مجزرة غزة في الأمس تتكرر اليوم

«هذه هي النبوءة التي أوصى بها الرب إلى إرميا عن الفلسطينيين قبل أن يهاجم فرعون غزة. هذا ما يعلنه الرب: « ها هي مياه تطغى من الشمال، فتصبح سيلاً جارفاً، فتغمر الأرض ومن عليها، المدنية والساكنين فيها. فيستغيث الناس ويويول كل أهل البلاد، من صوت وقع حوافر خيله، ومن جلبة مركباته، ومن صرير عجلاتها، فلا يتلفت الآباء إلى الأبناء من فرط ما يعتريهم من وهن. رعباً من اليوم المقبل لإبادة الفلسطينيين، ولاستئصال صور وصيدون وكل معين باقٍ، لأن الرب يدمر الفلسطينيين... قد أصبحت غزة جرداء (سفر إرميا: الإصحاح السابع والأربعون، الآيات: 1-15 ).
***

اضافة اعلان


«هذا ما يقوله الرب: من أجل معاصي غزة الثلاث والأربع لن أرد عنها سخطي، لأن أهلها نفوا شعباً عن آخره وسلموه إلى أدوم، لذلك سأرسل ناراً على أسوار غزة تلتهم حصونها. وتستأصل أهل اشدود، وأهلك حامل صولجان ملك اشقلون، وأوجه ضرباتي ضد عقرون فيفنى من بقي من الفلسطينيين» (سفر عاموس: الاصحاح الأول: الآيات: 6-8).
***


«اجتمعي، احتشدي أيتها الأمة الوقحة. قبل أن يحين القضاء فيطوح بك كالعصافة أمام الريح، قبل أن يحل كل غضب الرب الساحق، قبل أن ينصب عليك سخط الرب... فإن غزة تصبح مهجورة، واشقلون موحشة، وأهل اشدود يُطردون عند الظهيرة، وعقرون تُستأصل، ويل لكم يا أهل ساحل البحر... ان قضاء الرب منصبٌ عليكم يا سكان كنعان أرض فلسطين، فسأدمرك حتى لا يبقى فيك مقيم، وأنت يا أرض ساحل البحر تصبحين مراعي ومروجاً للرعاة وحظائر المواشي. ويصبح ساحل البحر ملكاً لبقية بيت يهوذا فيرعون فيه قطعانهم، ويرقدون في المساء في بيوت اشقلون لأن الرب إلههم يفتقدهم ويرد سبيهم « (سفر صفينا / الإصحاح الثاني: الآيات 1-7).
***


«وحتى قضاء الرب بعقاب أرض حدراخ ودمشق، لأن أعين الناس وسائر أسباط اسرائيل نحو الرب. وكذلك قضاء الرب على حماة المتاخمة لدمشق، وعلى صور وصيدون المتصفين بالحكمة: وقد بنت صدر حصناً لنسفها وادخرت الغضة كالتراب، والذهب كطين الشوارع. ولكن ها الرّب يجردها من ممتلكاتها، ويطرح عزتها إلى البحر، وتلتهما النيران. فتشهد مدينة اسقلون هذا فتفزع، وتتلوى غزة ألماً. تتوج عقرون أيضاً لأن رجاءها قد تبدد. يهلك ملك غزة وتصبح أشقلون موحشة. ويستوطن الزنيم في أشدود، ويستأصل الرب كبرياء الفلسطينيين» (سفر زكريا: الإصحاح التاسع: الآيات: 1-6).
***


فأجاب شمشون: «لا لوم علي هذه المرة إذا انتقمت من الفلسطنيين، وانطلق شمشمون واصطاد ثلاث مئة ثعلب وربط ذيلي كل ثعلبين معاً ووضع بينهما مشعلاً، ثم أضرم المشاعل بالنار، وأطلق الثعالب بين زروع الفلسطنيين، فأحرقت حقول القمح وأكداس الجعوب وأشجار الزيتون. فسأل الفلسطينيين من الجاني؟ فقيل لهم: شمشون صهر التِّمِنّي، لأنه أخذ امرأة شمشون وزوجها لنديمه، فصعد الفلسطينيون وأحرقوها مع أبيها في النار. فقال: شمشون: لأنكم هكذا تتصرفون فإنني لن أكف حتى أنتقم منكم. وهجم عليهم بضراوة وقتل منهم كثيرون ثم ذهب إلى مغارة صخرة عيطم وأقام فيها.


فتقدم جيش الفلسطينيين واحتلوا أرض يهوذا وانتشروا في لَحْي فسألهم رجال يهوذا: لماذا جئتم لمحاربتنا؟ فأجابوهم: جئنا نأسر شمشون ونفعل به مثلما فعل بنا. فذهب ثلاثة آلاف رجل من سبط يهوذا إلى مغارة صخرة عيطم، وقالوا لشمشون: ألا تعلم أن الفلسطينيين متسلطون علينا، فماذا فعلت بنا؟ فأجابهم: كما فعلوا بي هكذا فعلت بهم. فقالوا له: لقد جئنا لنوثقك ونسلمك إلى الفلسطينيين، فقال لهم شمشون: احلفوا لي ألا تقتلوني بأنفسكم، فأجابوه: لا، لن نقتلك نحن، وإنما نوثقك ونسلمك إليهم. فأوثقوه بحبلين جديدين وأخرجوه من المغارة. فلما وصل إلى لَحْي هب الفلسطينيون صارخين للقائه، فحل عليه روح الرب، وقطع الحبلين اللذين على ذراعه وكأنهما خيوط كتان محترقة. وعثر على فك حمار طري، تناوله وقتل به ألف رجل (سفر القضاة: الإصحاح الخامس عشر الآيات: 4 -16).


واجتمع أقطاب الفلسطينيين ليحتفلوا بتقديم ذبيحة عظيمة لإلههم داجون قائلين: إن إلهنا قد أظفرنا بشمشون عدونا. ولما شاهد الشعب شمشون في ذلة، مجدداً إلههم قائلين: قد أظفرنا الله بعدونا الذي خرب أرضنا وأكثر من قتلانا. وإذ لعبت بهم النشوة هتفوا: ادعو شمشون ليسلينا، فجاءوا بشمشون من السجن فلعب أمامهم ثم أوقفوه بين الأعمدة. فقال شمشون للغلام الذي يقوده: أوقفني حيث يمكن ألمس الأعمدة التي يقوم عليها المعبد حتى استند إليها. وكان المعبد يكتظ بالرجال والنساء، فضلاً عن أقطاب الفلسطينيين الخمسة، وكان على السطح نحو ثلاثة آلاف رجل وامرأة يتفرجون على لعب شمشون، فصلى شمشون إلى الرب قائلاً: اذكرني وقوني هذه المرة فقط لأنتقم من الفلسطينيين عن قلع عيني بضربة واحدة. وقبض شمشون على العمودين المتوسطين اللذين يرتكز عليها المعبد وضغط على أحدهما بيمينه وعلى الآخر بيساره وهو يقول: «علي وعلى أعدائي يا رب. ثم دفعهما بكل قوته فانهار المبنى على الأقطاب وعلى الشعب [الفلسطيني] الذي فيه. فكان الذين قتلهم شمشون عند موته أكثر من الذين قتلهم طوال حياته (من الفلسطينيين) (سفر القضاة: الاصحاح السادس عشر: الآيات 23 – 31).


لقد تم ذكر غزة 17 مرة في التوراة/ العهد القديم وأنها وأريحا ملعونتان. كما ورد ذكر فلسطين والفلسطينيين فيها 265 مرة، والكنعانيين 160 مرة. وكان على الإعلام الفلسطيني والعربي والمسلم وعلى الرواية الفلسطينية أن يذكّروا العالم بذلك، وأن الفلسطينيين اليوم هم أحفاد الكنعانيين والفلسطينيين في الأمس المالكين لفلسطين قبل اليهود بمئات السنين والتوراة وأحداثها أكبر دليل على ذلك ويجب أن ندينهم منها، وأنهم  لم يغادروا وطنهم فلسطين مطلقاً. وأن إسرائيل اعتدت عليهم مرتين: في الماضي بدءاً بهولوكوست أريحا، وفي الحاضر بدءاً من وعد بلفور والانتداب البريطاني وهولوكوست غزة الآن، وأن لغتهم وثقافتهم كانت تتغير حسب لغة وثقافة الغزاة لوطنهم: بدءاً من اليونان القدماء، فالرومان والبيزنطيين، ثم العرب المسلمين الفاتحين.

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا