دوري صعب والقادم أصعب

انقضى دوري المحترفين لموسم 2023-2024  بحلوه القليل، ومره الكثير، وذهبت الأندية التي حققت ما حققت، لتأخذ قسطا من الراحة بعد موسم عصيب عجزت فيه منظومة الكرة المحلية عن توفير أدنى متطلبات دوري يفترض أنه للمحترفين.. ذهبت الأندية للسبات ولا تعلم أن القادم أصعب إذا ما بدلت استراتيجياتها.

اضافة اعلان


غياب متطلبات دوري محترفين يتحمل جزءا منه اتحاد الكرة الذي فشل في توفير راع للموسم، وفشل في استقطاب تقنية الفيديو «الفار»، وفشل ايضا في اجراء مباريات على بنية تحتية تصلح لممارسة كرة القدم، كما سقط أيضا في اختبار تنظيم أجندة فيها نوع من الاستقرار والوضوح، بسبب كثرة التغييرات والتأجيلات ما تسبب في ارباك المشهد.


رغم غياب احترافية الاتحاد في التعامل مع المنافسات، تبقى أندية المحترفين المسؤول الأكبر عما جرى لها خلال منافسات الدوري، فهي التي تتحدث في العلن بغير ما تتحدث فيه في الغرف المغلقة، الأمر الذي تسبب في اضعاف موقفها أمام اتحاد الكرة الذي استثمر هذا الضعف ليمارس طقوسا كان أبرزها ايقاف رؤساء أندية بعد التحقيق معهم، بل وصل تغول الاتحاد على الأندية باستدعاء رؤساء الأندية إلى خلوة صورية وشكلية ومناقشتهم في أفكار، رغم أن الاتحاد اتخذ القرارات مسبقا واعتمدها بعيدا عن مخرجات الخلوة أو آراء الأندية.


أندية المحترفين التي ذهبت لالتقاط الأنفاس، لا تدرك أن انفاسها ستحبس في الموسم المقبل لثقل المسؤولية وحجمها، ما يستدعي تغييرا في النهج والاستراتيجيات، ففكرة الاعتماد على ايرادات اتحاد الكرة أمر لا يتماشى مع الفكر الاحترافي، وعلى إدارات الاندية التوجه للتسويق والاستثمار، لتغطية نفقات الاحتراف، بل وتغطية الكم الكبير المتوقع من الشكاوى التي سيتقدم بها اللاعبون والمدربون قريبا.


اتحاد الكرة ليس الجهة الوحيدة التي تمنح اشخاصا إداريين حق اتخاذ قرارات فنية، خاصة فيما يتعلق بتعيين مدربين أو اقصائهم.. فعدد كبير من الأندية أيضا سبقت الاتحاد في ذلك، لأن إدارات هذه الأندية هي التي عينت المدربين في الموسم الحالي، وهي التي تعاقدت مع لاعبين بعيدا عن استشارات فنية، وهي التي استقطبت محترفين لا يمارسون كرة القدم، وهي التي تغاضت عن تسويات مع لاعبين ومدربين بتكاليف مالية قليلة، لتتلقى لاحقا أضعاف هذه المبالغ بعد لجوء هؤلاء اللاعبين لتقديم الشكاوى، ما تسبب في مديونية كبيرة جدا سترهق صناديق الأندية لسنوات.


الموسم المقبل سيكون اصعب على الأندية إذا ما استمرت في نهجها وتفكيرها، وعلى الإدارات مواكبة هذه التفاصيل أو التنحي جانبا.. فالجماهير لم تعد تتحمل أمراض الضغط والسكري.

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا