مستمرون إلى الأمام!

لا شك أننا أمام مجموعة من الأحداث والتطورات التي تبعث على القلق والحذر والتحسب من تداعيات خطيرة في هذه المنطقة التي نحن جزء منها، ومن الطبيعي أننا منشغلون إلى أقصى درجة بكل ما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي الجوار العربي، وما يرتبط به من معادلات إقليمية ودولية، ولكن ذلك كله لا يعنى أن تتعطل مصالحنا الوطنية ، وتتوقف مسيرتنا بانتظار ما ستسفر عنه تلك التطورات من نتائج .

اضافة اعلان


نحن في الأردن لا نملك رفاهية انتظار النتائج، وليس أمامنا من سبيل سوى مواصلة مشروعنا الوطني في أبعاده السياسية والاقتصادية والإدارية، وفي تعزيز قواعد الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة، وتثبيت قوة الدولة ودورها وحضورها في التوازنات الإقليمية والدولية، فالأردن القوي هو الأردن القادر على القيام بمسؤولياته تجاه نفسه ، وتجاه موقفه الداعم للشعب الفلسطيني ، ولأمته العربية .


منذ أيام أقر مجلس النواب مشروع الموازنة للعام الحالي، وعلى هذا الأساس تنبني حيوية مؤسسات الدولة لكي تقوم بمسؤولياتها على أفضل وجه ، بينما تتواصل الجهود لتنفيذ المشروعات الوطنية الكبرى، ومنها الناقل الوطني ، وغيره من الطموحات التي تعزز قدراتنا في استغلال مواردنا الطبيعية والبشرية، وفي السيطرة على الآثار السلبية الناجمة عن الوضع الإقليمي الراهن من تصدير واستيراد، وتجارة بينية!


وفي الأثناء نواصل بناء منظومتنا السياسية وفقا لقانوني الانتخاب والأحزاب التي تستكمل حضورها على الساحة الوطنية وتتهيأ لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة على أساس البرنامج الانتخابي الذي يفترض أن يكون شاملا لجميع القطاعات، بحيث يتعامل الحزب كحكومة ظل، تمهيدا لمرحلة يكون فيها شريكا في الحكومة نفسها ، فتلك هي الغاية التي نريد الوصول إليها على مراحل ضمن مبدأ توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار .


كل ذلك ، وغيره كثير مما يستوجب الاستمرار في مسيرتنا الوطنية لا يجوز فهمه على أنه يمضي بمعزل عن الدور الفاعل الذي يقوم به الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في مناصرة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، ووقف الحرب على غزة والمداهمات في الضفة الغربية، وحشد موقف دولي مساند لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 بعاصمتها القدس الشريف .


موقفنا قوي وفاعل سواء في إيصال المساعدات إلى غزة، أو الضغط من أجل إدانة حرب الإبادة ووقفها على الفور، أو عدم توسيع دائرة الصراع، فقادة العالم يتذكرون جيدا كل ما سبق وأن حذر منه جلالة الملك من مخاطر على الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي ، وهم اليوم أكثر قناعة بالأسس التي يمكن أن يقوم عليها السلام هذه المرة ، وإلا فإن الكارثة ستحل على الجميع .


عنصران مهمان لا بد من المحافظة عليهما : قوة الدولة الذاتية من خلال مواصلة مسيرتها بكفاءة واقتدار ، وموقف الدولة وقدرتها على القيام بدورها في إعادة تشكيل حالة من الاستقرار الإقليمي والدولي، وكلاهما يجب أن يكونا راسخين في وعينا الوطني!

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا