وممتع في الوقت نفسه.
المخرج أبو لبن اعتاد تقديم افلامه بقالب الاكشن، وهو نفسه الذي قدم للشاشة مسلسل "فيرتيجو" بطوله هند صبري، والمبني على رواية احمد مراد، وكذلك مسلسل "مولالنا العاشق" و"صديق العمر"، إلى جانب افلام أخرى مثل "أحلام عمرنا، عمليات خاصة، وفتح عينيك لمصطفى قمر".
سلك منهجا مختلفا هذه المرة في فيلمه الأخير عبر قضية إنسانية وحوار بسيط ومباشر كي لا يكون مجرد عمل رومانسي بكليشيهات معتادة ملها الجمهور.
وبرغم الاجواء الرومانسية، والمواقف الطريقة التي تجمع بين يوسف وجميلة، لكن الشخصيات تبقى في مكانها لا تنمو او تتطور كما يجب، وإن كانت الاحداث تتحرك وتتصاعد بينهما.
الحبكة الرومانسية في مثل هذا النوع من القصص يتطلب دائما السعي لنقل الاحساس والمشاعر للمشاهد، وهو ما كان غائبا عن بعض المشاهد وغير مطابق لهذه الفكرة.
وفيما تتقدم الأحداث لتخرج عن الواقعية بمعجزة رجوع النظر ليوسف، وكيف قرر القدر أن يتعاطف مع العاشقين؛ يفقد الفيلم جزءا من حيويته وكأن الحياة "وردية" والحب وصفة سحرية لكل شيء.
يبقى القول أن "قصة حب" عمل محمل بالمشاعر الايجابية التي تجلب السعادة ومناسب جدا لمن يريد التمتع بلحظات حالمة وعيش حالة رومانسية، والحكم يبقى دائما للمشاهد ليقيم العمل بحسب التفاعل مع ما يشاهده، خاصة وانه يقدم حقيقة مهمة وهي تقدير الشخص لما يملكه والتمسك به والحفاظ عليه.