التزام كبير بالتعليمات في المساجد والكنائس

قدّم المواطنون الأردنيون من مرتادي المساجد والكنائس لإقامة الصلوات اليومية وكذلك الصلوات في يومي الجمعة والأحد وقدوتهم كما هو دائما جلالة الملك عبدالله، نموذجا وقدوة بالتزامهم بالتعليمات الاحترازية للوقاية والحماية الصحية للوقاية من وباء كورونا، دل على مدى حرصهم الكبير على أن لا يكون هناك تسجيل أي حالة انتشار للوباء من خلال أماكن العبادة في مختلف مناطق المملكة.
هذا الالتزام كان متوقعا من أهل المساجد لأن الغاية مقدسة من الذهاب إلى أماكن العبادة وهي الصلاة التي تمثل في العقيدة الإسلامية والمسيحية أيضا حالة اتصال مع الله عز وجل، يكون فيها المؤمن في أنقى وأصفى حالاته الروحية، وهذا ما يدفع الإنسان إلى الانضباط الحسي والسلوكي في الصلوات وفترات المكوث في المسجد أو الكنيسة، وعلى هذا الأساس كان كل القادمين لتأدية الصلاوات في بيوت الله حريصين كل الحرص بالالتزام بالتعليمات الصحية من التباعد الجسدي وارتداء الكمامات وإحضار السجادات الخاصة بهم إلى المسجد وعدم تداول المصاحف بين المصلين وعدم التصافح فيما بينهم، كل ذلك لحرصهم على أن لا تكون دور العبادة لا قدر الله، مصدرا لانتشار المرض والأذى للآخرين، فكان الالتزام عاليا جدا ومتفوقا على التزام الناس في جميع الأماكن الأخرى التي يمارسون فيها نشاطاتهم المختلفة في الأعمال والتسوق والترفيه… إلى آخره.
ويسجل لوزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية ومجلس الكنائس في الأردن وجميع العاملين فيها نجاحهم الكبير في توصيل رسالة واضحة لكل مرتادي دور العبادة تقبلها غالبيتهم العظمى برضى تام، بضرورة الالتزام بالتعليمات الصحية التي قدرتها وقررتها الجهات الرسمية المعنية، وكانت الاستجابة وقبول تلك التعليمات، وكذلك الدور الإرشادي الذي قام به أئمة وموظفو المساجد والكنائس وجهودهم الكبيرة التي يبذلونها في تعقيم وتوفير مستلزمات الوقاية الصحية وتنظيم الصلوات والدخول والخروج وعدم التزاحم في المسجد والكنيسة.
إن هذا الالتزام العالي المستوى والمسؤول ينم عن حسن الأخلاق في دور العبادة في الأردن حيث يقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وهو قدوة تحتذى في إظهار الأخلاق والمسؤولية الفردية والرقابة الذاتية في المحافظة والحرص على سلامة الفرد والمجتمع.
وزارات أخرى لم تحقق نفس مستوى النجاح في توصيل رسائل مقنعة في قطاعاتها للمواطنين وإقناعهم بهذا الالتزام في كافة مناطق تواجدهم الأخرى التي يمارسون فيها نشاطاتهم الحياتية المختلفة، كما نجح وزير ووزارة الأوقاف، ونيافة رئيس ومجلس الكنائس في الأردن.

اضافة اعلان