مقتل 43 سوريا برصاص الجيش النظامي أثناء اجتيازهم الحدود إلى المملكة الشهر الماضي

إحسان التميمي

المفرق - سقط 43 قتيلا وأكثر من 200 جريح من اللاجئين السوريين قبيل دخولهم إلى الأراضي الأردنية الشهر الماضي فرارا من أعمال العنف في سورية وفق الناطق الاعلامي لشؤون اللاجئين السوريين في الاردن أنمار الحمود . اضافة اعلان
وقال لاجئون إن رحلة العبور تمتد مئات الكيلو مترات من المدن والقرى السورية باتجاه الحدود الأردنية، ثم تكون الصعوبة بقطعها تجاه بر الأمان للقادرين على الجري عبر الطرق الزراعية والأراضي الوعرة والاختباء من رصاص القناصة وصليات الكلاشينكوف في الطرق التي تتعرض إلى قصف وحواجز تفتيش.
ويؤكد اللاجئون، أن معبر حدود نصيب السوري المحاذي لمعبر جابر الأردني ما يزال خاضعا لسيطرة الجيش النظامي تماما ما يحول دون تمكنهم من الاقتراب منه أو حتى التفكير بالهروب خلاله، مبينين أنهم يفضلون معبر درعا - الرمثا والمناطق المحيطة بها لوجود "مسلحين" يوفرون لهم الغطاء الآمن للفرار.
وتقول اللاجئة أم هيثم التي عبرت مع عائلتها ضمن مئات اللاجئين من منطقة المليحة بدمشق قبل أشهر إن الجيش الحر قام بتأمين الطريق إلى الحدود الأردنية، وإن رحلتهم الحقيقية تبدأ مع جنح الظلام في مركبات تتقاضى أموالا طائلة لنقلهم إلى المناطق الحدودية ومن ثم يكملون سيرا على الأقدام.
وتبين أن السائق سار بهم قرابة ساعة تخللها الوقوف على 3 نقاط للجيش الحر قبل أن ننزل في المحطة الرابعة ونبدأ المسير على الأقدام، قائلة إنه تم تحذيرهم من وجود ألغام على الطرق التي سيسلكونها باتجاه الحدود قد تنفجر في أي لحظة.
وتضيف أنه وقبيل وصولهم إلى الأراضي الأردنية فتحت القوات النظامية النار باتجاههم فبدأوا بالركض في مختلف الاتجاهات بدون أن "نجرأ على التوقف والتأكد من سلامة المجموعة"، قائلة إنها لا تعرف ما مصير البقية خاصة من قام بالعودة الى الأراضي السورية خوفا من قنص قوات حرس الحدود السوري.
ويروي أحد اللاجئين الذي طلب عدم نشر اسمه أن قرار الفرار إلى الأردن جاء حفاظا على سلامة أطفاله الثلاثة منوها بالجهود والمساعدات التي يقدمها الجيش الأردني لهم بمجرد وصولهم الحدود.
وقال إنه وخلال رحلة اللجوء إلى الأردن شاهد قتلى وأشلاء لم تجد من يقوم بدفنها، مضيفا أن بعض الجثث ربما مضت على وجودها أيام طويلة بسبب انبعاث رائحة كريهة جدا بجوارها.
ويقول اللاجئ حسن جبان إنه غير قادر على نسيان  منظر شاهده على الحدود وأصابه باكتئاب وخوف شديدين حيث رأى كلبا يقوم بأكل جثة لاجئ قضى قبل وصوله إلى الحدود "بكيت بحرقة وأمسكت حجرا رميت به الكلب ثم مضيت".