ناقوس خطر المنشطات

أزعجني خبر لافت للنظر، ذكر أن تسعة من لاعبي القمة في إحدى الدول العربية الشقيقة، أنجبوا أطفالاً معوقين، وهي ظاهرة لابد من دراستها لمعرفة أسبابها؛ لأنها، كما يعتقد المختصون، ليست عفوية أو بالصدفة؛ لأن العدد كبير ولأنهم من لعبة واحدة وبلد واحد.اضافة اعلان
هناك شك أو ربما يقين أن ذلك ناتج عن تعاطي هؤلاء اللاعبين المنشطات والأدوية المحظورة وغالباً بكميات كبيرة بهدف الحصول على الإنجاز الرياضي الكبير السريع.
هذه بادرة خطيرة جداً تدق ناقوس مصيبة كبيرة إن لم يتم القضاء على هذه الآفة المهلكة.
وهذا الأمر يدعو وبإلحاح إلى ضرورة إجراء فحوص دورية وعشوائية متخصصة للاعبي الدرجة الممتازة والأبطال المحترفين، ليس في لعبة كرة القدم فقط، وإنما في كل الرياضات لأن هذه المنشطات المحظورة تتآكل معها الرياضة ويتآكل معها من يتعاطاها.
إن المختبرات الدقيقة المختصة قليلة جداً في الوطن العربي للحد من الاستعانة بهذه المنشطات في الإنجاز الرياضي، وهذا الأمر خاطئ جداً ويحتاج إلى إعادة نظر كاملة فيه؛ إذ يجب أن يكون هناك مختبر مختص على الأقل في كل دولة عربية رغم التكاليف والكوادر المختصة التي تحتاجها.
إن تعاطي المنشطات المحظورة يلغي مبدأ التنافس الشريف المتكافئ، وهو أهم مبدأ في العمل الرياضي على مستوى الهواية والاحتراف، كما أنه يخلق أمراضاً نفسية، بالإضافة إلى الأمراض الصحية الأخرى سواء وقت تعاطيها أو بعد ذلك؛ فآثارها الجانبية سيئة جداً، ولذلك لابد من حملات توعية متواصلة لتثقيف وتوعية الرياضيين وإظهار السلبيات الكثيرة التي قد تودي بحياة الإنسان أحياناً.
إن المنشطات الممنوعة تفرغ الرياضة من أهم أركانها؛ كالصدق والموهبة والعدل في الأداء البشري بهدف تحقيق نجاح رياضي فوري قصير المدى.
إن الدول المتقدمة رياضياً تتسابق على توفير مختبرات متخصصة وذات مصداقية ومستوى عال ودقيق يطبق فيه مبدأ التجارب الدورية على عينات عشوائية كثيرة من الرياضيين والرياضيات وبشكل مستمر ضماناً لمنع شيوع هذا التعاطي الذي يهدد رياضة المستوى والاحتراف معاً، خصوصا وأن هناك منشطات ذكية ليس من السهل اكتشافها، فكلما تقدم الطب والمكافحة لحل طلاسم بعض هذه المنشطات قابله تطوير نوعيات جديدة من الحبوب والأدوية المنشطة التي تدر مئات الملايين على الشركات المصنعة لهذه المنشطات.
إننا نأمل أن يتم التفكير جيداً في إيجاد مختبر عصري حديث في الأردن لفحص العينات، التي تؤكد صحة وسلامة الأداء الرياضي السليم وعدم السماح لهذه الآفة بالتواجد، خصوصا وأننا شرعنا في رياضة الاحتراف، وأن بعض الرياضات لدينا أصبحت تنافس على المستويين العربي والدولي.