"هدوء نسبي" يعم الخرطوم.. ونهب المساعدات الإنسانية

هدوء نسبي في الخرطوم أتاح للمواطنين السودانيين التسوق أمس-(وكالات)
هدوء نسبي في الخرطوم أتاح للمواطنين السودانيين التسوق أمس-(وكالات)
 قال سكان إن الاشتباكات هدأت في العاصمة السودانية الخرطوم، امس، بعد اتفاق الجيش وقوات الدعم السريع على تمديد وقف إطلاق النار، لكن كان بالإمكان سماع دوي إطلاق النيران في بعض المناطق.اضافة اعلان
ووافق طرفا الصراع الذي اندلع في منتصف نيسان (أبريل) على تمديد وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعا لـ5 أيام أخرى قبيل موعد انتهائه.
ويهدف الاتفاق إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين.
وتوسطت السعودية والولايات المتحدة لإبرام الاتفاق وتراقبان تنفيذه، وقال البلدان إن طرفي الصراح انتهكا الاتفاق لكنهما سمحا بوصول المساعدات إلى ما يقدر بنحو مليوني شخص.
ماذا قال سكان الخرطوم؟
قالت هند صابر (53 عاما) وهي من سكان الخرطوم "نتمنى أن تنجح هذه الهدنة حتي تقف الحرب قليلا ونستطيع العودة لحياتنا الطبيعية. عندنا أمل في الهدنة ولا توجد لدينا خيارات أخرى".
وقبل ساعات من توقيع تمديد وقف إطلاق النار، تحدث سكان عن اندلاع قتال عنيف في مدن الخرطوم وأم درمان وبحري التي تشكل معا ولاية الخرطوم ولا يفصلها عن بعضها البعض سوى ضفاف النيل المتقابلة.
نزوح وأعمال نهب
وتسبب الصراع في نزوح ما يقرب من 1.4 مليون شخص من ديارهم ومن بينهم ما يربو على 350 ألف شخص عبروا الحدود إلى بلدان مجاورة.
وتعرضت مناطق في العاصمة لأعمال نهب كبيرة وتعاني من انقطاع متكرر للكهرباء والمياه. وتوقفت معظم المستشفيات عن العمل.
واندلع الصراع بسبب خلافات حول خطة مدعومة دوليا تحدد تفاصيل عملية انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات تحت إشراف حكومة مدنية.
وفقدت 17 ألف طن متري من المساعدات الغذائية، بسبب عمليات النهب والسرقة، هذا ما أكده برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
فقد أوضح إيدي رو، مدير البرنامج أن 17 ألف طن متري من المساعدات الغذائية فقدت في أعمال النهب التي تفجرت منذ بدء القتال بين الجيش والدعم السريع قبل ستة أسابيع.
وكان برنامج الأغذية العالمي أعلن مطلع ايار(مايو)الحالي، أن منتجات غذائية مخصصة للمحتاجين، تقدر قيمتها بما يتراوح بين 13 و14 مليون دولار، تعرضت للنهب منذ اندلاع الصراع.
تفشي النهب
وأوضح حينها أن النهب في البلاد متفش، وأن بعض التقارير عن سرقة إمدادات برنامج الأغذية العالمي، ما تزال قيد التحقيق.
كما أضاف في تصريحات سابقة أن "نحو 17 ألف طن تعرضت للنهب، بعضها في مستودعاتنا والبعض الآخر من شاحنات، وهذا يعادل ما بين 13 إلى 14 مليون دولار، في صورة كلفة الطعام فحسب، نتلقى كل يوم تقريبا تقارير عن عمليات نهب أخرى".
وقال برنامج الغذاء العالمي في تقرير صدر، الاثنين، إن انعدام الأمن الغذائي في السودان وهاييتي ومنطقة الساحل (بوركينا فاسو ومالي)، أصبح الآن يتسبب في "أعلى مستويات القلق".
كما نبه التقرير إلى أن الصراع في السودان من المرجح أن "يدفع اتجاهات الصراع العالمي في فترة التوقعات ويؤثر على العديد من الدول المجاورة". وأضاف أن استخدام الألغام الأرضية والمتفجرات في هذا الصراع، أدى إلى تدمير الأراضي الزراعية والبنية التحتية للمياه.
يشار إلى أنه منذ 15 نيسان ( أبريل) الماضي، انتشرت أعمال السرقة والسلب في العديد من المناطق بالخرطوم، وطالت المستودعات والمحال التجارية، فضلا عن البيوت وحتى المستشفيات. فيما تقاذف الطرفان المتقاتلان الاتهامات وتحميل المسؤوليات.-(وكالات)