كأس العالم ترسم صورة مختلفة لفترة الانتقالات الصيفية

لاعب المنتخب البلجيكي إيدن هازارد ولاعب المنتخب الويلزي جاريث بيل -(أرشيفية)
لاعب المنتخب البلجيكي إيدن هازارد ولاعب المنتخب الويلزي جاريث بيل -(أرشيفية)

أيمن أبو حجلة - 97 يوما تتبقى على انطلاق نهائيات كأس العالم 2022 لكرة القدم في قطر، أي أقل بيوم واحد مما كان يعتقده الجميع، بعد أن تأكدت الأخبار بشأن تقديم موعد مباراة قطر مع الإكوادور ليوم واحد.
الساعة تدق وبأكثر من طريقة، هناك الآن أقل من ثلاثة أسابيع على إغلاق نافذة الانتقالات الصيفية، وهذا يعني أن الوقت ينفد أمام اللاعبين لتأمين صفقات قد تؤدي إلى مشاركتهم في المونديال القطري، بدلا من مشاهدة مباريات البطولة على أريكة غرف جلوسهم، ونشر موقع "ذا أثليتيك"، تقريرا موسعا، يتناول فيها البعد الجديد الذي طرحته النهائيات العالمية على بورصة النجوم.
بالنسبة للاعبين مثل إيدن هازارد وكريستيان بوليسيتش، فإن التحدي الأكبر حتى انطلاق نهائيات كأس العالم، هو الحصول على دقائق منتظمة بدلا من القلق حول إمكانية غيابهم عن منتخبات بلادهم، لأنه ومن الناحية المنطقية، لن يتم استبعادهم لأي كان.
هذه منطقة جديدة للأندية والمدربين واللاعبين بسبب الظروف الفريدة التي تحيط بكأس العالم الشتوية، فمن غير المحبذ اتخاذ القرار بشأن الانتقال إلى فريق آخر أو الثبات في الفريق نفسه لسبب كهذا، مع العلم بأنه يمكن تغيير الواقع في كانون الثاني (يناير) المقبل، إذا لم تتغير الظروف، لكن الآن.. حان الوقت قبول العواقب.
قال مدرب ليستر سيتي بريندان رودجرز، هذا الأسبوع الماضي: "بالنسبة للاعبين، ليس هناك شك في أن الأمر مختلف. إذا كنت لاعبا غير متأكد من مكانك في المنتخب الوطني، فسترغب في اللعب في ذلك الجزء الافتتاحي من الموسم لإثبات أنك يجب أن تكون ضمن الاختيارات. ربما إذا كانت كأس العالم في نهاية الموسم، يمكنهم أن يروا كيف ستسير الأمور لمدة ستة أشهر ثم الانتقال في كانون الثاني (يناير) على سبيل الإعارة. هناك حالة خاصة للأشخاص الذين يشعرون بالضعف حيال التواجد في الفريق، ويشعرون أنه يتعين عليهم اللعب".
عند التحدث إلى مدير فني في أحد الفرق الأوروبية الرائدة، من الواضح أن كأس العالم كانت موضوعا مهما خلال مناقشات الانتقالات هذا الصيف، ما حفز اللاعبين على البحث عن مكان آخر في وقت مبكر عما كانوا يفعلونه سابقا، وهو أمر شجع الأندية على استكشاف المزيد من الخيارات.
حتى أن بعض لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز قد استشاروا مدربي المنتخبات الوطنية بشأن الانتقالات، حرصا على استخلاص أفكار المدرب في خطوة يمكن أن تحقق أحلامهم في المشاركة بكأس العالم، فعلى سبيل المثال يمكن لمدرب منتخب وطني أن ينصح لاعبا معينا بالبقاء في فريقه بدلا من الانضمام إلى فريق في منطقة الشرق الأوسط، بسبب تحفظات يملكها حول جودة كرة القدم هناك.
بالنسبة للاعبين آخرين، كونور جالاجر، فإن مصيرهم ليس بأيديهم. حصل جالاجر على إشادة وساعة من قبل مدرب المنتخب الإنجليزي جاريث ساوثجيت، حيث دخل في تشكيلة المنتخب الإنجليزي الموسم الماضي على خلفية بعض العروض الرائعة على سبيل الإعارة في كريستال بالاس، عندما كان لاعبا أساسيا بشكل منتظم تحت إشراف المدرب باتريك فييرا.
في تشلسي، يقف جالاجر خلف جورجينيو ونجولو كانتي وماتيو كوفاسيتش في ترتيب خيارات وسط الملعب بالنسبة إلى المدرب توماس توخيل، والقلق من وجهة نظر اللاعب الإنجليزي هو أن يظهر في كل نهاية أسبوع بالدقيقة 90 كبديل، ما قد يقلص فرصه في المشاركة الدولية.
سُئل ساوثجيت في آذار (مارس)، عن احتمال عودة جالاجر إلى تشلسي هذا الموسم، وتم تفسير إجابة مدرب إنجلترا بشكل إيجابي في ذلك الوقت، وعندما تعاد قراءة هذا الاقتباس الآن، تبدو الكلمات الخمس الأخيرة أساسية.
وقال ساوثجيت: "في النهاية، علينا أن نختار ونتفاعل مع ما نراه على مستوى النادي، وخبرات كونور في تشارلتون، سوانسي، وست بروميتش وكريستال بالاس كانت رائعة بالنسبة له. لذا إذا ذهب إلى مكان آخر الموسم المقبل أو بقي في تشلسي، فأنا متأكد من أنه سيستمر في التطور".
هل سيستمر جالاجر في التطور في تشلسي من الآن وحتى نهائيات كأس العالم؟ بعبارة أخرى، هل سيحصل على هذا النوع من وقت المباراة الذي يمكنه من إيجاد المستوى المناسب وتبرير انضمامه إلى تشكيلة إنجلترا قبل الآخرين في موقعه؟
كانت رسائل توخيل حول جالاجر هذا الصيف إيجابية، لكن تشلسي سعى أيضا إلى صفقة مع النجم الهولندي فرينكي دي يونج. كما هو الحال، يمكن أن تتغير هذه الأشياء دائما، خصوصا في وقت متأخر من نافذة الانتقالات، والتحرك لضمان صفقة إعارة جديدة غير وارد بالنسبة إلى جالاجر، لأنه تجاوز تلك المرحلة في مسيرته الاحترافية. اللاعب البالغ من العمر 22 عاما هو إما لاعب تشلسي الآن أو يجب أن يوقع بشكل دائم لناد آخر، وسيكون هناك الكثير من المهتمين إذا اختار الخيار الثاني.
من الواضح أن هناك توازنا يجب تحقيقه لجالاجر وأي لاعب دولي آخر عند التفكير في كأس العالم، مع الأخذ في الاعتبار أن البطولة ستبدأ وتنتهي في غضون أربعة أسابيع، وقد لا يكون اتخاذ قرار له عواقب طويلة المدى بناء على إصلاح قصير المدى هو أفضل فكرة.
ستكون ظروف كل لاعب مختلفة. بالنسبة لكونور كودي، البالغ من العمر 29 عامًا والذي من غير المرجح أن يبدأ كثيرًا في ولفرهامبتون واندرارز هذا الموسم، كان الانضمام إلى إيفرتون على سبيل الإعارة أمرا منطقيا للعديد من الأسباب، أحدها أن لعب كرة القدم في الدوري الإنجليزي الممتاز بشكل منتظم يبقيه في أفكار ساوثجيت المتعلقة بكأس العالم.
من ناحية أخرى، كان من الممكن أن تدفع هذه الفكرة جو جوميز للتحرك هذا الصيف، وكان من شبه المؤكد أنه سيعيد فتح الباب للعودة إلى تشكيلة إنجلترا إذا لعب بشكل جيد في مكان آخر. بدلاً من ذلك، اختار توقيع عقد جديد مع ليفربول، مع أنه كان الخيار الرابع لقلب الدفاع الموسم الماضي.
وقال جوميز لصحيفة "ليفربول إيكو" الشهر الماضي: "يمكنني أن أفهم لماذا اعتقد الناس أنني سأفكر في المضي قدما، هذا واضح من عمري الآن واستنادا إلى الفرص المتاحة لي في الماضي، كان هناك قرار يتعين علي اتخاذه، يمكن أن ترى أنه مفترق طرق ولكن مع التحدث إلى النادي، كنت أعلم أنه كان قرارا مهما بالنسبة لي. في الأساس، من الصعب الابتعاد عن الفرصة التي أتيحت لي هنا والتواجد في هذا النادي. كنت أقبل حقيقة أنه يجب علي خوض التحدي".
ربما أصبح هذا التحدي أسهل قليلاً. مع إصابة إبراهيما كوناتي ومعاناة جويل ماتيب الآن أيضا، من المرجح أن يشارك جوميز فيرجيل فان ديك في قلب دفاع ليفربول ضد كريستال بالاس يوم غد الإثنين. مع سلسلة من المباريات وتقديم مستويات جيدة، يمكن أن يتواجد جوميز مرة أخرى في خطط ساوثجيت.
هناك العديد من العوامل التي تلعب دورا عند التفكير في مزايا الانتقال قبل كأس العالم، بما في ذلك عمر اللاعب، وملفه الشخصي في المنتخب الوطني، ووقت لعبه مع النادي، وما إذا كان لدى بلده سجل حافل بالتأهل للبطولات الكبرى. وبالطبع، مدى سعادة اللاعب في ناديه.
من غير المعقول أن تتجاهل بلجيكا هازارد حتى لو استمر في لعب دقائق قليلة جدًا من كرة القدم في ريال مدريد (بغض النظر عن كونه خارج التشكيلة الأساسية للنادي الإسباني، وحتى أنه لم يكن من بين البدائل الخمسة التي استخدمها كارلو أنشيلوتي خلال كأس السوبر الأوروبي أمام أينتراخت فرانكفورت مساء الأربعاء).
في الوقت نفسه، يعرف هازارد، خصوصا مع مشاكل الإصابة التي تعرض لها خلال السنوات القليلة الماضية، أنه يحتاج إلى اللعب مع فريقه حتى يتمكن من الذهاب إلى كأس العالم التي قد تعتبر الأخيرة له، نظرا لأنه سيبلغ من العمر 35 عاما بحلول الوقت الذي يحين فيه موعد المونديال المقبل.
كان هذا هو الدافع الأساسي لجاريث بيل لإيجاد ناد جديد بعد مغادرة ريال مدريد. من الناحية الواقعية، وسيشارك بيل مع ويلز في كأس العالم، لكن الانتقال إلى لوس أنجلوس إف سي هذا الصيف، يسمح له بالحفاظ على لياقة المباريات والحدة.
ويلز حالة مثيرة للاهتمام. لقد تأهلت إلى نهائيات كأس العالم لأول مرة منذ 64 عاما، وفي هذا السياق، من المفهوم أن لاعبيها ينظرون إلى قطر على أنها فرصة قد تحدث مرة واحدة في العمر، ويفعلون كل ما في وسعهم لمنح أنفسهم أفضل فرصة ممكنة للعب بشكل جيد.
وانضم جو رودون، الذي رحل من توتنهام هوتسبير، إلى رين على سبيل الإعارة، ووقع آرون رامزي، الذي كافح من أجل إحداث تأثير في يوفنتوس، مع نيس. ومن المتوقع أيضًا أن يوافق إيثان أمبادو على خطوة إعارة في الأيام المقبلة، وعلى الرغم من أن الثلاثة كانوا بحاجة إلى إيجاد ناد بغض النظر عن كأس العالم، إلا أن أرباب العمل الجدد قد ينتهي بهم الأمر بالاستفادة من وجود مونديال قطر في الأفق.
وكان بعض مدربين المنتخبات الوطنية أكثر صراحة من غيرهم في موضوع الأندية، ووضعوها على المحك مع لاعبيهم، وأبرز هؤلاء مدرب المنتخب الدنماركي كاسبر هجولماند الذي واجه معضلة مع أن يانيك فاسترجارد لاعب ليستر سيتي، بعدما لعب الأخير ست مباريات فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي.
قال هجولماند في حزيران (يونيو): "وقت اللعب مهم. لقد ظل البعض خارج المنزل لفترة طويلة لدرجة أنه لا يمكن أن يحدث مرة أخرى بالتأكيد. عندما تكون خارج المنزل لفترة طويلة، لا يمكن أن يكون هناك ستة أشهر أخرى لا تلعب فيها. إنه يفاقم الاختيار بالنسبة لي عندما نصل في تشرين الثاني (نوفمبر)، يجب أن تكون حادا قدر الإمكان، سيتعين على هؤلاء اللعب".
وأردف: "لا أخبر أحدا أنه يجب عليه تغيير ناديه، لقد رأيت أيضا أشخاصا يبرزون فجأة أنديتهم. لكني أقول لهؤلاء.. يجب أن يكون هناك وقت لعب منتظم. من المهم للغاية بالنسبة لهم أن تتاح لهم فرصة الانضمام إلى ناد يوفر لهم ذلك".
على الرغم من أن لويس إنريكي، مدرب منتخب إسبانيا، يفكر بالطريقة ذاتها، لا يوجد شيء ثابت. عدم وجود بدائل لألفارو موراتا، الذي سجل ثلاثية لأتلتيكو مدريد في مباراة ودية قبل الموسم ضد يوفنتوس نهاية الأسبوع الماضي، يعني أن المهاجم من المرجح أن يكون أساسيا في كأس العالم بغض النظر عن مقدار كرة القدم التي يلعبها خلال الشهرين المقبلين.
مع بوليسيتش، ثبت أنه سيذهب إلى كأس العالم مع الولايات المتحدة، وقد يكون الجناح الأميركي البالغ من العمر 23 عامًا لاعبًا أساسيًا في تشلسي هذا الموسم. في الواقع، من المحتمل أن يكون لاعبا مؤثرا تحت قيادة توخيل، كما كان الحال أمام إيفرتون السبت الماضي عندما خرج من مقاعد البدلاء في الشوط الثاني، لكن البعض يرى في كل الأحوال بأن خوض بوليسيتش لدقائق قليلة قبل الوصول إلى قطر والشعور بالاتنتعاش نسبيا، ليس بالأمر السيء بالنسبة لمنتخب الولايات المتحدة.
بالنسبة لزاك ستيفن، زميل بوليسيتش في المنتخب الأميركي، كان الحافز للانتقال هذا الصيف واضحا. بعد أن أمضى الموسمين الماضيين كبديل لإيدرسون في مانشستر سيتي، احتاج ستيفن إلى فترة إعارة ليمنح نفسه أفضل فرصة للذهاب إلى قطر باعتباره الحارس رقم 1 في الولايات المتحدة.
وكان مدرب ميدلسبره كريس وايلدر، سريعا في التقاط الهاتف عندما أتاحت هذه الفرصة نفسها، وهو الذي قال: "الكل يعرف وضعه، كان بحاجة للعب بسبب كأس العالم. كان لديه اتفاق مع مان سيتي، لكن كان بإمكانه البقاء هناك بسهولة، لكن أراد الرحيل ووافق على المجيء إلى هنا. إنه انقلاب كبير بالنسبة لنا".
اقتراب منافسات كأس العالم، يعتبر أفضل فرصة لتشلسي وتوتنهام للاستغناء عن بعض اللاعبين المهمشين هذا الصيف. يشعر جيوفاني لو سيلسو بأنه جزء لا يتجزأ من المنتخب الأرجنتيني هذه الأيام لدرجة أنه من غير المرجح أن تكون إعارته التي ستتم الموافقة عليها قريبًا لمدة موسم إلى فياريال، مرتبطة بأي مخاوف بشأن ضمه إلى تشكيلة منتخب بلاده. ومع ذلك، من المستحيل تجاهل حاجة لو سيلسو للعب بانتظام بين الحين والآخر.
على الرغم من أن تانجوي ندومبيلي وهاري وينكس يحتاجان للقيام بهما للعودة إلى الحظيرة الدولية قبل كأس العالم (لم يلعبا مع فرنسا وإنجلترا منذ آذار - مارس 2021 وتشرين الثاني - نوفمبر 2020)، ما يزال الباب مفتوحًا أمام سيرجيو ريجيلون لأن يكون الظهير الأيسر الاحتياطي لإسبانيا إذا تمكن من العثور على ناد جديد هذا الشهر وإعادة اكتشاف أفضل مستوياته.
بالنسبة إلى تشلسي، فإن كيبا أريزابالاجا بعيد جدًا عن صورة حراسة المرمى مع إسبانيا لدرجة أنه ليس حتى في الإطار، ما يعني أن أي حركة سيقوم بها، ستكون متعلقة بإحياء مسيرته في النادي أكثر من محاولة المشاركة في المونديال.
يبدو أن هذا يمثل أولوية الآن بالنسبة إلى الإنجليزي كالوم هودسون أودوي، الذي ظل ناديه ومستقبله الدولي موضع نقاش لبعض الوقت، في ظل عدم وضوح إمكانية تحوله للعب لصالح المنتخب الغاني حتى يومنا هذا.

اضافة اعلان