نجلاء سحويل: أبحث عن أدوار تطرح قضايا الناس وتبقى في مخيلة المشاهد

الفنانة نجلاء سحويل- (من المصدر)
الفنانة نجلاء سحويل- (من المصدر)
أحمد الشوابكة 

تدعو الفنانة الأردنية نجلاء سحويل إلى إنتاج أعمال فنية عصرية تعكس واقع حياة المواطن الأردني، إضافة إلى تطوير الأعمال البدوية بطريقة غير تقليدية تتماشى مع متطلبات العصر في ظل وجود قصص اجتماعية مليئة بالقضايا المستجدة والأفكار غير الاعتيادية، وأن تستثمرها شركات القطاع العام والخاص لإنتاج أعمال ذات أسلوب درامي فني مشوق، مؤكدة أن الدراما العصرية ليست بشكل اللباس بل بطرح موضوعات واقعية يمكن تقديمها بطريقة منفتحة.

وانتهت سحويل من تصوير مشاهدها في المسلسل الدرامي التأريخي “حضور لمواكب الغياب”، في جزئه الثاني وتجسد فيه دور أم فلسطينية، وهي إحدى الشخصيات الرئيسة للمسلسل الذي تدور أحداثه حول الصراع العربي الإسرائيلي، مبدية حرصها بعدم الإفصاح عن دورها في المسلسل المؤلف من ثلاثة أجزاء، وسيكون ضمن المسلسلات المشاركة في الموسم الرمضاني للعام 2023. وتجد سحويل عدم تطور الدراما العصرية أو الاجتماعية (المودرن)، بسبب عدم طرح مشاكل الأسرة الأردنية اليومية كما هي بالواقع، مشيرة إلى أن الرقابة أحيانا تعيق التسليط على الظواهر السلبية الاجتماعية وهذا من أكبر أسباب تراجع الدراما، داعية إلى التخلي عن بعض الخوف في طرح القضايا العامة بشكل يمكن فيه تسليط الضوء عليها وتصحيحها دون كتمانها أو الخوف من طرحها، وهذا يحتاج إلى شيء من الجرأة في تناول القضايا المعاصرة وعدم تفريغ السيناريو من مضمونه بسبب الخوف من ردة الفعل الذي جعل الطرح الدرامي ضعيفا أو سطحيا، وفق قولها. وأشارت إلى التطور الدرامي خاصة بالدراما التراجيدية التي تحتاج إلى متطلبات صعبة هي التي تصقل مهارات الإخراج والتمثيل والتصوير والكتابة، مؤكدة أهمية التخلّص من الهيمنة التقليدية والنمطية في طرح القضايا العامة، معبرة عن أملها في تجسيد الأدوار التي تناقش القضايا الجريئة التي تؤمن بأهمية معالجة الدراما لقضايا المجتمع وقالت: “أبحث عن أدوار يتفاعل معها المشاهد وتبقى خالدة في ذهنه ويتم طرحها بجرأة بعيداً عن خدش الحياء”، مؤكدة أن دور الدراما التلفزيونية هو تناول الظواهر التي يعيشها ويلمسها المجتمع وليس التركيز على قضية واحدة مكررة. وتؤكد سحويل عضو الهيئة العمومية لنقابة الفنانين الأردنيين أنها فنانة لم تعتمد على جمالها فقط في دخول مجال التمثيل، وأن موهبتها الفنية سبب نجاحها لأن الجمال وحده لا يكفي، وأنها تحاول دائماً التنويع في طبيعة الأدوار التي تقدمها والتأني في كل خطوة فنية تتخذها. وفي حديثها لـ “الغد”، أشارت إلى أن الفن هو الأداء الأكثر قوة في التواصل مع المجتمع وزيادة الوعي الاجتماعي وأثره في الفرد؛ لأن الفن هو الذي يقدّم المجتمع وبدونه يصبح المجتمع معزولاً عن بقية المجتمعات، واصفة الفن بأنه من العوامل الفاعلة والحيوية في ارتقاء المجتمعات الإنسانية من خلال دورها الرئيس في تهذيب السلوك الاجتماعي وبناء منظومة معرفية تسهم في خلق جيل واعٍ يخدم قضاياه ويصل إلى حالة من الاطمئنان والاستقرار تلبي حاجاته المختلفة. وتقول صاحبة المسيرة الفنية الطويلة: إن الفنان ناقل عبر ما يجسده من أدوار نبض وهموم وأوجاع المجتمع، وأن المسرح هو الأقدر بين الفنون التعبيرية في تصوير التجربة الإنسانية بكل جزئياتها، ويبقى فن المسرح حتى مع تطور مستويات التواصل البشري مرآة تعكس صورة الإنسان في فرديته وفي علاقته بالمجتمع، لأنه يعبر عن رغبات الإنسان وأفكاره ويجسد الواقع بكل آلامه، مشيرة إلى أن للمسرح القدرة على التأثير في نفوس المتلقين كون الصراع الذي اتخذه الفن المسرحي واحداً من أهم مقوماته المحققّة للفعل الدرامي. وتشير إلى أهمية الإعلام بإلقاء الضوء على التجارب الفنية المختلفة والمثيرة للاهتمام، وذلك من خلال بذل جهد أكبر في تقييم الأعمال، لأن الإعلام رافد مهم وأساسي لأي نشاط فني وخصوصاً في ظل الثورة التكنولوجية التي اجتاحت العالم بالأدوات ووسائل الاتصال، ما يعطي فرصة لإتاحة الجمهور المتذوق أن يشاهد كل جديد عبر هذه الأدوات الاتصالية. وتذكر سحويل أنها دخلت عالم الفن عام 1992 في أول عمل بعنوان “عيون على الطريق” كمساعدة مخرج وممثلة، وكان من إخراج “عمر العلي”، مشيرة إلى أن أهلها كانوا لا يحبذون ظهورها على الشاشة، لكن وفي نفس العمل كانت الحاجة بأن تقوم بدور سكرتيرة، وكان خاليا من مشاهد الحب وغيره مما يرفضه الأهل، وهذا كان أول دور قدمته في التمثيل وقد برعت في تقديم أداء تمثيلي مميز جعل العروض والأدوار تكثر بعد ذلك في العديد من الأعمال فأصبح من الصعب عدم قبولها، لذلك عانت في تلك الفترة من مقاطعة أهلها لمدة سبع سنوات، بعدها جاء والدها إلى الأردن وأشاد بشخصيتها ومستوى تمثيلها مبدياً فخره بها. ويبلغ رصيد سحويل أكثر من 90 عملاً دراميا و10 مسرحيات و5 أفلام سينمائية، إضافة إلى مشاركتها في لجان التحكيم العربية وهو دليل تقدير لدورها ومكانتها، وهي صاحبة مؤسسة نجلاء سحويل للإنتاج والتوزيع الفني ونائبة رئيس هيئة الحوار الثقافي الدائم في الأردن.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان