شرفاء يحمون الجبهة الشمالية المشتعلة

نخوض حربا بالمعنى الحرفي للكلمة على جبهتنا الشمالية، يخوضها شرفاء عظام لو قبلنا رؤوسهم وزنودهم ليل نهار ما اوفيناهم حقهم، وهم يدافعون عن الأرض والعرض، وسلم المجتمع من أن يدنس بالسلاح والمخدرات من قبل مارقين مرتزقة مجرمين إرهابيين.

اضافة اعلان


الحرب صعبة لانها لا تخاض مع جيوش ندمر قواعدهم وآلياتهم، وانما مع ميليشيات لا تمتلك الكثير ليدمر، مع أنها مدعومة من جهات وقوى منظمة تدربها وتسلحها وتحصل على عائد مالي منها.


 يخوض جيشنا الباسل العظيم وأجهزتنا الامنية الشديدة اشتباكات طويلة تمتد اياما وليالي وهم يدافعون عن حدودنا، ومع زخم الأحداث الاقليمية لا يلقى هذا الجهد التقدير الكافي ولا الانتباه الإعلامي الوافي لما يرتقي لمستوى الحدث والخطر.


 مؤسف أن ترى قوى سياسية تتزلزل أمام أحداث في دول مجاورة، وتراها بالكاد تتحرك أو تصدر بيانا على خجل لما يتعرض له الوطن على الحدود الشمالية. 


انه الاختبار الحقيقي للصدقية والوطنية الحقة التي تضع الجميع على المحك، ولا يوجد ابن حر شريف لا يجب أن ينتفض انتصارا لما يقوم به جندنا البواسل على الحدود.


لم تنجح المساعي السياسية لوقف ما يحدث على الحدود الشمالية، وخبراء السياسة في الأردن وهم يراقبون ما كنا نفعل مع سورية قالوا لنا لا تتفاءلوا فلن يأتي الكثير من ذلك.


صدقوا القول، ولم تتوقف محاولات التهريب للسلاح والمخدرات، والأسباب تتراوح بين عدم القدرة على ذلك من قبل سورية مستباحة من قوى الشر، وبين تواطؤ رسمي سعيا لكسب المال الذي تحتاجه سورية.


 أيا كان الحال، فالواقع يقول إننا أمام حرب تمثل وصفة لعمل قوى التخريب والشر بالمنطقة، وصحيح أن الأردن مختلف عن باقي الدول التي نجحت فيها هذه المحاولات، ولكن الصحيح أيضا أن نعي حجم الخطر، وان لا ننظر اليه بعين قاصرة، بل بنظرة استراتيجية عميقة، التي تقول إننا أمام محاولات عميقة إستراتيجية للنيل من الأمن الوطني الأردني وليس مجرد مهربين يحاولون جني المال من التهريب. 


مهم أن يعي كل أردني ما يواجهه بلده على كل الجبهات، ولا أحسب أن هذا يحدث، ومهم أن ندرك أن الانتقاص والتشكيك من مواقفنا الإقليمية أمر مستفز لكل أردني شريف حر، ومهم أن نعي أن من بيننا من لا يعنيه ما يخوضه شرفاؤنا على الحدود الشمالية، فالأردن بالنسبة لهؤلاء مجرد محطة لاولوياته الأخرى، ولذا فالأمر لا يعنيهم وليس أولوية لهم.


 الوقت حان بل تأخر لمصارحة وطنية عميقة تعلي من الاردن ومصالحه وامنه ولا تقبل التشكيك لا من جاهل ولا حاقد، ولنعترف ان جزء من عدم التنسيق وبعض التخبط الرسمي قد ضحى بكثير من ثوابتنا السياسية التاريخية، وما حاولنا ترسيخه ومكافحته لعقود تم التفريط به بفترة زمنية قياسية، واحسب أن لا بد من وقفة وطنية موضوعية صادقة لمعالجة ذلك.

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا